رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عايز اشتغل جاسوس !

على الرغم من أنها ليست المرة الأولى في مصر التي يتم فيها الكشف عن شبكة تجسس لحساب إسرائيل.

إلا أن قضية الجاسوسية الأخيرة الخاصة بالشاب المصري "طارق عبد الرازق حسين" والإسرائيليين الهاربين إيدي موشيه وجوزيف ديمور لفتت الأنظار إليها من خلال الطريقة التي التحق بها الشاب المصري في هذه الشبكة , فالطريقة جاءت كما تناولتها السينما المصرية في فيلم "بئر الخيانة"، الذي قام ببطولته نور الشريف، حيث سلّم شاب مصري يدعى "جابر" نفسه للمخابرات الإسرائيلية للعمل معها. ففي السابق كانت تسعى أجهزة المخابرات لتجنيد جواسيس لها في الخارج للقيام بمهام التخابر ونقل المعلومات، لكن العكس حدث مع "طارق"، فهو من قام بالتقدم إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية ليعرض عليهم مساعداته وخدماته التي يمكن أن يقدمها لهم من خلال عمله كجاسوس!.

وبالطبع لم يتأخر الجانب الإسرائيلي – بعد التحري والبحث عنه - في قبول العرض الكريم من طارق، وأرسلوا له من يدربه على أساليب جمع المعلومات والبيانات بطرق سرية وإنشاء عناوين بريد إلكتروني على الإنترنت، بالإضافة إلى تكليفه بالسفر إلى عدة بلدان لاستكمال التدريب فيها على العمل الجديد.

المثير في القضية أن الشاب المصري تقدم للموساد مثل أي شاب يتقدم للالتحاق بوظيفة عادية؛ فلم يورط في تلك الشبكة دون قصد ولم يتم الضغط عليه أو مساومته على شيء، فبكامل إرادته أرسل بياناته وسيرته الذاتية إليهم وعرض أن يقوم بمساعدة المخابرات الإسرائيلية.

.. فهل أصبحت الجاسوسية مهنة مثل أي مهنة يمكن للشاب أن يطمح إليها ويتقدم للالتحاق بها، رغم عدم شرعيتها وتنافيها مع الوطنية والأخلاق والمبادئ؟

قرارات غير مدروسة

الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية، يرى أن حلم الثراء السريع لدى الشباب هو العامل الأول الذي يدفعهم إلى القيام بالتجسس لصالح الغير، خاصة أن فئة الشباب هي الفئة الأكثر ديناميكية، فغالبا ما تكون قراراتها سريعة وغير مدروسة، الأمر الذي قد يورطهم في مثل تلك الأعمال على الرغم من علمهم بتنافيها مع الانتماء والشرف.

وحول أكثر المهن التي تستهدفها جهات التخابر لتجنيد جواسيس بها، يقول جاد: "لا توجد مهنة بعينها تستهدفها جهات التخابر، ولكن ذلك يتحدد وفقا للمهمة المطلوبة، فعلى سبيل المثال إن كان هناك احتياج لمعلومات اقتصادية يستهدف من يعملون في الاقتصاد وإن كانت الحاجة لمعلومات عسكرية تستهدف العسكريون وهكذا".(في حالة طارق كانت هناك أوامر موجهة له بمحاولة تجنيد أفراد يعملون في شركات الاتصالات).

أما الطرق التي يتم بها تجنيد الشباب في شبكات التجسس خاصة أنها تبدأ بشكل تدريجي قد لا يشعر من خلاله الشاب بأنه يستدرج إلى عمل تخابري، فيؤكد جاد أنها تبدأ بالتمهيد ولا تظهر فجأة، فقد يدخل أفراد شبكات التجسس في علاقة صداقة وود مع الآخرين ثم يختارون شخص ما تتوافر به الشروط المطلوبة لديهم ثم يبدأون في التمهيد له من خلال تقديم الإغراءات المالية مقابل معلومات بسيطة، إلى أن يتم تجنيد الشخص بشكل رسمي مع تلك الجهات.

ضعف الانتماء

أما الكاتبة الصحفية هالة فؤاد والتي تهتم مؤلفاتها بهجرة الشباب المصري لإسرائيل والزواج بفتيات إسرائيليات، فتلقي بلوم كبير على المسئولين، فهم من وجهة نظرها أول من تسببوا في تورط الشباب المصري في تلك الأعمال بسبب عدم اهتمامهم بقضاياهم ومشكلاتهم.

تضيف: "الأوضاع السيئة وقلة فرص حصول الشاب على عمل مشروع أو فرصة لكسب رزقه بالحلال، بالإضافة إلى ضعف الانتماء وحس الوطنية لديه، هي أكثر العوامل التي تدفع الشاب للتجسس؛ خاصة هؤلاء الشباب الذين ينحدرون من طبقات اجتماعية فقيرة، وكذلك فضعفاء النفوس من الطبقات الاجتماعية المتوسطة والمرتفعة يكونون الأكثر عرضة لتلقي وقبول تلك الإغراءات التي تقدم لهم من جهات التخابر الخارجية".

وتصف الكاتبة الشباب المصري بالذكاء الشديد والوعي بما يقدم لهم، بمعنى إنهم لا يكونون فريسة لأعمال التجسس والتخابر، فتقول: "أعتقد أن أي شاب يقدم على العمل مع جهات المخابرات الخارجية يكون ذلك بكامل إرادته وفهمه ووعيه بما يقوم به، فتلك المهنة تعتمد على الذكاء والمهارة، ولذلك فهم لم يتم التلاعب بهم أو توريطهم في تلك الشبكات فهم ذهبوا إليها بكامل إرادتهم".