عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريكاتير "كارلوس".. أسقط مبارك!


معظمنا شاهد الكاريكاتير الشهير الذى يصّور الشهيد خالد سعيد ممسكاً بالرئيس السابق حسني مبارك من أعلى بدلته فى سخرية واضحة، وكاريكاتير آخر لخالد أيضاً يجسد خريطة مصر التى تنتفض صارخة "أفيقي يا مصر" والتى نشرت على صفحة "كلنا خالد سعيد" عشية يوم الثورة..
العامل المشترك بين الصورتين هو أنهما من إبداع "كارلوس لطوف"، فنان الكاريكاتير البرازيلي الذي ينتمي لأصول لبنانية.
يرسم كارلوس الكاريكاتير الساخر واللاذع، وهو ناشط سياسي يعلن عن مبادئه السياسية من خلال رسوماته، ويحمل الوشاح الفلسطيني على عاتقه دائماً إشارة الى تبنيه للقضية الفلسطينية، بل يدافع أيضاً عن هموم وقضايا الشرق الأوسط ربما أكثر من أى فنان عربى.
(الوفد) تحدثت إلى "كارلوس" الذى أعتلت رسوماته أيادى الثوار المصريين فى 25 يناير دون أن يتعرفوا عليه عن قرب.

- بداية.. عرفنا بنفسك؟

- عمرى 42 عاماً، أعيش فى ريودي جانيرو وأحمل الجنسية اللبنانية نسبة لجدى نجيب لطوف، إحترفت الكاريكاتير السياسي منذ عام 1990 في البرازيل وبدأت رحلتي للتعبير عن معاناة الشعوب العربية والشرق الأوسط منذ عام 1999. كنت أحلم منذ الصغر بأن أصبح فنان "كوميكس" ولكن حال عملي وقتها فى عدة وظائف متواضعة دون تحقيق ذلك، لأنه كان يتحتم عليّ مساعدة أسرتي فى تكاليف المعيشة، ومع تنقلي بين أكثر من وظيفة تقدمت للعمل فى شركة دعاية وإعلان كمصور، مستغلاً مهارتي الفنية التى تحولت فيما بعد لشكل الكاريكاتير السياسي أو الكاريكاتير الشعبي.

- وماذا عن تبنيك للقضية الفلسطينية فى مختلف أعمالك؟

البعض يعتقد أن رسوماتي عن القضية الفلسطينية تعود لجذورى العربية، ولكن تأييدي جاء لما رأيت بعيني، ففي عام 99 ذهبت فى جولة سياحية لمدة أسبوعين بالضفة الغربية، شاهدت خلالها معاناة الشعب هناك من العدوان الإسرائيلي، وتأكدت أن ما نشاهده من معاناة الشعب الفلسطيني على الشاشات هو جزء طفيف من الحقيقة، منذ ذلك الحين أصبحت من مؤيدي القضية الفلسطينية، وقد رسمت كاريكاتير انتشر بين الكثيرين لطفلين أحدهما اسرائيلى وآخر فلسطينى يقول الأول للثاني "أبى أخبرني أن العرب شياطين وإرهابيون" فيرد عليه الطفل الفلسطيني "أبي لم يخبرني شيئا لأنه قتل على يد أبيك".

- إذاً فأنت تناضل بسلاح الكاريكاتير؟

بالفعل، هدفي هو وضع رسوماتي الفنية في خدمة نضال الناس أينما كانوا، فلدي رسومات عن نضال الشعب في بوليفيا، والانقلاب في هندوراس، ووحشية الشرطة في البرازيل، وأيضاً انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا. كما لديّ رسومات كاريكاتيرية عن العدوان الأمريكي على العراق وأفغانستان، إلى جانب نضال الشعبين التونسي والمصري، وحاليًا عن الجزائر والبحرين وليبيا وسوريا. كذلك فقد اهتممت بالرد على الكاريكاتيرات الدنماركية المسيئة للإسلام عام 2006 في المسابقة الإيرانية العالمية لرسومات الهولوكوست، فبالرغم من إنني لا أعتنق الديانة الإسلامية إلا إنني أرى أن مهاجمة الأنبياء بذلك الشكل لا يصنف كحرية تعبير ولكنه تعصب أعمى.

- ألا يعرضك ذلك للمخاطر من حكومات الدول التى تنتقدها بجرأة في رسوماتك؟

بالطبع فقد تعرضت لتهديدات كثيرة، حتى فى البرازيل عندما انتقدت وحشية الشرطة، كما أن اسمي يدخل القائمة السوداء

فى إسرائيل كمعادٍ للسامية وتلقيت تهديدات صريحة من الموساد، ومُنعت بسبب رسوماتي من دخول الأراضي الفلسطينيّة نهائياَ.

- كيف جاء تأييدك للثورة المصرية خاصة وأن الكاريكاتير الذى قمت بإهدائه لصفحة "كلنا خالد سعيد" جاء قبل انطلاق الثورة بساعات وليس بعدها؟

الكثير من النشطاء المصريين يعرفونني عن طريق دعمى للقضية الفلسطينية ومناهضتي لأمريكا وإسرائيل، كما أنني رسمت كاريكاتير منذ سنوات لإضرابات عمال المحلة، وحدث أن اتصل بي بعض هؤلاء النشطاء وطلبوا مني أن أدعم الثورة المصرية عالمياً، ولأنني أعلم سياسة مبارك القمعية وأنه الرجل الأول لأمريكا فى الشرق الأوسط، وما زودني به النشطاء المصريون من روابط ومواقع إنترنت والصور التى تحكي الواقعة الدموية لخالد سعيد، أعطاني ذلك دافعاً والهاماً جعلنى أرسم 5 كاريكاتيرات بدأ بثها على الفيس بوك وتويتر منذ يوم 24 يناير. وبعد تصاعد الأحداث وجدت هذه الرسومات تنتشر فى أيادى الثوار المصريين خاصة التي تتحدث عن دور التكنولوجيا فى اندلاع الثورة، وكان ذلك من أكثر الأشياء تأثيرًا في حياتي كفنان وكإنسان، خاصة بعدما سقط الرئيس المصري ووجدت أن رسوماتي حققت الهدف المرجو منها.

- هل قمت بزيارة مصر من قبل؟

كتبت يوم سقوط مبارك على حسابي الخاص بتويتر "أنا اليوم برازيلي بقلب مصري"، ومن قبلها شاركت فى التظاهرات السلمية المنددة به أمام السفارة المصرية فى البرازيل، لكن للأسف لم أقم بزيارة مصر، وإن كنت أتمنى أن أحضر إليها يوماً ما وأعرض رسوماتي عن الثورة المصرية في ميدان التحرير، ولكنني لست الفنان "الغني" الذى يمتلك الأموال لإقامة معارض فنية فى دول العالم، كما أنه مازالت أمامي مهمة أخرى فى الدفاع عن بقية الثورات العربية فى الشرق الأوسط.

-هل هناك رسامو كاريكاتير فى الوطن العربي أو العالم تأثرت بهم؟

ليس هناك فنان بعينه أتأثر به، وإن كان الفنان العالمى ساباستيو سالغادو من أهم المؤثرين فيّ، وحقيقة أنا لا أتابع رسامي الكاريكاتير فى العالم العربي بشكل خاص، ولم تتح لى الفرصة للتعرف عليهم عن قرب الى الآن.