رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عائد من ليبيا: هي فوضى!

لم يكن "هشام" يتوقع وهو يسافر إلى ليبيا أن الأمور ستتأزم بهذا القدر، وأنه سوف يواجه صعوبة وخطورة عند محاولته العودة إلى مصر.

فقد اعتاد السفر والعودة دون أن يكون هناك تهديد يحيط به كونه شابا مصري الجنسية؛ لكن الأمور في ليبيا ازدادت تعقيدا بالنسبة للمصريين بعد ظهور سيف الإسلام القذافي في التليفزيون الليبي وزعمه أن المصريين والتونسيين هم من تسببوا في هذه الاحتجاجات والفوضى هناك، مما أدى إلى اعتقاد بعض الليبيين خاصة من يعيشون بطرابلس -التي يسكنها أنصار القذافي- أن بالفعل المصريين والتونسيين يحرضون على الانقلاب ضد القذافي ويسعون إلى نشر الفوضى ببلدهم.

هشام أحمد، شاب عمره 28 عاما، ويعمل مهندس ميكانيكا بشركة الحفر المصرية التي أرسلته للتنقيب عن البترول بموقع بمنطقة صحراوية بليبيا منذ عام ونصف. يقول هشام: "الأحداث في ليبيا بدأت واشتعلت ولكننا لم نكن نشعر بها في البداية بسبب مكان عملنا الذي كان عبارة عن موقع لبريمة بترول في منطقة صحراوية بالقرب من منطقة بريجا، فكانت تصلنا أخبار عن احتجاجات ومظاهرات ضد القذافي ونظامه، ولكنهم كانوا يقولون لنا إنها ضعيفة وغير مؤثرة وستنتهي سريعا وفقا لما يسمعونه من أخبار عن تضامن أهالي مدينة طرابلس مع الرئيس القذافي؛ ولم يكن يتوقع العاملون الليبيون معنا بالمنطقة أن المناطق الشرقية مثل بنغازي والبيضاء مشتعلة وبها مصادمات عنيفة بين جنود المرتزقة والليبيين".

ويروي هشام أن بداية الأزمة بليبيا كانت عندما قبض الأمن القومي على شاب هتف ضد القذافي ونظامه، وكان أغلب الليبيين يرغبون في حشد مظاهرات ضد القذافي ونظامه - خاصة بعد نجاح الثورة المصرية والتونسية – إلا أنهم كانوا مترددين من عدم تجاوب باقي الشعب معهم. أما عن سبب هياج الناس بليبيا ضد النظام فجاء بعد قيام جنود المرتزقة الأفارقة الذي استعان بهم القذافي ضد المعارضين والذي تسبب في سقوط 48 قتيلا في بنغازي والبيضاء، مما دفع القبائل الليبية إلى الثورة ضد عنف القذافي معهم وقتل أبنائهم.

"وردتنا أنباء ونحن بموقع التنقيب أن هؤلاء المرتزقة سوف يستهدفون المصريين والتونسيين، لذا نصحنا زملاؤنا الليبيون أن نغادر الموقع فورا ونعود لمصر؛ كما بدأت الشركة في إجلاء العاملين بها وتجهيز إجراءات سفرهم لمصر، لأنهم توقعوا رد فعل عنيفا من قبل القذافي ضد المحتجين".

بدأت المشاكل تواجه هشام وزملاءه

المغادرين من ليبيا عندما ذهبوا إلى فندق بطرابلس، حيث كانت كل شبكات الاتصالات مقطوعة منذ يوم 17 فبراير ولم يتمكنوا من التواصل مع ذويهم؛ بالإضافة إلى أن المشهد بالمدينة من حولهم كان مزيجا من أصوات إطلاق الرصاص وأصوات سيارات الإسعاف وأدخنة ترتفع في سماء طرابلس نتيجة الحرائق العديدة المشتعلة.

يقول هشام: "نصحنا أصدقاؤنا من الليبيين ألا نذكر أننا مصريون وألا نتحدث بالمصرية في طرابلس خوفا علينا من أي عنف قد يوجه ضدنا سواء من أهالي طرابلس أو المرتزقة؛ فالخطورة كانت أن الشعب كله أصبح يحمل أسلحة".

أصعب ما واجه هشام وغيره هي الفوضى التي وجدوها في مطار طرابلس عندما ذهبوا إليه للعودة إلى مصر. "الأمن الليبي لم يتمكن من تنظيم المسافرين وكان يتعامل بأسلوب سيئ للغاية مع المسافرين على اختلاف جنسياتهم، والبعض منهم كان يأخذ رشاوي من المسافرين حتى يسمحوا لهم بدخول المطار، مما اضطرنا إلى دفع مبلغ لهم حتى نتمكن من دخول المطار ونسافر؛ والأغرب ما شاهدناه في رحلات مصر للطيران المجانية التي أرسلتها مصر لإجلاء المصريين فكان المسافرون المصريون يتدافعون ويتسابقون لركوب الطائرة قبل غيرهم".

عاد هشام، لكنه يحمل بداخله مرارة كبيرة، ويرى أن الأحداث في ليبيا تختلف عن مصر في بعض الأشياء منها ردود الفعل العنيفة من قبل الأمن والجيش الليبي على المتظاهرين، إلى جانب الاستعانة بالأفارقة الذين أفرطوا في استخدام العنف ضد المحتجين، كما أن القبلية هناك شديدة وتمسك أهالي طرابلس بمساندة القذافي هو الشيء الوحيد الذي يدعمه حتى الآن.