رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شباب الثورة.. لماذا فشلوا في الوصول للبرلمان؟

على الرغم من نجاح شباب مصر في إسقاط النظام السابق؛ إلا أن هؤلاء الشباب عندما  ترشحوا في انتخابات البرلمان لم يحالفهم الحظ  في الحصول على مقاعد تحت القبة، سواء المقاعد الفردية أو في نظام القوائم!.

وأصبح السؤال.. ماهي الأسباب التي أدت لفشل هؤلاء الشباب في انتخابات المرحلة الاولى والثانية، وهل باستطاعتهم تعويض خسارتهم في المرحلة الثالثة؟
السؤال طرحناه على بعض الشباب الذين خاضوا الانتخابات ولم يوفقوا، وكذلك الخبراء السياسيين.

دون خبرة سياسية
في البداية يرى باسم كامل، الذي يخوض جولة الإعادة على قائمة الكتلة بدائرة الساحل بالقاهرة (بعد تأجيلها ليومى 10 و 11 يناير المقبل) أن فشل شباب الثورة في الحصول علي مقاعد  في الانتخابات البرلمانية في المرحلتين الأولي والثانية جاء بسبب عدم وضعهم رأس القوائم المرشحين عليها، كما أن الشباب ليس لديهم الخبرة السياسية الكافية لإدارة العملية الانتخابية، بالإضافة إلى أن مواردهم البشرية والمالية المحدودة لم تمكنهم من عمل حملات أو دعاية انتخابية ضخمة مثل كبار المرشحين الذين كانوا يملكون الأموال لدعم حملتهم الانتخابية.
ويؤكد أن عدم الاتفاق بين ائتلافات شباب الثورة المختلفة وانقسامهم بين مؤيد لإجراء الانتخابات ومقاطع لها من أحد الأسباب القوية التي أدت إلى التأثير على فرصة الشباب في الانتخابات، خاصة أن القوى الشبابية المقاطعة – وإن كانت نسبتها محدودة – فهي محسوبة على شباب الثورة فغالباً كانوا سيعطون أصواتهم للمرشحين من الشباب.
ويصف باسم التحالفات بين شباب الثورة بـ"التحالفات الضعيفة"، كما أن الاتساع الكبير للدوائر خاصة في النظام الفردي قلل من فرصة الشباب في المنافسة مع المرشحين الذين لهم باع طويل في العملية الانتخابية.

مسئولية الإعلام والناخبين
أما محمد التلاوي، والذي لم يحالفه الحظ في الفوز في الدائرة الخامسة بالقاهرة (عين شمس والمطرية)، فيحمل وسائل الإعلام بعضا من المسئولية بسبب عدم حيادها، خاصة القنوات الفضائية، التي لم تعطِ الفرصة للشباب لعرض برامجهم الانتخابية باعتبار أن ذلك نوع من الدعاية لهم،علي الرغم من أنهم كانوا يستضيفون القوي السياسية الأخري سواء المستقلة أو الحزبية. كما يلقي باللوم على الناخبين، لأن أكثرهم لم يكن لديهم الوعي السياسي أو الثقة الكاملة في الشباب.
ويرى التلاوي أيضا أن اتساع الدوائر الانتخابية انعكس بالسلب علي المرشحين الشباب خاصة المستقلين منهم، لأن أكثر الشباب وجوه جديدة، وبالتالي لم يعرفهم معظم أبناء الدائرة المرشحين عليها. مشيراً إلى أن الوقت بين بدء الدعاية الانتخابية والانتخابات كان قصيرا جداً ولم يستطع المرشحون الشباب الوصول إلي كافة مناطق دوائرهم الانتخابية.
أما عن فرصة الشباب في الحصول علي مقاعد تحت القبة في المرحلة

الثالثة فيؤكد أن المشهد لن يختلف كثيرا عما سبق، لأن النتيجة تكاد محسومة خاصة في ظل وجود العصبيات القبلية في معظم محافظات المرحلة الأخيرة.

إمكانات ضيعفة مقابل استغلال النفوذ
"لم أندم على خوضي للمعركة الانتخابية، بل أنني استفدت منها تجارب كثيرة رغم عدم نجاحي"، هذا ما يؤكده أسامة الحصري، الذي خاض الانتخابات عن الدائرة التاسعة بالقاهرة (حلوان والمعادي)، مشيراً إلى أن ضعف الإمكانات المادية كانت السبب الأول في عدم فوز معظم المرشحين من الشباب المستقلين لأنهم غير مدعومين من حزب أو جماعة معينة، في مقابل وجود مرشحين يستغلون نفوذهم السياسي في الدعاية الانتخابية، وكذلك عدم تكافؤ الفرص في الدعاية الانتخابية خاصة في وسائل الإعلام أدت لخسارة غالبية الشباب المرشحة للبرلمان.
ويلفت الحصري إلى أن عدم تضامن شباب الثورة من البداية وعدم تكوين كتلة موحدة تضم كل تيارات الثورة لخوض الانتخابات جاء علي حساب فرصة الشباب في الحصول على مقاعد في تلك الانتخابات.

"لا شيء يفوق الخبرة"
أما الدكتورمحمد حسين، أستاذ السياسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فيرفض من البداية دخول شباب الثورة إلى البرلمان، كون عضويتهم في مجلس الشعب من الأمور شديدة الصعوبة خاصة في مجتمع كالمجتمع المصري.

ويرُجع حسين فشل الشباب في الحصول علي مقاعد تحت القبة إلى افتقادهم الخبرة السياسية التي تؤهلهم لمناقشة المعاهدات والميزانية، قائلا: "لا شيء يفوق الخبرة"، بالإضافة إلي الاتساع الكبير للدوائر الانتخابية وعدم وجود تنظيمات بين الشباب لكي يسيروا عليها.
ويقترح أستاذ السياسة أن يخوض الشباب في البداية انتخابات المحليات حتي يكتسبوا الخبرة السياسية التي تؤهلهم بعد ذلك لخوض الانتخابات البرلمانية "فمن غير المعقول أن شاب ليس لديه أي خبرة سياسية يكتسح مقاعد البرلمان".