رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ملحمة شبابية لإنقاذ كتب "المجمع العلمى"

"والله حرام اللي بيحصل في البلد ده.. ما بنلحقش ناخد نفسنا إلا ومصيبة جديدة تحصل"..

جاءت هذه الجملة على لسان "أحمد كمال" 22 سنة، أحد الشباب المتطوع لإنقاذ ما تبقى من كتب المجمع العلمي بعد إحراقه أمس، معبرا عن مدى حزنه مما حدث للمجمع من تدمير.

ولم يكن هذا هو لسان حاله فقط؛ بل كان لسان الكثير من الشباب الذين تطوعوا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكتب والوثائق النادرة، بالرغم من تعرضهم إلى الضرب بالحجارة والمولوتوف أثناء قيامهم بمهمة الإنقاذ.

تحدثت (الوفد) مع مجموعة من هؤلاء الشباب المتطوعين..

"ملحقتش أفرح"

يكمل أحمد: "بجد كنت بدأت أتفاءل أن الصعب كله عدى وهنبدأ مرحلة جديدة فيها نوع من الاستقرار خاصة بعد مرور المرحلة الأولى والثانية من الانتخابات بسلام، ونزول الشرطة إلى الشوارع وتواجدهم بشكل مكثف بعد غيابهم الطويل الذى دام لأكثر من 10 شهور، لكن للأسف ملحقتش أفرح وفي دقائق لقيت البلد بتولع، والجيش بيسحل البنات، وأخيرا إحراق مبني المجمع العلمي وما به من تراث وتاريخ، وهو ما جعلني أفقد أعصابي خاصة عندما رأيت النيران تتصاعد ولا يوجد أي أثر لأفراد الشرطة أو الجيش لإنقاذ المبنى قبل أن يشتعل بالكامل، لذلك سارعت أنا ومجموعة من الشباب للدخول إلى المبنى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكتب قبل أن تأكلها النيران".

"الثوار مش بلطجية"

ويروي يوسف عادل، 25  سنة، موظف: "لا يمكن لأى شاب مصري بجد أن يرى جزءا من مصر بيتحرق ويقف يتفرج، ولكن للأسف يوجد خلط لدى كثير من الناس خاصة بعد تشويه صورة الثوار في التحرير وأمام مجلس الوزراء وتحميلهم مسئولية ما يحدث الآن من تخريب وحرق واتهامهم بذلك".

ويشير إلى أنه يتمنى أن تعرف الناس الحقيقة بأن الثوار مش بلطجية ويوجد الكثير من الدلائل على ذلك وآخرها هي الدخول إلى المبنى لحماية ما تبقى من كتب بالرغم من التعرض

إلى ضرب بالحجارة والمولوتوف، وبالفعل أصيب الكثير أثناء إخراجه للكتب، مؤكدا أن توافد أعداد الشباب المتطوعين استمر في الزيادة من أجل الحفاظ على تاريخ مصر.

"خسارة لا تعوض"

أما حازم عبد الله،21 سنة، طالب جامعي، فيقول: "لا توجد كلمات كافية لكي أعبر عن مدى الحزن الذي شعرت به عندما رأيت هذا المبنى وهو يحترق، خاصة بعد أن علمت أنه يحتوي على كتب نادرة وخرائط أصلية لا توجد في أى مكان آخر، حينها شعرت أن الخسارة لا يمكن أن تعوض أبدا لأنها خسارة تاريخية وأدبية وليست خسارة مادية ممكن تعويضها فيما بعد، لذلك قمت بالاتصال بمجموعة من أصدقائي لكي يأتوا إلى المجمع لإنقاذ ما تبقى من كتب، والفعل كانت هناك أعداد كبيرة جدا من الشباب والتي تزايدت بشكل كبير خلال ساعات الليل للمساعدة في حماية باقي الكتب من الحريق".

يتابع: "بالفعل استطاعنا إخراج أعداد كبيرة من الكتب التي يتراوح عمرها ما بين 100 و200 سنة وأغلبها يتحدث عن التاريخ والفلسفة والمنطق". مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع مجموعة من الشباب بالوقوف حول المبنى لمنع أى فرد من أن يسرق الكتب ولمراقبة تسليم الكتب إلى الجيش لضمان عدم سرقتها.

** شاهد عملية إنقاذ الكتب من داخل المجمع العلمي:

http://www.youtube.com/watch?v=YOs2j4XRjs0&feature=player_embedde