رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أم أحمد: ابني طلب الشهادة ونالها

"طول ما أنتم واقفين على رجليكم في التحرير.. حق أحمد مش هيروح"، هكذا تفوهت أم الشهيد "أحمد سيد سرور" وهي في حالة من الانهيار التام أمام مشرحة زينهم منتظرة خروج جثمان ابنها الذي يبلغ من العمر 19 سنة، قائلة "ابني طلب الشهادة ونالها".

الحقيقة أنها لم تكن هذه هي حالة الأم وحدها بل كانت حالة جميع أهله وأصدقائه، حيث أصيبت أخته بحالة من الإغماء عندما رأت جثة أخيها في المشرحة، وأخوه في حالة من الذهول، أما أصدقاؤه فقالوا: "دم أحمد يروح هدر".

"حسبى الله ونعم الوكيل"

تقول زينب عبد السلام "أم الشهيد" لـ(الوفد) وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة: "حسبي الله ونعم الوكيل في الداخلية اللي كل يوم تحرق قلب أم على ولد من ولادها، أنا كان قلبي بتحرق كل ما بسمع عن شاب بيتصاب او بيموت وبقول ربنا يكون في عون أمه ويصبر قلبها، مكنتش عارفة إني هيجي اليوم اللي أشوف فيه أبني وهو متقطع بالشكل الفظيع ده".

وتضيف: "كثيرا ما حذرته وتحايلت عليه إنه ما ينزلش يعتصم وكان دايما بيرد عليا ويقول يا ماما يعني هما اللى في التحرير أحسن مني في أيه؟.. وبعدين دي بلدي وليها حق عليا، وكفايانا سكوت عايزين ولادنا لما ييجوا على الدنيا يلاقوا بلدهم كويسة وما يتبهدلوش زي ما أحنا أٌتبهدلنا".  مشيرة إلى أنه كان دائما يتمنى أن ينول الشهادة ويقول لها دي أحسن موته ممكن حد يموتها وساعتها أوعي تزعلي عليا.

الأمن أستفز الشباب

ويروي محمد عبد الحميد، أحد أصدقاء أحمد: "أنا كنت مع أحمد من أول بداية الاعتصامات في التحرير وكنا نذهب بشكل يومي إلى التحرير، وذهبنا إلى مجلس الوزراء للاعتصام هناك اعتراضا على تولي الجنزورى الحكومة، وفي الساعة الثامنة صباحا جاءت مجموعة من عربيات الأمن المركزي في محاولة لفض الإعتصامات الموجودة أمام مجلس الوزراء أصرت على الدخول رغم

إننا طلبنا منها عدم الدخول إلى هناك حتى لا تحدث اشتباكات".

ويستطرد كلامه: "ضباط الأمن المركزي لم يعطوا كلامنا أي اهتمام بل على العكس تماما دخلوا إلى الشارع بأعداد كثيفة من عربيات الأمن، مما أستفز الشباب المعتصمين مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين وبدأت قوات الأمن في إلقاء القنابل مما دفع المتظاهرين لرمي الطوب دفاعا عن أنفسهم، وفي أثناء هذه الأحداث، كان أحمد نائما على الأرض، ورجعت عربية أمن مركزي مما أدى إلى تدمير الجزء السفلي لأحمد تماما".

ويضيف: "قمنا بنقله بسرعة إلى المستشفى بعدها تم نقله إلى مشرحة زينهم، حيث أشارت التقارير الأولية إلى أن هناك كسور مضاعفة في عظام الحوض وتهتك في الأوعية الدموية". مشيرا إلى أنه سيذهب إلى النيابة هو ومجموعة من أصدقائه للإدلاء بشهادتهم كشهود عيان على الواقعة، مؤكدا على أنهم لن يتركوا حق أحمد يروح هدر.

أما مصطفي حسين، صديق آخر لأحمد، فيقول: "أحمد ده كان من أطيب وأجدع الناس اللى عرفتها في حياتي، وكان دايما ما بيخفش من الموت وكان بيتمنى الشهادة بشكل غريب، وكان عنده إيمان قوي إننا هنعمل حاجة ونخلي بلدنا أحسن بالرغم من إنني كنت دائما أقول له أنه مفيش فايده".