عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخلاق الميدان عادت إلى اللجان

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد أن أدلت "سارة" وصديقاتها بصوتهن الانتخابي.. ذهبن للجلوس على أحد الكافيهات أمام اللجنة مباشرة بسبب الجو الساخن جدا.. وبينما هم جالسون جاءت سيدة في حوالي الأربعين من عمرها تسألهم عن أي مكان تشتري منه زجاجة مياه، قالت "سارة": "تفضلي اشربي معنا ماء هنا"، قالت السيدة: "لا.. أريد الماء لزوجي لأنه ما زال واقفا في الطابور وهو عطشان جدا".

تستكمل "سارة": "قالت إحدى صديقاتنا للسيدة: (تفضلي اجلسي وسأذهب لأحضر لك الماء فأقرب سوبر ماركت على بعد شارعين).. وبالفعل ذهبت لتشتري الماء ولم تعد بزجاجة واحدة، ولكنها عادت بزجاجات كثيرة صغيرة مليئة بالماء لتوزعها على معظم الواقفين في طابور الانتخابات.. ولم يكن منا نحن أصدقائها إلا أن شاركناها فيما دفعته من أموال مقابل هذه المياه".

"أنتم اللي حذرونا منكم"

عادت أخلاق الميدان إلى اللجان.. فوسط الزحام والحر والطوابير الطويلة، ظهرت أخلاق "التحرير" بين الناخبين والناخبات من الشباب.. وهذه مشاهد أخرى رأيناها أمس واليوم..

محمد، يروي ضاحكا: "أحد الناخبين الذين أمامي في طابور الانتخاب كان يسأل عن كيفية أن يحصل على رقمه الانتخابي.. وعندما هممت بإخراج تليفوني المحمول الخاص وأساعده وأرسل له رسالة للرقم 5151 ثم طلبت منه رقم بطاقته القومي.. فوجئت به يقول لي: (آآآه هو أنتم بقى اللي حذرونا منكم.. قالوا لنا إنكم هاتحاولوا تساعدونا.. لأ يا سيدي خد موبايلي أنا وابعت من عليه الرسالة)".

استطرد محمد ضاحكا: "أنا ما كنتش هاعمله حاجة.. بس الناس كلها جاية متحفزة ضد جماعة بعينها وخايفين منهم.. لذا قلت للراجل: (والله أنا مش تبع حد ومش عايز استغلك)، فرد عليّ الرجل قائلا: (ما هو باين من مظهرك دي عايزة كلام)". محمد ذو ذقن بسيطة جدا ليس أكثر من هذا ولا أقل.

فتاة "اللاب توب"

وصلت هذه السيدة البسيطة إلى الطابور الانتخابي، ووقفت فيه لحظة ثم ما لبثت أن سألت الفتاة التى أمامها مباشرة: "إزاي أعرف رقمي الانتخابي.. فأنا لا أعرف القراءة ولا الكتابة.. اعذريني؟".

بابتسامة صادقة هرولت الفتاة إلى سيارتها لتحضر جهاز "اللاب توب" الخاص بها ووقفت لتكتب رقم البطاقة الخاصة بالسيدة وتأتي لها بالمعلومات اللازمة

لتدلي بصوتها.. فعلت الفتاة ذلك بحذر شديد فقد كان الجميع يراقبها فلم تسأل السيدة التي ساعدتها من ستنتخب، بل ساعدتها في صمت لتدلي بصوتها في حرية تامة دون أن تؤثر على صوتها وتلمح لها مرشحها كي تنتخبه.

بعد أن فعلت "مروة" ذلك، شجعها بعض الواقفين معها بأن تجعل الجهاز في يدها حتى إذا احتاج شخص آخر إلى مساعدة أن تساعده بسرعة مثلما فعلت مع هذه السيدة البسيطة.

نصيحة ضد خرق الصمت

تحكي "مها": "بالرغم من أن الطابور الانتخابي كان ملتزما إلى حد بعيد بالصمت الانتخابي فلم يظهر إعلان لمرشح بعينه، ولم يتحدث أحد من الناخبين عن مرشحيهم؛ إلا أنه وفي لحظة لخرق هذا الصمت وداخل طابور النساء أخذت إحدى السيدات في نصح جارتها في الطابور -التي لم تحسم أمرها بعد وأي مرشح ستنتخب- بأن تنتخب مرشح بعينه، ثم أخذت في الدفاع عن مرشحها الحزبي هذا وأنه الأفضل والأصلح والأنفع لجميع المصريين..".

تضيف: "بعد أن دخلت تلك السيدة التي أخلت بالصمت الانتخابي إلى داخل المدرسة لتنتخب، قلت للسيدة التي لم تحسم أمرها إنها يجب ألا تتأثر بما قيل لها، وأنها يجب أن تختار المرشح الأفضل لمصر، وأن ما فعلته هذه السيدة من دعاية واضحة يعد خرقا للقانون".

تقول "مها" إنها شعرت أنه كان من واجبها ألا تقف صامتة إزاء ما حدث أمامها وأنه يجب على الجميع التزام الصمت والتزام الحياد.