عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إحنا شباب "الترامادول"!

الترامادول
الترامادول

"عقار الترامادول يأتي على رأس المواد المخدرة المتداولة في مصر"، كان هذا ما أعلنه "صندوق مكافحة وعلاج الإدمان" مع أول أيام عام 2012. ومن قبلها تكرر مسمى "الترامادول" مع شائعات ترويجه في ميدان التحرير.

وقال تقرير للصندوق، الذي تضمن بيانات تحليلية للخط الساخن التابع له، أن عقار الترامادول احتل المرتبة الأولى بين المواد المخدرة بالنسبة للشباب بنسبة 48.

فما هي حكاية الترامادول، ولماذا يقبل عليه الشباب، وما هي خطورته..؟

ربع قرص ولا شريط كامل؟

بداية التقت (الوفد) ببعض الشباب الذين لم يجدوا حرجًا في الاعتراف بتعاطي الترامادول، وكان لكل منهم أسبابه التى يراها مقنعة..

يقول "محمد" وهو طالب بكلية التجارة: "أنا بأخد ربع قرص أيام الامتحانات علشان أسهر، لأنى مش بذاكر طول السنة إلا فى فترة الامتحانات، ولازم طبعا أنجح، يعني الترامادول هنا بيكون مفيد وبيساعد على السهر".

أما "رامي" الذي يعمل بالمحاماة فيوضح: "أنا باخد نصف قرص كل فترة لما بيكون عندى قضية وحترافع فيها، لأني أحتاج وقتها إني أسهر وأركز، يعني أنا لا أتعاطاه ولا مدمن ليه".

ويذكر عمرو، وهو مهندس مدني: "أنا دايما بيكون معايا شريط ترامادول علشان بأخلص به بعض الأعمال، وأوقات بأخد قرص كل فترة كمهدئ ومسكن لآلم الأسنان، والطبيعى إن الحياة فيها ضغوط عصبية ونفسية كتيرة جدا وسواء فى البيت أو الشغل فلابد من مهدئ علشان الواحد يقدر يحل مشاكله ويعيش بشكل عادي".

مفاهيم خاطئة

الدكتور محمد مصطفى، خبير السموم والمخدرات بالطب الشرعى، يتحدث عن أسباب تناول الشباب لعقار الترامادول قائلا: "الترامادول تصنيفه الدوائي أنه مسكن قوي وفعال لكثير من الآلام والجراحات، وهو بديل للموروفين، وحاليا يستخدمه فئات كثيرة على رأسها الشباب، والسبب فى ذلك ترسيخ الاعتقادات الخاطئة لتناول الترامادول، مثلما يقول الشباب إنه يساعد على السهر لساعات طويلة، والبعض الآخر يقول إنه يقوى العلاقات الجنسية، فعند تعاطيه يحدث للشخص الأعراض التى يريدها مثل التنميل والرعشة ويغيب العقل وتحدث له حالة من النشاط غير العادية". 

يتابع: "لكن هذه مفاهيم خاطئة، وللأسف مسيطرة على أفكارغالبية الناس، لأن الترامادول من المخدرات التخليقية المصنوعة فى شركات ومصانع الأدوية ولكن لأغراض طبية معينة، فهو يحمل نفس الصفات التدميرية للمخدرات الأخرى مثل الهيروين فهو مصنف فى الصيدليات كجدول ثالث يعنى لا يمكن صرفه إلا بروشتة من طبيب".

ويبين أن إقبال الشباب على الترامادول يأتي لتوافره بكثرة وقلة تواجد الحشيش فى الفترة الماضية، فاتجهوا إليه، هذا بجانب الغياب الأمني فى الشارع ولا يوجد رقابة على الصيدليات. وأنه فى الفترة الماضية توافدت كميات وأنواع من الترامادول منتجات غير وطنية من الهند

والصين ولكن لها أسماء أخرى مثل التيدول، الجاكور، التترامكس وغيرها من الأسماء موجودة بنسب عالية.

آثار سلبية

على العكس تماما من هذه المفاهيم الخاطئة للترامادول فإنه يحدث آثار خطيرة، وبحسب د. محمد مصطفى فهو يعد إدمانا قويا يقوم بتدمير خلايا الجهاز العصبي، ويعمل على خلل الساعة البيولوجية للإنسان، كما إنه مع الوقت يُحدث البرود الجنسى ويفقد الذاكرة ويحدث نوعا من الهلاوس، "هذا بغير أن كل إنسان له قدرة تحمل تختلف من شخص لآخر، فمن الممكن عند إعطائه لشخص لأول مرة لا يستحمل الجرعة فعلى الفور تحدث له وفاة، ومن الوارد أن يقوم بارتكاب جرائم كالقتل والاغتصاب.. وأنا بالفعل شاهدت حالات كثيرة من الجرائم وسببها هو تعاطى الترامادول بأنواعه".

ويبين أن هناك العديد من الحلول القانونية تقوم بوضعها وزارة الصحة والعدل مع بعضهما ولكن لم تطبق بأكملها، ولكن هناك لجان طبية فى لجان المرورعلى الطرق تقوم بأخذ عينات دم من السائقين وتحللها ومن يثبت أنه يتناول المخدر يعاقب عليها بتهمة المخدرات، وستأخذ أيضا عينات عشوائية من الموظفين بالشركات كالبترول والطيران، "وبشكل عام من يتناول الترامادول أو يحرزه أو يوجد بمكان فيه تداوله ستكون معاقبته قانونا إما بالحبس وإما بالإعدام".

يكمل: "أما الحل من وجهة نظرى أن تكون هناك رقابة شديدة من نقابة الصيادلة على أدوية الجداول بشكل عام، وأن يوضع الترامادول فى أدوية الجدول الأول مع الهيروين والماكس، ولكن سنواجه صعوبة فى تصنيعه وهو بالفعل مهم فى كثير من الجراحات، لذلك لابد من وجود روشتة من دفتر خاص عند الأطباء الذين ينصحون بتناوله لبعض المرضى ويحتفظ بهذه الروشتة الصيدلي الذى يقوم بصرفه إلى أن تقوم الجهات الرقابية بالنظر فيها فى كل صيدلية".