رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سنة أولى جواز... إزاى ننجح؟

بوابة الوفد الإلكترونية

أصعب وأخطر مراحل الحياة الزوجية، هي فترة الأشهر الأولى التالية لـ"شهر العسل"، عندما تنتهي فترة المجاملات، لتنكشف حقائق وطبائع جديدة تحتاج جهدا للتأقلم والتكيف معها..

ومشاكل العام الأول من الزواج متعددة نظرًا لاختلاف طباع الزوجين وتربية كل منهما بطريقة تختلف عن الآخر، وبرغم أن وجود بعض الخناقات أمر وارد بل وطبيعي في الحياة الزوجية، لكن نظراً لارتفاع نسب الطلاق بين المتزوجين حديثا والتي بلغت نسبة 50%، أصبح هناك هاجس بداخل كثير من الشباب والفتيات المخطوبين حول خطورة السنة الأولى، لذا فهم يرغبون في أن يجتازوها بنجاح، لأنها مؤشر قوي لنجاح هذه الزيجة فعليها تتأسس الحياة أو تكتب شهادة وفاتها!

الدكتورة أميرة بدران، المستشارة الاجتماعية، تقدم  بعض النصائح للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا من أجل تخطى مشكلات سنة أولى جواز:

سقف التوقعات:

مشكلة الكثير من المقبلين على الزواج هى ارتفاع سقف التوقعات بشكل مبالغ فيه، أو تصور كثير من الأفعال التي ينتظرها من الطرف الثاني، وعند عدم حدوثها يحدث نوع من الإحباط والغضب الداخلي، والذي ربما يتفجر على أبسط الأسباب، لذا لابد من نظرة واقعية للزواج والشريك بعيدا عن الأحلام الوردية غير الواقعية، فالآخر ليس مفصلاً على تطلعاتنا.

احترام نشأة الآخر:

عندما يتزوج الثنائي بشكل سريع، قبل أن يتعودا على طباع وأفكار بعضهما، فإن النتيجة تكون سلسلة من الشجارات سببها عدم التوافق، وعدم تفهم كل منهما للآخر. وليس المقصود هنا مجرد العلم بالاختلاف فقط، بل على كل طرف إدراك هذا الاختلاف لاستيعاب أن سبب تصرفات كل منهما مختلفة نظراً لاختلاف النشأة والتربية, ويكون هناك صعوبة في التقارب بين وجهات النظر في البداية, فلابد من تقريب وجهات النظر وشيء من التنازل بين الطرفين من أجل تخطي البدايات.

تدخل الأهل:

من أكثر الأمور التي تسبب مشاكل بين الزوجين تدخل الأهل، لأن الأهل ينحازون لطرف من الأطراف مما قد يوصل الطرفين إلى صدام حقيقي، لذا فلابد منذ البداية أن يكون هناك اتفاقات واضحة بالنسبة لتدخل الأهل، فكلما انحصرت المشكلة داخل البيت وعدم اطلاع طرف ثالث عليها، كانت قدرة الزوج والزوجة على احتوائها بشكل أفضل.

لكن هناك بعض المشكلات التي لابد وأن يتدخل طرف من الأهل لحسمها، لذا يجب الاتفاق على "الشخصية" التي ممكن أن تحل المشكلة ولا تصعدها، ويجب أن تكون ذات مرجعية أخلاقية ودينية وشخصية متزنة حتى لا تنحاز لطرف على حساب آخر، وأن يتفق عليها كل من الزوج والزوجة.

 التعرف على سيكولوجية الآخر:

هناك كثير من المشكلات يمكن حلها بل وتجنبها من البداية لو كل طرف اهتم بمعرفة سيكولوجية الآخر، فعقل ومشاعر كل من الرجل والمرآه مختلفان وكل منهما ينظر للأمور من وجهة نظره، لذا لو استطاع كل طرف الإلمام بشيء من التفهم لطبيعة الآخر ولما يحتاجه سيتجنبون كثيرا من المشكلات؛ فالرجل مثلا في حاجة إلى الثقة به والتقدير والاحترام، والمرأة بطبيعتها عاطفية في حاجة إلى الاهتمام والاستماع والإحساس بالأمان.

عدم الشعور بالاحتواء:

أحيانا يشعر أحد الطرفين أن الآخر لا يتفهمه جيدا، وأنه لا يستطيع التعبير عن نفسه أمامه بشكل واضح، مما يجعل الآخر عاجزا عن احتوائه والتعامل معه بتفهم لما يعانيه أو يضايقه أو حتى يسعده وعندما يصبح هذا الشخص متأكدا أن الآخر لا يبذل مجهودا نحو تفهمه واحتوائه، فإنه يصب جام غضبه عليه، ويتحين الفرص للانقضاض عليه في كل خلاف بسيط، وتحويله إلى مشاجرة كبيرة.

العلاقة الحميمية:

مشكلة الكثير من المقبلين على الزواج أو المتزوجين حديثاً هى وجود معلومات منقوصة أو غير صحيحة، وأحيانا يكون أحد الزوجين غير راضٍ عن شكل العلاقة الحميمية مع الآخر لأي سبب من الأسباب، لكنه يمتنع عن الحديث معه، ربما بدافع الخجل أو عدم الرغبة في إحراج الآخر أو إغضابه، فيبدأ في تحويل مشاعره السلبية الخاصة بالعلاقة الحميمية إلى وقود لإشعال الشجارات من وقت لآخر مهما كانت أسباب الشجار تافهة.

ولأن هذه العلاقة من أساسيات الزواج لابد من التعامل معها بشىء من الجدية والاستعداد بقدر من المعلومات الكافية، وإدراك أنها ليست علاقة مستقلة بذاتها بل مرتبطة بعلاقتهما بشكل عام، فكلما كان أسلوب التعامل في المواقف الحياتية المختلفة يتسم بالمودة والرحمة انعكس ذلك على العلاقة الحميمية لتكون أكثر سلاسة ومتعة.

الخلافات المالية:

من أكثر أسباب الشجار بين الزوجين الاحتياجات اليومية وعدم معرفتهم بكيفية إدارة مصروفاتهم، وهو ما قد يجعلها سببا مباشراً يدفع الزوجين للطلاق. ولا يرتبط الأمر فقط بتناقص النقود بل إن الزوجين قد يتشاجران بسبب الإسراف والتبذير، أو لإدمان أحد الطرفين للتسوق وشراء أغراض غير أساسية، لذا عليهما اتباع مبدأ الأولويات وترتيب المطالب وفق الأهمية.

عدم المشاركة الوجدانية:

وتعني عدم اهتمام الزوج بزوجته وتقدير مشاعرها واحترامها، ويهمه أن يحقق رغباته فقط، أو عدم اهتمام الزوجة بأي مشكلة أو ضائقة يمر بها الزوج، وعدم وجود مساحة مشتركة تجمعهما..، وهنا الحل يكمن في أنه يجب على الزوج أن يدرك أن إهماله لزوجته خطأ كبير وعليه أن يعي مسؤوليته الكبيرة وأن الزوجة هي شريكة حياة وليس مجرد امرأة تشبع حاجاته وتقوم بترتيب البيت ورعاية الأبناء، فالاهتمام بها والحرص على الجلوس معها يعطيها شعورًا بالاستقرار والراحة النفسية والرضا، ولابد من الحوار بين الزوجين وتبادل الآراء والمشاركة الوجدانية لطرد الإهمال والتقصير من بين الزوجين.

الأنانية أسرع طريق للانفصال:

قد تكون أنانية الطرفين سببًا مهمًا لفشل زواجهما، لأن أحدهما لا يتنازل للآخر وكل  منهما يفكر في مصلحته الخاصة مما يسهم بفشل الزواج، لذا على كل من المقبلين على الزواج إدراك خطورة الأنانية على حياتهما الزوجية فهما شريكان في هذه الحياة فإما أن يخسرا معاً أو ينجحا معاً، فليس من المنطقي أن طرفا يعطي فقط والآخر يستقبل فقط، فلابد من العطاء المتبادل.

إدارة الخلاف:

وجود حياة زوجية بدون مشكلات أمر مستحيل، لكن أكثر المشكلات التي تحدث تكون نتيجة العند والتحدي هو عدم التنازل بين الطرفين، لذا على كل من الطرفين التعامل مع المشكلات بشكل عقلاني وعليهم أن يتعلموا كيفية إدارة الخلاف، بأن يكونا أكثر صدقاً مع نفسيهما، ويعترف كل طرف بدوره في حدوث المشكلة أو تكبيرها، ويتراجع عن الخطأ إذا أخطأ.

وهنا لغة الحوار مهمة جدا في إدارة الخلاف ونبرة الصوت في النقاش ربما تسهم في حل المشكلة أو تصعيدها، وعدم بدء المناقشة بأن يلقي كل طرف بالمسئولية كاملة على الطرف الآخر، ومن المهم جدا أنه مهما يحدث لابد من عدم الاقتراب من الإهانة لأنها تترك جرحاً لا يندمل، ويؤدي إلى فقدان الاحترام والذي يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية.