رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معز مسعود: الدين جاء للتغيير وليس فولكلوراً

أكد الداعية معز مسعود أن تقليد الغرب فى طريقة الحياة، والتخلى عن الثقافة والدين هو خيانة للأمانة.

وهى تصديق لقوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون"، فذوبان الشخصية على المستوى الإنسانى، وهذا الانتحار الثقافى، هو مؤشر خطر على شباب الأمة.

 

وقال فى لقائه ببرنامج 90 دقيقة أمس، إن الأمة المحمدية تنزف، والمسئولون عن هذا من المؤمنين، فعندما يخاطبهم الله هكذا ، فهذا معناه أن هناك منا من يخون وهو يعلم، هناك من يحرض على الرذيلة، وهناك من يقبل الرشوة، والحرام، والفحش، والكبائر بسبب " لقمة العيش "، ولا ينبغى أن تقاس الأمور هكذا، فالاجتهاد مهم، وشتان بين مضطر حقيقى، ومن تكون" الحكاية عاجباه" ومستسلم، ولا يريد أن يغنيه الله بحلاله عن حرامه.

أوضح الداعية معز مسعود أن نظرة الغرب للعرب والمسلمين ليست واحدة، فهناك من ينظر إليهم على أنهم مطمع مشروع، أو غير مشروع، وهناك من ينظر لهم على أنهم مصدر للرعب، قال:" لا زلت أذكر يوم أن زرت أحد الكتاب اليهود فى أمريكا، وعندما رأيته كان يهتز جداً، وأخذت أناقشه فى كتابه الذى قرأته، وعندما وصلنا لنهاية الحديث، وهممت بالمغادرة، وجدت اهتزازه قد اختفي، فسألته عن سبب ارتجافه هكذا فى بداية حديثنا، فقال :" لقد كنت خائفاً منك، فأنت عربي ومسلم، وربما جئت لقتلى"!

هم قلقون إذاً فكلمة "الله أكبر" الجميلة العظيمة أسىء استخدامها، هذه الكلمة التى كان الرسول يقولها بمنتهى الجلال والجمال، اختطفت، وتم تشويهها، لا زلت أذكر يوم أن كبّرت يوم ولادة ابنتى فى أمريكا ففزعت الممرضة عندما قلت:" الحمد لله، الله أكبر"!

وتابع:" وهناك أناس ينظرون إلينا على أننا " إمعة" ، وهو ما نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وهم محقون ، فبعضهم يأتى إلى بلادنا لكى يجد " الآخر المختلف" بـأزيائه، وثقافته، وطعامه، وعاداته، وشكل مبانيه، وآدابه، ولغته، فإذا به يفاجأ أننا نشبهه فى تلك الأشياء كلها، نقلده، أصبحنا بلا هوية، وأصبحنا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذوا بحذو وشبرا بشبر، حتى إذا دخلوا جحر ضب، دخلتموه وراءهم"، وهناك رواية مرعبة تقول :" حتى لو أن أحدهم جامع امرأته فى

الطريق لفعلتم"، أى إذا وصلوا فى ثقافتهم إلى الانحراف المعنوى الأخلاقى والجنسي، أى إلى درجة واضحة جداً أنها ليست من هويتكم، ولا فطرتكم، ولا ثقافتكم، ومع ذلك ستتبعونهم.

وأوضح مسعود أن هناك من ينظر إلينا على أننا أصحاب تراث عظيم أهله نائمين، هم ينظرون إلى تاريخنا، وثقافتنا، وقرآننا، ويتعجبون، فأولادنا ينشئون وهم لا يعرفون قيمة ذلك كله، لا كشخصيات، ولا فكر، ولا كفلسفة، ولا رؤية للكون، ولا فهم للحياة، ولا الآخرة، هناك هوة بين تاريخنا وواقعنا، وهى تثير اندهاشهم، بينما لا تحرك لدينا ساكن!

وتابع:" وكأن موضوع الدين لأولادنا أصبح " فولكلور"، لا يعرفون عنه أى تفاصيل، مع أن الأديان مكون أساسى للإنسان العربي مسلم ومسيحي، فهذه هى الأديان الإبراهيمية السماوية العظيمة الصالحة لكل زمان ومكان".

وأشار إلى أن التطرف يولد تطرفا، فالتطرف فى حب الدنيا المذموم بمعناه السلبي، والسعى لامتلاكها، وحب الشهوات، والتقليد الأعمى للغرب، كل ذلك ولد تطرفا دينيا، ودفع المتدين للغلو حتى يحمى نفسه من الذوبان، أو التطرف فى الالتزام بالمظهر، وهنا تضيع" الوسطية"، وهى المطلوبة دينياً.

وأكد على أن دور الدين الحقيقى هو التغيير، وهو الدور الذى لا يتكلم عنه أحد، بينما يريد البعض تنحية الدين من الحياة، وربطه بالرجعية والتخلف، وأن الحرية والليبرالية هى الطريق للتقدم، وهذه ردة إلى الجاهلية الأولى.

وشدد مسعود على أن الحرية الحقيقية تأتى من الدين، الذى يرقي بالنفس عندما تتحول من أمارة بالسوء إلى لوامة، ومطمئنة, معتدلة لا يستعبدها هواها، عندها نصبح أحراراً.