عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حوارات المواصلات.. سياسة ورئاسة و"مناظرات"

بوابة الوفد الإلكترونية

"شوفت اللي حصل؟"، "طيب إسمع كلامي للآخر"، "دول مش ثوار.. دول شوية بلطجية"، "لازم يفهموا إن الثورة لسه مستمرة"، "ياعم أمه معاها الجنسية الأمريكية"، "مفيش غيره هو اللي ينفع البلد"، "يا عم ده فلول"، "يا أخي ربنا يولي من يصلح"... "أمال أنت هترشح مين يا كابتن؟".

كام مرة سمعت أو قلت إحدى هذه العبارات وأنت في وسائل المواصلات المختلفة؟

فالميكروباص والأوتوبيس والمترو والتاكسي.. كانت ولا زالت تمثل المتنفس الذي يعبر فيه المواطن محددود الدخل وكذلك متوسط الحال عن معاناته منذ أيام العهد البائد.. ومع ثورة 25 يناير أصبح الصغير والكبير يشارك برأيه، لتتحول وسائل المواصلات إلى نشرة أخبار متنقلة، وإلى ما يشبه قاعة ندوات تحلل الجديد والقديم، وساحة مناظرات بين المؤيد والمعارض، وأحيانا تكون مصدرا لإثارة الشائعات..

وفي أيامنا هذه لا تخرج حوارت المواصلات عن الرئيس المنتظر، فالكل يدلو بدلوه حول مرشحه.. فهل تشارك في حوارات المواصلات؟

أشارك وبقوة

يقول خالد محسن، 26 سنة: "أحب الإستماع للراديو صباح كل يوم، وإذا اضطررت للنزول مبكرا فلا أشعر بالضيق فالمواصلات تمثل أفضل وسيلة لسماع موجز أخبار البلد، بل تتيح لي فرصة التعليق عليها وعلى كل الأحداث، فكل فرد يعبر عن رأيه بصوت عالي وأشارك الناس وأبدي رأيي، أحيانا يكون الحوار ساخناً وأحياناً ساخراً ومضحكاً".

يتابع: "إذا وجدت فل من الفلول يناصر النظام السابق ورموزه، باخد نفس عميق، وأدخل في الحوار بقوة، ولأكثر من مرة تفوتني المحطة التي أريد النزول فيها لأني مندمج في الحوار، الذي كثيرا ما ينتهي لخناقة ومشادة كلامية، ولكن لا تفرق معي بتاتاً، المهم عندي إني أُقنع ذلك الفل".              

ويقول محمد أسعد، طالب بكلية التجارة: "أسرتي وأصدقائي ينزعجون من كثرة تحدثي بالسياسة طيلة الليل والنهار  وتأثري الشديد بالأحداث، فأصبحت أنتهز أي فرصة للتعبير عن رأيي وخصوصاً على القهوة وفي وسائل المواصلات، وخاصة بمحطات وعربات المترو أيام الجمعة مع الأشخاص المتجهين لميدان التحرير أو العائدين منه رافعين لشعارات الثورة، أشعر حينها بنوع من الفخر والسعاده فأتعرف على الكثير من الشباب الثائر وأكوّن صداقات كثيره معهم".

مفيش فايدة

على العكس لم يعد أحمد ماهر، 24 سنة، يشارك في حوار المواصلات، ويعلل ذلك: "أكثر من مرة شاركت في حوار إستفزني وأخرجني عن شعوري مثل إتهام الثوار بالبلطجية والمخربين ووصف الثوره بالنكسة، حينها أشعر بالغضب الشديد والغليان، وأدافع بكل ما أملك من قوة وأرد على الحجج الواهية لدى هؤلاء المغيبين، ولكني الآن مللت من الدخول في تلك الحوارات لأنها للأسف بدون فائدة".

ويتفق معه إبراهيم علاء، 31 سنة، الذي يقول: "أنا إستكفيت غضب وحرقة دم، كرهت السياسة والساسة، ومللت من الحوار مع أناس لا تعنيهم سوى أهوائهم ومصالحهم الشخصية، سواء كانوا من مؤيدي النظام السابق أو الإخوان أو غيرهم، فإذا تحدثت بالحق وأنا لا أتبع أي حزب أو تيار سياسي، وجهت لي الإتهامات أنني من "حركة 6 إبريل" وطبعاً تقال "6 إبليس" فالشباب أصبح في أعين الكثير الآن خونة ومخربين وعملاء وعايزين نخرب البلد".

حوارات البنات

"ستااات.. ما لهمش شغله ولا مشغله".. تعليق أثار ضيق منة علي، خريجة كلية الأثار، والتي تسرد: "في يوم جمعة ركبت المترو، فرأيت مجموعة من الفتيات مصطحبات أمهاتهن وبأيديهن الأعلام ففهمت أنهن متجهات للتحرير، وبعد نزولهن تحدثت مجموعة من السيدات عنهن بطريقه غير لائقة، فرددت عليهم: لماذا هذا التعدي والسب، من حق كل فرد أن يعبر عن رأيه بحرية وهذا لا يعني إنهم ناس مش وراهم شغله ولا مشغله، فكان ردهم "وإنتي مالك هو حد وجهلك كلام؟!" ثم وابل من الشتيمة، وبعدها قررت ألا أقحم نفسي بأي حوار أو تعليق حتى لا أجلب إلى نفسي المتاعب بدون أدنى فائدة".

وتقول رنا فؤاد، 30 سنة، في جمعة إنقاذ الثورة كنت أستقل الأوتوبيس، وسمعت حواراً كان طيباً وفي منتهى الرقي بين إثنان أحدهما من مؤيدي صباحي والآخر من مؤيدي أبو الفتوح، بدأ الحوار بينهما وإنتهى بمشاركة معظم الركاب حتى أنا شاركتهم وبقوه في إبداء رأيي. فقد أجبروني بإحترامهم ورقيهم في الحوار أن أبدي رأيي رغم أنني كنت بمفردي فكانت أول مره أشارك فيها بحوار سياسي بين أشخاص لا أعرفهم من قبل وشعرت بالإحترام والمودة بين أبناء الشعب الواحد حتى وإن كانوا مختلفين في الرأي، فمبدأهم إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

انفلات اخلاقي

ويقول باسم محمد، 28 سنة، أشارك بالحوار إذا كان مستوى المتحدث الأخلاقي والثقافي يسمح لي بالتحاور معه، فهناك من يدرك أدب الحوار وهناك من لا يعي ذلك بالمرة، والأخير لا أدخل معه في حوار أو نقاش مهماً قال، لأنني سأتحدث وأرهق نفسي دون نفع، بل وسأتعرض للكثير من المشاكل.

من إيجابيات الثورة في رأي عادل أحمد، طالب بكلية الحقوق، أن الجميع أصبح  يتحدث في السياسة دون خوف أو تردد، ولم يعد هناك شباب مكبر دماغه أو ماشي جنب الحيط، الكل أصبح يهتم ويتابع ويبدي رأيه بحرية، ولكن في الأونة الأخيرة لاحظت الإنفلات إنتقل من الأمن إلى الأخلاق، تسمع الخناق والسب وأحياناً الضرب بين مجموعة وأخرى.