رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الدكر" أحدث صفة لمرشح الرئاسة

بوابة الوفد الإلكترونية

بينما تبحث القوى السياسية والحزبية عن مرشح «توافقي» يتولى رئاسة مصر، اختصرت الأوساط الشعبية ماهية رئيس مصر في صفة واحدة هي «دكر»، وهي كلمة مستوحاة من «دكر البط أو الإوز»، وتستعيرها اللهجة المصرية للدلالة على فحولة الرجل وشهامته.

هذا الإجماع الشعبي ترجمته أغنية ظهرت قبل أسابيع لفرقة «كايروكي» الغنائية بعنوان «مطلوب زعيم»، لكنها ما لبثت أن تعرضت للمصادرة مؤخرا. وتحدد كلمات الأغنية مواصفات الرئيس المقبل الذي سيصل إلى كرسي الحكم بعد ثورة 25 يناير، قائلة: «مطلوب زعيم يحمي الحقوق.. يعدل ما بين الناس تمام زي الفاروق»، وأن «يكون مكانه في وسطنا.. ميعش أبدا في القصور.. والبعض منا للأسف ساكنين قبور»، وهو أيضا «على المسؤولية يكون أمين.. ويكون جريء ويكون شجاع مش إمعة»، بينما تنتهي الأغنية بعبارة «شرطه الوحيد يكون بشر.. بالاختصار مطلوب دكر».

وهي الكلمة التي بسببها قرر وزير الإعلام المصري، أحمد أنيس، مؤخرا وقف إذاعة الأغنية لاحتوائها على ما وصفه بـ«الألفاظ غير اللائقة»، مما دعا جبهة الإبداع المصرية لأن تستنكر قرار المنع، مؤكدين أن أغنيات الفريق وكلماتهم وصلت إلى وجدان الشعب، خاصة أغنياتهم عن الثورة.

لكن ماهية الرئيس المنتظر نشطت في الوجدان الشعبي، منذ السبت الماضي، مع فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، حيث امتزجت شروط ومواصفات الرئيس المقبل بالنمط الشعبي، مع تقدم عشرات المواطنين المهمشين والبسطاء غير المعروفين لسحب استمارات الترشح للمنصب الشاغر منذ خلع الرئيس السابق، حسني مبارك، عن حكم البلاد في 11 فبراير (شباط) قبل الماضي، سواء انطبقت عليهم الشروط القانونية التي يجب أن تتوافر بالمرشح أم لا، وهو ما أكسب سباق الرئاسة بعضا من الطرافة، خاصة مع سذاجة دوافعهم وأسبابهم للترشح، التي أثارت روح الدعابة في أوساط المصريين. وهو ما برز بشكل لافت في تصريحات أحد المرشحين، مؤكدا أنه اختيار من الله، لافتا إلى أنه رأى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في رؤيا بالمنام، وأنه أخبره بأنه يقف معه في موقفه من الرئاسة.

وأيضا ما قاله أحد المرشحين حول نسبه بالملك فاروق، لافتا إلى أنه ابن غير شرعي له، موضحا أنه لا يحمل أي مؤهل دراسي، وأن برنامجه الانتخابي يقوم على استعادة الملكية. ونال موقف ذهاب أحد المرشحين لسحب أوراق ترشحه وهو يرتدي «شبشب» انتقاد الكثيرين، كونه مظهرا لا يليق، في حين اعتبره البعض نوعا من ممارسة حق الحرية والديمقراطية.

ومن باب الفكاهة، اعتبر البعض أن المرشح الذي ذهب للجنة على دراجة نارية (موتوسيكل) ويرفع عليها علم مصر هو الرئيس «التوافقي» الذي تبحث عنه

القوى السياسية. ونال المرشح صاحب المقهى الشعبي بحي بولاق الدكرور، الكثير من التعليقات الطريفة، خاصة مع تصريحه بأن برنامجه يتلخص في إعادة الهيبة لمصر وقوله: «تحت عِمتي دماغ متحضرة».

وكان المرشح الأكثر جدلا هو ابن عم الرئيس السابق، الذي يحمل نفس اسمه تماما؛ محمد حسني مبارك، وهو ما أثار ضحكات المصريين على اعتبار «شر البليّة ما يضحك»، وأن اسمه كان كفيلا لأن يمنعه من مجرد التفكير في الذهاب للجنة الانتخابات، وعلى الرغم من إعلان الرجل عدوله عن قراره بالتقدم للرئاسة بعد أقل من 48 ساعة من سحب استمارة الانتخابات، مفسرا ذلك بما وجده من «صعوبات بالغة لإقناع المواطنين بأحقيته في الترشح»، فإنه لم يسلم أيضا من الانتقادات اللاذعة.

ومع أن هؤلاء المهمشين سحبوا فقط استمارات الترشح، ولم يتقدم أحد منهم بأوراقه بشكل رسمي للجنة العليا لانتخابات الرئاسة، فإن أعضاء موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، وكذلك المنتديات الإلكترونية، استقبلوا تصريحات هؤلاء المرشحين لوسائل الإعلام بنوع من السخرية، مطالبين بوضع ضوابط تمنع ما وصفوه بـ«المهزلة» و«لعب العيال»، كما طالبوا بمحاكمة من يستهين بأمر الرئاسة ولا يفكر في جلال ووقار هذا المنصب، أو إحالته لمستشفى الأمراض العقلية، وطرح البعض فكرة التأمين المادي الذي يدفعه مرشح الرئاسة، الذي قدروه بمبلغ مليون جنية يرد له بعد انتهاء الانتخابات.

وانبرى الكثير من أعضاء الموقعين بتدشين الصفحات، التي تحدد مواصفات رئيسهم المقبل، من بينها صفحة «عاوزين رئيس مصر يكون دكر», التي تتفاعل مع أغنية «مطلوب زعيم» المصادَرة، إلى جانب صفحات «عايزين رئيس شاب من 40 إلى 60 سنة مش كهل»، «عايزين رئيس لا يكلف مصر المليارات لحمايته».

* نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط.