رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جدارية الثورة.. وش الخير!


"يلا نحارب بالفرشة والألوان"، كان ذلك شعار مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير، الذين أرادوا أن يقوموا بدورهم الفني في الثورة المصرية، فاستطاعوا رسم واحدة من أجمل وأضخم اللوحات أو الجداريات عن ثورة 25 يناير بطول 20 مترا، لتخرج في النهاية كلوحة بانورامية كبيرة تليق بعظمة الثورة.
جاءت الفكرة من الفنانة التشكيلة "عزيزة رياض" ومجموعة من الفنانين من كلية الفنون الجميلة من خلال موقع الفيس بوك، حيث تمت دعوة الفنانين التشكيليين الشباب للتعبير عن التأييد والتضامن مع ثورة 25 يناير بالرسم من داخل الحدث نفسه "ميدان التحرير".
تقول عزيزة: "الفكرة بدأت بالصدفة عندما تحدثت مع صديقتي الفنانة غادة خميس عن أنه يجب علينا فعل شىء تجاه ما يحدث من خلال الرسم خاصة أننا عايشنا الأحداث لحظة بلحظة بالميدان، فجاءت فكرة جدارية الثورة، والتي لاقت تأييد الجميع من أصدقائنا الفنانين المتواجدين بالميدان".

جدارية في 6 ساعات
في اليوم السابع عشر للثورة (الخميس 10 فبراير) كان موعد تنفيذ الجدارية، حيث افترش هؤلاء الفنانون جانبا من ميدان التحرير وجهّزوا أسلحتهم من الألوان والفرش والأدوات، وفي الساعة الحادية عشرة والنصف بدأت رحلة الرسم بمشاركة 14 فنانا وفنانة، وعند منتصف اليوم وصلوا الى أكثر من 50 فنانا وفنانة تشكيلية يرسمون جنباً إلى جنب، حيث يتخد كل فنان مشارك مساحة بعرض 80 سم يعبر فيها عن رأيه وانفعلاته بحرية تامة.
تضيف عزيزة: "تشجيع المتظاهرين لنا والتفافهم في الميدان حولنا وقناعتهم بدورالفن فى التغيير وتأييد الثورة ساعدنا على خروج اللوحة خلال 6 ساعات فقط، بل إن بعضهم شاركونا برسم لمحات بسيطة تتناسب مع قدراتهم الفنية ولكنها نابعة من صدق وانفعال حقيقي تجاه ما يحدث".
وعن محتوى اللوحة تقول: "جاءت الرسومات لتعبر عن أحداث
التظاهرات منذ يومها الأول، مع رسم بورتريهات لصور الشهداء لتخليد ذكراهم، ولم يغفل الفنانون نقل شعارات ولافتات المتظاهرين وأبرزها "ارحل"، بالإضافة إلى تجسيد العلم المصرى على شكل طائرة ورقية تبحث عن الحرية ولكنها مربوطة بقيد حديدي لا يلبث أن ينفك، وتصوير مصر في صورة سيدة تجمع الهلال والصليب فى صدرها، إلى جانب رسومات أخرى تعبر عن حال الميدان".
إلى أرواح الشهداء
بعد قرار التنحي من جانب الرئيس مبارك، اعتبر كثير من المتواجدين فى الميدان أن هذه اللوحة هي "وش الخير" على الثورة، بل يحرص أغلبية زوار الميدان الآن على تصوير اللوحة والتصوير معها ومع الفنانين الذين أبدعوها أمثال ياسمين عكاشة- ناهد شاكر- جمعه حبيب- أحمد البدوي- يحيى دسوقي- آية فايد- أسماء نبيل- أسما علي- منى سنبل- هبة السيد- نوران أسامة- سهى الموصلي- مصطفى عبد العاطي- مروج حلمي- نهلة مصطفى- ريم دربالة وآخرون.
"ارفع رأسك يا مصري..عاشت مصر وتحية إلى أرواح شهداء الثورة"، هذا هو وصف اللوحة الذي يعلنه هؤلاء الفنانون الشباب بعد نجاح الثروة وإنجاز لوحتهم، والتى يسعون الآن لتوثيقها حتى تصبح رمزاً في ميدان التحرير، كونها أكثر من مجرد لوحة فنية استخرجوا فيها طاقتهم الإبداعية.