عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في التحرير .. المصري "نيولوك"!


صفات كثيرة علقت بالشخصية المصرية طوال العقود المنتهية، لمسناها جميعا في قضايا مثارة على الساحة القضائية والاجتماعية في مصر، ولكن كما أشارت كثير من المقالات والرؤى فمصر بعد 25 يناير هي مصر أخرى غير تلك التي كنا نعرفها. ولكن هناك ما هو أهم، فمصر التي في ميدان التحرير غير تلك التي نعيش فيها خارج الميدان، وهذه بعض الصور المصرية الحصرية الموجودة بالميدان..
1. التعايش:
في الميدان تجد السيدة المنتقبة تفترش الكرتونة نفسها التي تجلس عليها الفتاة التي ترتدي الجينز ولا ترتدي الحجاب، والشاب الملتحي يردد هتافات غنائية ألفها شاب بشعر طويل وبنطلون ساقط، والمسيحي يحرس المسلم وقت الصلاة، والفتاة الإخوانية تطلق صافرة قوية عقب انتهاء فتاة لا ترتدي الحجاب من وصلة هتاف حماسية.
2. الاحترام:
برغم توافد الملايين على ميدان التحرير منذ "جمعة الغضب" وبعدها إلا أنه لم يتم الإعلان عن حالة تحرش واحدة، بل إن الشباب كانوا يطوقون الفتيات ليستطعن السير بلا مشاكل، الشباب كانوا يتخلون عن أماكنهم على البطاطين ويتركون السيدات أولاً. كما أن الصغير يحترم الكبير، فآلاف الشباب قبلن أيادي سيدة عجوز قررت النزول والمشاركة في المسيرة المليونية برغم كبر سنها تقديراً لها وهي قبلت وجوههم تحية لثورتهم. كذلك ومع كثرة العدد يتدافع المتظاهرون أحيانا ويتخبطون فلا تجد من يسبك لمجرد لمسك لطرف قميصه بل الجميع يعتذر ويبتسم.
3. النظافة:
كانت هذه هي السمة التي استرعت انتباه العالم أجمع وليس المصريين فقط، فعلى مدار اليوم ومنذ 25 يناير يتناوب الفتيات والشباب على تنظيف الميدان، في البداية كانوا يجمعون القمامة ولكن بعد أيام "العِشرة" التي طالت أصبحوا يستخدمون أدوات نظافة وأكياس زبالة، وحتى يوم الأربعاء الذي شهد المذبحة وموقعة الجمل كان المصاب ينزف فلا يستريح بل يجمع القمامة في الصباح الباكر.
4. الإيثار:
رغم الظروف الصعبة والمشكلات العديدة من قلة الطعام والمياة، إلا أن الجالسين في ميدان التحرير لا يستطيع أي منهم شراء طعام له وحده ولا أن يضع شربة ماء في فمه دون أن يمررها على جاره فوق الرصيف، وعندما يقدم لأحدهم سندوتشين جبنة بيضاء يصر على الحصول على واحد فقط لأن هناك آخر يحتاج الثاني.
5. الصبر:
"الصبر مفتاح البلد"، كتبتها ناشطة مصرية تعيش بالخارج على الفيس بوك ولكنها تجسدت بين الصامدين بالميدان، فرغم برودة الجو وقلة الطعام وحصار البلطجية والشائعات المغرضة والضغط الإعلامي وتأخر

النظام في الرد على طلباتهم إلا أنهم صامدون.
6. المقاومة:
كأنها الحرب بكل ما يحدث فيها من تكتيكات ومشقة، فوزير الإعلام يستخدم الشائعات للتأثير على الأهالي، وفي ساحة المعركة البلطجية يضربونهم ليلا ونهارًا ويدخلون عليهم بالجمال والحمير والسيوف والمولوتوف، والنظام يحملهم مسئولية الحرق والنهب والسلب ولكنهم هناك صامدون، يذكرون أنفسهم بالجهاد وأن طريقهم إلى فلسطين أصبح مفتوحاً ويصفون من سقطوا منهم بالشهداء.
7. الوعي والذكاء:
جميع الطوائف ممثلة في التحرير.. المتعلمون والأميون والصنايعية وربات البيوت وخريجات الجامعة الأمريكية، وبرغم بساطة الكثيرين إلا أنهم يعرفون جيدا طبيعة ما يحاك ضدهم من شائعات ودعايات مغرضة، فلا يصدقون كل ما يقال وربما لا يصدقون غير أنفسهم بل يشرحون تكتيكات الحكومة وطبيعة ما ترسمه لهم من سيناريوهات.
8. الإيمان:
كلما مر يوم يراهن النظام والجالسون في البيوت على نفاد صبر المتظاهرين، ولكنهم برغم المشاكل يزيد إصرارهم على الاستمرار إيماناً منهم بقضيتهم وأسباب بقائهم في أماكنهم تاركين أعمالهم وبيوتهم، على العكس من البلطجية الذين يمتلكون أموالا وأسلحة ولكنهم غير مؤمنين بقضية لذا فروا من الميدان ولم يعودوا من جديد.
9. الفكاهة:
ينادون بسقوط النظام ويقومون بثورة ولكنهم يتمتعون بحس فكاهي مميز، فتزايدت الهتافات الضاحكة واللافتات الهزلية "ارحل بقى نفسي استحمى" والطرق الضاحكة للتعبير عن الرأي "وضع حلة على الرأس لحمايتها من هجمات البلطجية".
10. الأمل:
تحملوا اتهامات الأهل وتطنيش الرئيس لمطالبهم وتشويه الإعلام لثورتهم وذمتهم المالية، وشعروا ببرودة الجو حين تساقطت الأمطار وسخونته مع حرارة الشمس المسلطة عليهم مباشرة، ولكنهم لازالوا يحتفظون بالأمل في استكمال ثورتهم وإسقاط النظام بكل رموزه وفساده، يقضون ليلهم في الغناء ونهارهم في الهتاف.