رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شباب يعيش "العشق الممنوع"

بعيدًا عن العادات والتقاليد والتعاليم الدينية؛ يعيش عدد من الشباب والفتيات قصصا من "العشق الممنوع"، الذي لم يعد يتوقف عند الشاشات فقط، بل حقيقة وواقع يعيشه هؤلاء.

في الغالب تنشأ هذه العلاقات بشكل سري حتى لا تثير الانتباه، والنتيجة قصص "شائكة" باسم الحب، لا يُعرف مصيرها ولم تكتب نهايتها!  

 "بحب واحد خاطب"

هايدي، 22 سنة، تعمل محاسبة بإحدى البنوك، تعيش حالة حب مع زميلها في العمل وهو خاطب لفتاة أخرى، وتقول إنها لم تحب غيره، وتزعم أن ذلك خارج عن إرادتها!.

تقول: "خطوبته تمت لكي يرضي والديه، وحتى لو لم يخطب هذه الفتاة هناك عواقب كثيرة تمنعنا من الزواج ومنها أهله، أنا باتعذب كتير ونفسي أبعد عنه بس مش عارفة إزاي، لأني لأول مرة أعيش الحب في حياتي". وتضيف: "مقدرش أنكر إني بتعذب لما بيخرج مع خطيبته أو بيكلمها، ولكن أوقات كتيرة بيفضلني عليها، وهذا إلى حد ما يكفيني ويرضيني".

"مش عارف أنساها"

طارق، شاب في أول الثلاثينات، يحب زميلته منذ 3 سنوات، ويعرف أنه من الصعب أن يتزوجها لأسباب كثيرة، فهي من عائلة كبيرة ووالدها من الأثرياء، هذا بجانب الفارق فى المستوى التعليمى بينهما، ورغم خطوبتها مرتان إلا أنه ما زال يحبها!.

يقول: "عندما تمت خطبتها وقفت بجانبها، بل أنني كنت أشتري معها لوازم الحفل من أصغر شىء إلى أكبر شىء.. وعندما فشلت الخطوبة كنت بجوارها أهون عليها.. وبعد أشهر قليلة فوجئت بخطوبتها الثانية، وكان موقفي معها مثل موقفي في خطوبتها الأولى.. أنا أتمنى لها حياة سعيدة، لكن إلى يومنا هذا أريد أن أنساها ولا أستطيع".

"ضعيفة أمامه"

نهال، 29 سنة، مخطوبة منذ عام، وتحب شخصا آخر غير خطيبها، لذا كان سؤالنا الطبيعي لها: كيف ستتزوجين من شخص وأنت تحبين غيره؟، أجابت: "الشخص الذي أحبه لا يصلح أن أتزوجه لفروق كثيرة بيننا، ومنها مستوى التعليم والمستوى المادي والاجتماعي، وأهلي يرفضونه، أنا حاولت إقناعهم به منذ 3 سنين كان وقتها عندى 26 سنة وكان بيتقدملى ناس كتير للزواج، وكنت أرفضهم أملا في الزواج منه وحدثت خلافات ومشاجرات بين أهلى وبينه علشان يبعدوه عني".

تكمل: "أنا لسه بقابله وبكلمه فى التليفون يمكن أكتر من الأول لأني لسه بحبه، ولكن يتملكني شعور بالذنب تجاه خطيبي، فكل أما أقنع نفسى إنه خلاص ما ينفعش إنى أقابله أو أشوفه تانى أرجع أضعف، وكل أما أفكر إني أفسخ خطوبتي بارجع تانى في التفكير ده، لأني بدأت أفكر في متى سأنجب وأتزوج، وكل تفكيرى ينصب في الأطفال والإحساس بالأمومة".

                                  "شخص يحتويني"

مريم، 27 عاما، تزعم أنها تعيش قصة حب مع رجل يكبرها بـ17 عاما ومتزوج، وتبرر علاقتها به بقولها: "هو أبي الذي فقدته، وهو زوجي الذي لم أتزوجه، وهو حبيبى الذى أعشقه، وهو الصديق المخلص والأخ الحنون، لم أجد شخصا يحتويني مثله".

 

وعن مصير علاقتهما تقول: "إنه لا يريد أن يغدر بزوجته وأطفاله، كما أن أهلي لم يوافقوا على زواجي من شخص متزوج ولديه أطفال". وتكمل: "هو شخص عنده ضمير، قرر أن يبعد عنى نهائيا ولا يراني أبدا، وتقتصر علاقتنا على الصداقة، كان هذا القرار بمثابة موتي.. لا أطيق الحياة بدونه، أحيانا أتجه إلى الله وأشكو له من حال الدنيا معي، وأرجوه أن يرحمني".

حرمان وعدم ثقة

تعلق على ما سبق الدكتورة أميرة بدران، المستشارة النفسية والاجتماعية، فتقول: "هذه المشكلات لها بدايات وأسباب قديمة، أهمها الأسباب التربوية، فنجد الآباء والأمهات لهم غلطات جسيمة فى تربية أبنائهم، ويقوموا بتوصيل رسائل معينة للأطفال لها نتائج وآثار سيئة فى نفسية الأطفال، فنجد الأم مثلا تقول للإبن

"هجبلك هدية لو نجحت فى الامتحانات" أو "لو رتبت دولابك هفسحك" وهكذا..، فيصل إحساس معين للطفل إنه مش محبوب لذاته ونفسه، وإنما هو محبوب من الأهل لأشياء أخرى وهى النجاح والنظام".

تتابع: "ونتيجة ذلك أن يتكون عند الطفل حرمان من مشاعر العاطفة، وتظل هذه المشاعر مختفية بنفسيته، ويجد الأم والأب لا يهتمون به نفسيا، وأن الحياة تكون (هات وخد)، فيتكون عنده إحساس عدم الثقة بنفسه بجانب الحرمان، وتكبر هذه المشاكل بداخله مع العمر، وبالتالي يبدأ يتعامل مع أي علاقة مقربة له سواء كان خطيبا أو زوجا بشكل من المزايدة في هذه المشاعر التي حرم منها، ولو لم يجد إشباعا من هذه المشاعر مع الطرف الآخر فيبدأ ينظر خارج إطار الخطوبة أو الزواج".

علاقات أسرية مشوهة

وتلفت د. أميرة أيضا إلى الأسباب النفسية التي تقف وراء هذه المشكلات، وأهمها العلاقات المشوهة بين الآباء والأبناء، فنجد شخصا يكره أمه لأسباب معينة فيرتبط بفتيات كثيرات لينتقم منهن مثلما كان يريد أن يفعل بأمه، أو آخر عنده عدم ثقة بنفسه نتيجة للحرمان القديم فيعوض هذا بارتباطه بفتيات كثيرات لينتقم منهن، وشخص ثالث عنده عدم ثقة بنفسه أو بالآخرين نتيجة للحرمان القديم فيكون مقتنعا بفتاة للزواج منها ويثق فيها ولكن لا تعوضه وتشبعه من مشاعر أخرى هو بحاجة إليها، فينظر إلى فتاة أخرى لتعوضه عن هذا النقص فى المشاعر.

وتبين د. أميرة أن هناك أيضا أسبابا اجتماعية، تتمثل في عدم تأهيل البنت والولد للزواج. وكذلك أسباب دينية، فنجد زوجة لا تحقق الإشباع لزوجها فيخرج عن الدين ومبادئ المجتمع ويقيم علاقات نسائية تشبع رغباته.

ما الحل؟

تضيف: "هذه الأسباب مجتمعة تعد بمثابة اختراق جديد للمجتمع يُـسبب تخلخلا وكوارث عديدة بداخله، ففى مجتمعاتنا العربية نكتسب تقاليدنا وعاداتنا ومبادئنا من تماسك الأسرة، وهذه المشاكل تسبب خللا داخل الأسرة، وبالتالي يقل دور الأسرة فى توعية الأبناء وتنعدم القيم والمبادئ والأخلاق فى المجتمع، وهذا ينعكس على الأبناء ويفهمون العلاقة السوية  بشكل خاطئ فينتشر ما يسمى بتعدد العلاقات العاطفية".

وعلاج هذه المشاكل بحسب د.أميرة يبدأ بالتربية الصحيحة وأن تقوم الأسرة بدورها الكامل من خلال توعية الأبناء بالخطوبة والزواج ومتطلبات الارتباط، والوعي الديني، وأن يقوم الإعلام بدوره الإيجابي من خلال عرض القصص الرومانسية والاجتماعية الناجحة وتدعيمها، وأن يقلل من عرضه للقصص التى تؤثر بالسلب على الشباب ويوجد بها خيانة وعلاقات مشبوهة.