حقيقة الدولة المدنية
لأن الدولة المدنية صارت تعبيراً مطاطياً يفسره كل فريق على هواه..فيجب التذكير بوضوح بمعنى ومفهوم وهدف الدولة المدنية..فى التعريف السياسى لها فإن الدولة المدنية هى الدولة التى تقوم على سيادة مبدأ المساواة بين المواطنين فى الدين والجنس..وهى الدولة التى يضع الشعب فيها الدستور بنفسه
ويتساوى فيها الجميع أمام القانون، دولة تحترم الحريات وأهمها حرية الرأى والتعبير، و تحترم حقوق الانسان وحرية ممارسة الشعائر الدينية وحرية الاعتقاد ..دولة لاتفرض قيوداً على الاعلام وتوفر حرية انشاء الأحزاب..و يكتفى الجيش فيها بحماية الوطن من أعدائه الخارجيين ولايملك التدخل فى الشئون السياسية أو الداخلية ..دولة لايستثنى فيها انسان من مقصلة القانون وتنقل السلطة فيها بشكل سلمى عن طريق صناديق الانتخابات.
تلك هى حقيقة الدولة المدنية ، لكن البعض يحلو له أن يضع لها تعريفات من عنده لأغراض فى نفسه ، من ذلك ان تعرف بأنها الدولة التى لايحكمها متدينون وهم عندما يصرحون بأن مدنية الدولة خط أحمر فإنما يقصدون أنه سيتم ابعاد الفصائل الدينية عن الحكم بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لكن هذه فى الحقيقة هى أولى خطوات هدم المبادئ التى يجب أن تقوم عليها الدولة المدنية..لأن من هذه المبادئ كما ذكرنا أن تنقل السلطة بشكل سلمى وعن طريق الانتخاب الحر عبر صناديق الانتخاب ..ولهذا فإن استبعاد فصيل بعينه من ذلك السباق الديمقراطى أو من ذلك الاختيار الشعبى الحرهو فى الحقيقة تدمير لأسس الدولة المدنية وهو نهج لن يحقق الدولة المدنية فى نهاية المطاف..انظروا الى دول العالم المتقدم ، لايمكنها فى الواقع ابعاد فصيل له توجه دينى لمجرد أنه فصيل له توجه دينى ..ألف باء الديمقراطية أن تترك الكل يترشح ثم تترك الشعب حراً فى الاختيار، بغير ذلك فلا ديمقراطية ولا عدالة ولا حرية..وعلى افتراض أن فصيلاً دينياً نجح فى الوصول الى الحكم فليس هذا
بقلم - شامخ الشندويلى: