أنين الأطباء
الأطباء في بلدي يأنون يتألمون يصرخون يناشدون.. دفع بهم حالهم إلي الخروج للشارع لعلهم يسمعون وربما يستجيبون لهم فمنذ سنوات تقدم لهم الوعود وتتلوها وعود عبر عقود الحكم البائد ولصوصه بتحسين رواتبهم وعمل كادر خاص بهم ولكن مرت الأيام والسنون ولم تحسن الأوضاع فهم كانوا متفرغين للسرقة والتنافس فيما بينهم علي سرقة مصر وإذلال شعبها، ورغم انني مع تأجيل المطالب الفئوية ولو بعض الوقت حتي تهب مصر الحبيبة و تبلغ ثورتنا المجيدة الآمال و تنتصر علي المتربصين بها وهم كثر، ولكن عندما يحتج أطباء المحروسة فلا بد من وقفة وسريعة ودراسة المطالب الخاصة بهم الآن وليس غدا فمطالب الأطباء ليست فئوية بل هي مطلب شعب أكثر من نصفه مرضي يعانون من أمراض مبيدات النظام السابق المسرطنة ومياهه الملوثة وطعامه المستورد الذي كان لا يصلح لإطعام الحيوانات.
الأطباء يطالبون بتحسين أحوال المستشفيات التي لا تحمل سوي الاسم فقط من دورها قبل مطالبتهم بتحسين رواتبهم، و هم رغم معاناتهم ومستواهم المعيشي المحرج لم يذهبوا مطلقا للإضرار بحياة مرضاهم أو تعريض حياتهم للخطر فهم في الوقت الذي يحاولون إيصال رسالتهم النبيلة إلي من يهمة الأمر يواصلون عملهم في الأماكن التي لا يمكن تعطيل العمل بها مثل أقسام الطوارئ و الرعاية المركزة و الإسعاف، ولأن شعب مصر عظيم علي مر السنين تعاطف معهم لنبل مطلبهم وشاركهم احتجاجهم و مطالبهم العادلة فعندما نعلم أن راتب الطبيب لا يتعدي الخمسمائة جنيه فتلك كارثة بالنسبة للأطباء الشباب الذين لا يملكون عيادات تدر عليهم دخلا آخر وكيف نطلب من طبيب لا يستطيع الإنفاق علي اسرته الإبداع في عمله و التفاني في إنقاذ حياة مرضاه و مواصلة الليل بالنهار بين الأسرة البيضاء التي لم تعد بيضاء بفعل الإهمال الذي طال كل شيء في مصرنا علي ايدي الفاسدين الذين يطلبون رحمة لا يستحقونها وليس حال أطباء مصر فقط الذي يحتاج إلي إصلاح ولكن حال مستشفياتها فحدث ولا حرج، فقد تحولت إلي مجرد أماكن للموت والتعذيب فإذا توجهت إلي اي منها ستصاب بالصدمة من حالها وحال من بها ونصدم عندما نسمع إحدي الطبيبات تصرخ و تقول إن بعض المستشفيات لم يورد لها منذ ما يقرب من شهر حتي مجرد الإسعافات الأولية وتعتمد
أنا قلبي كوكب وانطلق في المدار
حواليكي يا محبوبتي يا نور ونار
يلف مهما يلف ما بيكتفيش
و تملي نصه ليل ونصه نهار