رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثقافة الاحتجاج

 

جميل أن نتظاهر ونحتج ونعبر عن رأينا أيا كان عما نراه غير بناء ولا يحقق صالح الوطن والمواطنين.. وهذا حق كفله الدستور والقانون للجميع وقد رأينا التظاهر والاحتجاج السلمي الراقي البعيد عن أيه أعمال عنف أو تخريب قادنا إلي اعظم إنجاز في تاريخ مصر وهو نجاح ثورة 25 يناير وإسقاط نظام كنا نظن أنه باقٍ بقاء الزمن.. ولكن ليس جميلاً ولا مقبولاً أن نستغل هذا الحق في تعطيل الحياة العامة والتخريب والإفساد وقطع المواصلات وتكبيد البلاد خسائر طائلة في ظروف نعلمها جميعاً ونعرف حجم عجز الميزانية في بلدنا وأننا نلجأ حالياً إلي الاقتراض من البنك الدولي كي نغطي هذا العجز.. ربما يكون الذين يمارسون حق التظاهر والاحتجاج معهم ولهم كل الحق في ذلك ولهم أسبابهم المقبولة والمنطقية فكلنا نعاني من آلاف المشاكل التي تحتاج للاحتجاج.. وعلي القائمين علي الأمر في بلدنا السعي إلي تنفيذ ما يحتج من أجله الناس فوراً لانه يكفي هذا الشعب ماعاناه علي مدي عقود طويلة من قهر وخوف ولكن علينا كشعب راقٍ أبهر العالم بثورته الرائعة وأصبح ملهماً للجميع.. وعلينا كمصريين محبين له أن نحسب خطواتنا قبل القيام بها.. وأن نتعلم ثقافة الاحتجاج وأن نختار الزمان والمكان المناسبين لذلك.. حتي لا يؤدي احتجاجنا إلي تعطيل حياتنا وحياة الاخرين ونحن تأكدنا عشرات المرات أن المجلس الاعلي للقوات المسلحة ورئيس وزراء مصر جادون في تحقيق أهداف الثورة وتحقيق الديمقراطية، وإرساء العدالة الاجتماعية وإعادة لكل من ظلم في العهد البائد حقه.. فإذا كان يوجد ما نرغب في التظاهر من أجله وإرسال رسالة إلي من يهمه الأمر أن نقف ولو لساعات معدودة في أماكن خالية لا تعطل سيرة الحياة وعلينا أن نكون واثقين أن رسائلنا ستصل وسيعمل علي حلها.. نعم نحن عانينا الأمرين في السابق من أن رسائلنا ومظالمنا وتوسلاتنا لم تكن تسمع حتي لو وصلت.. ولكن ليس اليوم كالبارحة ونحن لسنا كما كنا منذ ثلاثة أشهر ولا القائمون علي الأمر كالسابقين، فيجب ألا نرهق اقتصادنا القليل ونعطل العمل ونقطع الطرق

فهذا ليس قانونا وتلك ليست أخلاقنا أو اخلاق ثورتنا وحتي لا يكون التعبير عن الرأي نوعاً من ليّ الذراع والقفز علي الأشياء وأن نتعلم ممارسة الديمقراطية التي ننشدها مع الأخرين ونمارس الرأي والرأي الاخر والحوار البناء مصر تحتاج الأن إلي العمل.. والانتاج والتكاتف ونبذ الفتن وتفويت الفرص علي أعداء الثورة وهم كُثر كي نثبت لأنفسنا قبل غيرنا.. أننا جديرون بما أنجزناه ونستحق أن تراق من أجلنا دماء 835 شهيداً ضحوا بحياتهم كي ننعم نحن بالحياة الكريمة والديمقراطية وأن نعيد للالاف الذين أصيبوا بعاهات مستديمة حقهم ونطمئن قلوب أمهات الشهداء التي لا تسكت عن الأنين عندما يرون أن مصر أصبحت حضناً كبيراً لأحفادهن وأن دماء فلذات أكبادهن لم تضع هدراً.. فعلينا مواصلة الليل بالنهار ونحارب في جميع مجالات العمل والانتاج لنضع مصر في المكانة التي تستحقها وننعم بخيراتها ونكون ملهمين للعالم ليس في طريقتنا في إسقاط النظام المستبد فقط وأيضا في ثورة العمل وتخليص مصر من آثار سنوات الخراب والدمار وعلينا أن نقطع عليهم كل سبل الاستمرار في إفساد كل شيء.. فعلينا التمسك بأخلاق الثورة وننفذ مبادئها هذا هو الذي سيحقق المطالب وليس بتعطيل الحياة وإعادتنا إلي الوراء وهذا بالتأكيد ما يسعي إليه أصحاب الثورة المضادة.

حاسب من الأحزان وحاسب لها

حاسب علي رقابيك من حبلها

راح تنتهي ولابد راح تنتهي

مش انتهت أحزان من قبلها