رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتفقوا من أجل مصر

الجدل دائر في مصر والخلافات غير مبررة بين الجميع الكل مختلفون متنافرون متصارعون لست أدري لماذا كل هذا؟ وهم يفقهون ما يفعلون ولا علي ماذا يلهثون اشعر أن الجميع يتنافسون لهدم الوطن يتصارعون للقضاء علي الثورة فالسلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية تتقاتل لتسطو كل منه علي حقوق الأخري

لم يعد في بلدنا ما يسمي بالفصل بين السلطات الكل يحارب من اجل القضاء علي الآخر والجميع يهرول لنيل جزء من تورتة لم تعد موجودة نسوا جميعا مصر وتذكروا فقط مصالحهم الشخصية وأهواءهم نسوا أن مصر تحتاج إلي جهد وحب وتكاتف الجميع لإنقاذها من عثرتها التي طالت كثيرا وتحولوا إلي متربصين لبعضهم البعض الكل ينتظر خطأ الكل حتي يتشفي الجميع في الجميع ولا يعرفون أنهم يفعلون ذلك بأنفسهم فالبلد الذي يشهد كل هذا الهزل والتلاسن والاشتباكات هي مصر وطن الجميع وليس ملك فئة دون أخري ولا جماعة دون أخري فكلنا مصريون ومن المفروض أننا نحب هذا البلد الذي حولناه إلي مجرد مكلمة علي الفضائيات.
فنحن تركنا كل هموم وطننا ومشاكله وتفرغنا للسجال علي الفضائيات 120 ساعة يوميا من برامج التوك شو تتحدث في نفس المواضيع وتستضيف ذات الضيوف فكل ضيف ينهي برنامجا ليتوجه مسرعا إلي غيره في ستديو مجاور ليقول نفس الكلام ولا مانع في تغييره حسب اتجاهات كل قناة وميول كل مذيع والشعب البسيط تائه لا يعرف من يكذب أو من صادق ولا يعرف مصر رايحة علي فين.. نعم تحولت حياتنا، واهتماماتنا إلي كلام فقط، وابتعدنا كل البعد عن الافعال عن البحث عن مخرج لما نحن فيه.
والشيء المحزن حقا هو ما وصل ليه حال القضاء في مصر فقد تحول إلي مجرد أداة وأقحم القضاة أنفسهم في السياسة وخرجت علينا عشرات الاحكام ذات صبغة سياسية ويعتبر هذا هو المعول الذي سيهدم استقرار البلد فنحن قمنا الثورة من أجل ترسيخ دولة القانون وتطبيق العدالة علي الجميع ولكن تصرفات بعض القضاة حولت هذا الصرح الشامخ إلي هدف ومرمي للسهام والانتقاد والتشكيك في الاحكام،

والحديث عن نزاهة منقوصة وتباري عدد من قضاة مصر إلي الحديث في السياسة والتهديد والوعيد، رغم أن هذا بعيد كل البعد عن عملهم المقدس وهذا جعل الثوب الناصع البياض يطاله التلوث بيد عدد من أصحابه هؤلاء الذين كانوا ينكرون في الماضي علي القضاة الذين طالبوا باستقلال القضاة الحديث فيه، وادعوا انه حديث في السياسة، رغم أنه مطلب لم يكن لهم بل من أجل صلاح المؤسسة القضائية الآن هم يزجون بالقضاء في معارك تفقده هيبته ونزاهته. وبعد هذا الذي وصلنا إليه وأصبحنا نخرج من أزمة لندخل في غيرها، والشعب هو الخاسر الذي لم يحصل لا علي حرية ولا عيش ولا عدالة، ومازال يبحث عنها في كل ربوع المحروسة فعلي كل أصحاب الضمائر الحية الذين يخافون علي مستقبل هذا البلد من أحزاب وقوي سياسية وتكتلات ومؤسسة الرئاسة وحكومة أن يدعوا التناحر جانبا ويتفقوا ويتنافسوا فقط من أجل نهضة مصر واستقرارها، اتفقوا من اجلها وكفي صراعاً وإلا سيأتي يوم لا نجد ما نتصارع عليه، فمصر لا تستحق منا ذلك، إنها تحتاج إلي العمل الجاد إلي خطة إنقاذ عاجلة إلي جهود وإخلاص الجميع إلي صحوة ضمير لا إلي مجرد الكلام وفقط كفي ما مضي فنحن لسنا في حلبة مصارعة سيخرج أحداً منا كاسباً فإذا لم ننهض ببلدنا فكلنا خاسرون فكفي واتفقوا من أجلها.