رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بين مشهدين

المتأمل في مشهدي الانتخابات في مصر الصامدة التي كانت تجرى قبل ثورة يناير المجيدة التي تمت عقب الثورة يتأكد من حجم التغيير الذي تعيشه مصر وشعبها العظيم فبين التزوير والبلطجة وغسيل الأموال وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح

والاعتداء على القضاة و تزييف إرادة الشعب الذي كان مغلوبا على أمره والنتائج التي كانت بقدرة قادر تفوق الثلاث تسعات بين الإحجام عن الذهاب إلى الانتخابات مهما كانت أهميتها وكانت تصل نسبة الحضور 3% وبين لجان مخصصة لكبار الشخصيات لجنة خاوية إلا من الموظفين والكاميرات التي كانت تلهث لالتقاط صور المخلوع و أسرته لنشرها للعالم لتكتمل الصورة الكاذبة، وكان يمر يوم الانتخابات  مرور الكرام لا نشعر به لأنه لا يهمنا فقد كنا وصلنا إلى اليأس واللامبالاة فالأمور كانت تتساوى وكنا نعلم التيجة مسبقا، أما الآن وبعد الثورة وبفضل أرواح الشهداء الأبرار تحولت الصورة تبدلت الأوضاع وشهدت مصر بعد الثورة ثلاث تجارب رائعة هي الاستفتاء على الإعلان الدستوري والانتخابات البرلمانية ثم التجربة الأخيرة التي تحدث عنها العالم وشهد لهذا الشعب العبقري الذي أيقن أن الثورة ملك له وأن الشهداء هم أصحاب الفضل الأول فيما نحن فيه كالعادة خرج المصريون بالملايين اصطفوا في طوابير امتدت لكيلو مترات وقفوا تحت حر الشمس بالساعات متمسكين ومصممين على الادلاء بأصواتهم وممارسة حقهم في اختيار رئيس مصر، اختار رئيسا يحقق لهم أهداف ثورتهم محققا لهم العدالة  الحرية الكرامة.
وقفوا وهم متأكدون أن صوتهم سيمثل الكثير وسيقلب الموازين صوتهم أصبح قيمة وحجر أساس في بناء مستقبل وطنهم وصناعة حاضر اولادهم ولم يعودوا مجرد تراث أو أعداد لا معنى لها أصبح الوطن ملكا لهم وهم أصحاب تقرير مصيره وأصبح الشعب المصري ولأول مرة لا يعرف رئيسه

القادم ويترقب ما بداخل الصناديق ويخمن ماذا تخبئ له، وهل الرئيس القادم هو من اختاره  وأعطاه صوته أم القادم ليس هو ورغم ذلك هو راض بالنتيجة مهما كانت لأننا في عصر الديمقراطية ولابد أن نتقبل نتيجة الصناديق.
شاهد المصريون ولأول مرة المرشحين للرئاسة يقفون في طوابير الناخبين مثلهم كغيرهم و يقفون بالساعات للإدلاء بأصواتهم بدون حراسة بدون مواكب انتخابية.
تغيرت مصر ولدت من جديد بفضل ثورة يناير وشهدائها الأبرار وبين المشهد ما قبل الثورة وانتخاباتها الصورية المزورة التي لا يذهب إليها أحد واللجان الخاوية على عروشها و بين المشهد الآن يرى القاص والداني كيف تحولت مصر من الديكتاتورية والشمولية وحكم الفرد ونظام العذب والوسية والعبودية إلى الحرية والديمقراطية والكرامة، ومهما كانت النتائج ومن سيكون رئيس مصر القادم فعليه أن يفكر ألف مرة قبل اتخاذ قراراته عليه أن يبدأ وفورا في العمل على تحقيق أهداف ثورة يناير وتحقيق أحلام وآمال البسطاء من العيش في كرامة وأن يحل وفورا الحزمات المفتعلة التي تقتل المواطن البسيط في كل يوم وأن يضع نصب عينيه الميادين التي شهدت الثورة وأن يضع العدل في أولوياته إنا لمنتظرون.