ماذا لو صدر قانون العزل السياسي؟!
11 شهراً طوالاً مرت علي قيام ثورتنا المجيدة التي خلصتنا من استعباد دام 30 عاماً.. 11 شهراً من الأمل والرجاء والمعاناة واليأس والخوف والقلق.. والاضرابات والاعتصامات وقطع الطرق والبلطجة والانفلات الأمني.. ونحن مازلنا نحبو نحو الاستقرار.. ننشد الأمان.. نحلم بتحقيق أهداف الثورة..
وبعد 11 شهراً لم ننجز شيئاً وكأن الثورة قامت من أجل خلع الرئيس ووضعه ورجاله في السجن وبقي فلوله واذنابه ومعاونوه ومساعدوه في الداخل والخارج والبلطجية التابعون لهم يعيثون فساداً في البلاد ويرعبون العباد.. ومازال المشهد امامنا غائماً مرعباً.. فمصر تعج بأحداث تفوق الاحتمال وتحني الرقاب.. وتبعث اليأس في نفوس الحالمين.. ارتباك في كل مناحي البلاد.. أحكام تصدر من القضاء الاداري بمنع فلول النظام السابق من خوض الانتخابات البرلمانية المرتقبة.. ويفرح الشعب ويهلل الثوار.. ويشعرون بقدر من الأمان بأن الحياة السياسية ستخلو ممن افسدوها سنوات طوالاً.. ونصحو من نومنا لتلقي الادارية العليا الحكم ويهلل الفلول واتباعهم وتعج جميع محاكم القضاء الاداري بهذا النوع من القضايا وبين تأييد ورفض والصراع علي اشده الثوار والاحزاب يحاولون بكل ما أوتوا من قوة إبعاد الفاسدين وهم مصرون علي الاستمرار في فسادهم وظننا أنهم سيتوارون خجلاً من افعالهم وطغيانهم وسرقاتهم التي فاقت الاحتمال والخيال وحمدنا الله كثيراً اننا لم نُبَع في المزاد بعد ان اكتشفنا أنهم سرقوا وباعوا كل غالٍ وثمين.. والتساؤل الآن لماذا نحن في هذا الوضع المحزن.. وهذا الصراع القاتل مع هؤلاء؟ لماذا لم يهتم القائمون علي الأمر في البلاد باصدار قانون الغدر أو العزل السياسي أو أي تشريع يمنع من افسدوا الحياة في مصر من ممارسة السياسة أو دخول الانتخابات ولو لسنوات معدودة علي الأقل منعهم من خوض تلك الانتخابات المحفوفة بالاخطار والمخاوف ويتوقف عليها مستقبل مصر وينتج عنها وضع دستور دائم للبلاد.. لو هذا حدث كان سيوفر علينا الكثير من الارتباك والألم والرعب علي منجزات الثورة علي مستقبل مصر برمته.. كل ثورات العالم التي اندلعت ضد الانظمة المستبدة كان تطورها الطبيعي التخلص ممن قامت ضدهم ومنعتهم بالقوة وتعاملت معهم بمنتهي القسوة والعنف.. ونحن ضربنا مثلاً للرقي والحضارة ونحاكم جميع الفاسدين امام قاضيهم الطبيعي ألا يكفي هذا وأن نسعي الي استقرار البلاد وهذا لن يأتي إلا بإبعاد أولئك من طريقنا حتي تهب مصر من كبوتها وتحقق اهداف ثورتها وتضع قدميها علي طرق الديمقراطية والتقدم وتخرج من النفق المظلم الذي يحاول الكثيرون ان يزجوا بها فيه بكل الطرق..
أم أننا لم نقم بثورة حقيقية شعبية تحدث عنها العالم وانهت نظاماً طاغياً ومن
< علي="" بعد="" مليون="" ميل="" من="">
من الفراغ الكوني بصيت أنا
لا شفت فرق ما بين جبال أو بحر
ولا شفت فرق ما بين عذاب أو هنا