عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الموت داخل تنك بنزين

تعددت الأسباب والطرق والموت واحد نعم لا ننكر ذلك.. ولكن عندما يكون القتل بسبب الإهمال المتعمد وهذا ما أكثره في بلدي الآن.. معاول الهدم تعمل بكل جد واجتهاد لتقتل كل ما هو جميل وما أكثرها.. هذا البلد الرائع لا يستحق منا ذلك ولا يستحق ابناؤه الطيبون أن يموتوا بهذه الطرق البشعة.

. مصر التي لا أدري إذا كنا نسكنها أو تسكن فينا أم الاثنين.. يحاول الكثيرون تشويه صورتها ربما بدون أن يقصدوا ذلك، فما حدث للدكتور الطيب أشرف علي سليم مدير مستشفي كفر العناية بميت غمر محافظة الدقهلية لا يمكن أن يصدق أو يستوعبه عقل هذا الطيب في يوم عيد الأضحي توجه أثناء عودته لمنزله وأبنائه.. ولكنه فوجئ بأن سيارته المتواضعة خالية من البنزين.. فوقف أمام إحدي محطات البنزين ليحصل علي جركن بنزين 80 كي يتمكن من الوصول إلي بلدته وقف ساعات طويلة في الطابور وما أطوله.. أنهكه التعب وساعات العمل التي قضاها في خدمة مرضاه طوال ساعات الليل.. فكر ماذا يفعل؟.. لم تعد قدماه قادرة علي حمله كي ينتظر دوره في ذلك الطابور ولابد من الحصول علي البنزين لأن السيارة خالية تماما.. فغامر وخرج من الطابور ليتوجه إلي عامل المحطة كي يشرح له ظروفه ربما يوافق علي ملء جركن البنزين له ويرق قلبه لحاله.. ولم يكن يعلم الدكتور أشرف أنه ذاهب إلي الموت.. لم يكن يعلم الإهمال وصل إلي حد القتل.. لم يكن يعلم أن الموت ينتظره داخل تنك البنزين الذي يتلهف لملء جركن صغير منه.. وأسرع إلي العامل.. ولكن تنك البنزين تركه العمال ومدير المحطة و.. و.. مفتوحا بدون غطاء.. هل تصدقون.. أن محطة بنزين يتردد عليها المئات ويقف بداخلها طوابير يتعدي طولها أمتاراً طويلة وتستمر لساعات أن يترك التنك بدون غطاء؟.. هذا ما حدث بالفعل.. ترك التنك بدون غطاء.. وأثناء سير الطبيب سقط بداخله.. نعم سقط داخل التنك.. استغاث.. صرخ.. حاول العمال إنقاذه.. اختنق من رائحة البنزين.. فشلت محاولات الإنقاذ مات الطبيب.. نعم مات الطبيب داخل تنك

البنزين.. وبدلا من أن يقضي ساعات العيد مع أولاده ويفرح بهم ويفرحوا به مات ليترك لنا عشرات الأسئلة ومئات الاستفسارات.. وكالعادة لا تنتظر إجابات.. من المسئول؟.. وهل يحاسب الآن.. ومن الذي سيعيد حقوق أبناء الطبيب ويرسم البسمة علي شفاههم مرة أخري؟.. من المسئول؟.. رئيس الوزراء أم وزير البترول.. أم وزير التضامن أم كلنا مسئولون وكلنا متهمون وكلنا يجب أن نعاقب وكلنا مجني علينا.. إلي متي سنظل نشكو حالنا؟.. إلي متي سنظل نبحث عن المهمل والقاتل والفاعل؟.. ولا نجده.. إلي متي سنظل نتحمل حال مصر وما وصلت إليه؟!.. إلي متي سنصرخ ونقول اتقوا الله فيها.. ولا يجيبنا أحد إلي متي؟ .. وإذا ما وصلنا إلي هذا الحد.. هل من يفعلون ذلك راضون بالنتائج.. ربما يقول البعض وما الكارثة في أن يسقط طبيب داخل تنك البنزين بمحطة ويلفظ أنفاسه بداخلها.. ولكن عند الكثير هذا يعني الكثير.. ويجب أن تكون أرواح المصريين ليست رخيصة إلي هذا الحد ويجب ألا نترك الإهمال والبلطجية واللامبالاة واليأس يقتلون أحلي ما فينا حبنا لمصر عشقنا لترابها.. ماذا أقول لقد انتهي الكلام وجف المداد من هول ما حدث ويحدث كل يوم.. فهل من مغيث ومجيب عن حيرتنا وتساؤلاتنا التي لا تنتهي؟
دخل الربيع يضحك لقاني حزين
نده الربيع علي اسمي لم قلت مين
حط الربيع أزهاره جنبي وراح
وإيش تعمل الأزهار للميتين