الموت داخل تنك بنزين
تعددت الأسباب والطرق والموت واحد نعم لا ننكر ذلك.. ولكن عندما يكون القتل بسبب الإهمال المتعمد وهذا ما أكثره في بلدي الآن.. معاول الهدم تعمل بكل جد واجتهاد لتقتل كل ما هو جميل وما أكثرها.. هذا البلد الرائع لا يستحق منا ذلك ولا يستحق ابناؤه الطيبون أن يموتوا بهذه الطرق البشعة.
. مصر التي لا أدري إذا كنا نسكنها أو تسكن فينا أم الاثنين.. يحاول الكثيرون تشويه صورتها ربما بدون أن يقصدوا ذلك، فما حدث للدكتور الطيب أشرف علي سليم مدير مستشفي كفر العناية بميت غمر محافظة الدقهلية لا يمكن أن يصدق أو يستوعبه عقل هذا الطيب في يوم عيد الأضحي توجه أثناء عودته لمنزله وأبنائه.. ولكنه فوجئ بأن سيارته المتواضعة خالية من البنزين.. فوقف أمام إحدي محطات البنزين ليحصل علي جركن بنزين 80 كي يتمكن من الوصول إلي بلدته وقف ساعات طويلة في الطابور وما أطوله.. أنهكه التعب وساعات العمل التي قضاها في خدمة مرضاه طوال ساعات الليل.. فكر ماذا يفعل؟.. لم تعد قدماه قادرة علي حمله كي ينتظر دوره في ذلك الطابور ولابد من الحصول علي البنزين لأن السيارة خالية تماما.. فغامر وخرج من الطابور ليتوجه إلي عامل المحطة كي يشرح له ظروفه ربما يوافق علي ملء جركن البنزين له ويرق قلبه لحاله.. ولم يكن يعلم الدكتور أشرف أنه ذاهب إلي الموت.. لم يكن يعلم الإهمال وصل إلي حد القتل.. لم يكن يعلم أن الموت ينتظره داخل تنك البنزين الذي يتلهف لملء جركن صغير منه.. وأسرع إلي العامل.. ولكن تنك البنزين تركه العمال ومدير المحطة و.. و.. مفتوحا بدون غطاء.. هل تصدقون.. أن محطة بنزين يتردد عليها المئات ويقف بداخلها طوابير يتعدي طولها أمتاراً طويلة وتستمر لساعات أن يترك التنك بدون غطاء؟.. هذا ما حدث بالفعل.. ترك التنك بدون غطاء.. وأثناء سير الطبيب سقط بداخله.. نعم سقط داخل التنك.. استغاث.. صرخ.. حاول العمال إنقاذه.. اختنق من رائحة البنزين.. فشلت محاولات الإنقاذ مات الطبيب.. نعم مات الطبيب داخل تنك
دخل الربيع يضحك لقاني حزين
نده الربيع علي اسمي لم قلت مين
حط الربيع أزهاره جنبي وراح
وإيش تعمل الأزهار للميتين