رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عاش الوفد ضمير الأمة



على خصوم الوفد أن يدركوا أن الوفد لن يقبل أن توجه له الطعنات دون أن يرد بأعنف منها

فى البداية...

الضربة التى لا تقتلك تقويك
لقد تعرض حزب الوفد لضربات عديدة.. بعضها جاء من الداخل.. وبعضها جاء بمؤامرات خارجية.. من الإنجليز.. ومن الملك.. ومن الخصوم السياسيين.. ومن الأنظمة الديكتاتورية التى حكمت مصر بعد ثورة يوليو 1952.. لكن الوفد لم يركع ولم يستسلم.. كان فى كل مرة يعود أكثرة قوة.. وأشد صلابة.
ليست هذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها حزب الوفد إلى أزمة داخلية.. أو مؤامرة خارجية.. على مدى تاريخه الوطنى الطويل، ومشوار كفاحه الممتد منذ عام 1918، تعرض الوفد إلى أزمات ومحن كثيرة.. لكنه فى كل مرة كان يتجاوز أزمته ويتخطى محنته بحنكة شديدة.. رحل المنشقون والمختلفون والمتصارعون والمتآمرون.. وبقى الوفد شامخًا.. بقى بيتًا للأمة.. ورمزًا للحركة الوطنية المصرية.
عقب رحيل مؤسس الوفد الزعيم سعد باشا زغلول عام 1927.. حدثت أزمة داخل الوفد حول من يخلف الزعيم الراحل لرئاسة الحزب.. حاول بعض الوفديين أن يفرضوا ابن شقيقة الزعيم لرئاسة الوفد.. لكن غالبية الوفديين رفضوا التوريث.. وأصروا على أن يترأس الوفد الزعيم مصطفى باشا النحاس.. وكان النحاس باشا بحق زعيما وطنيًا فريدًا.. إذ خاض معارك سياسية عنيفة ضد الإنجليز وتدخلاتهم السافرة فى الشأن المصرى.. وضد الملك الموالى للإنجليز.. وبسبب مواقف الوفد الوطنية تعرض الوفد لمؤامرات كثيرة.. تمت إقالة حكومة الوفد أكثر من مرة.. لكن الوفد كان يعود إلى الحكم أكثر قوة.. وعندما فشل الإنجليز والملك فى استقطاب الوفد ليصبح مواليا لهما قررا زرع الفتنة داخل الحزب.. انشق بعض الوفديين عن الحزب وشكلوا حزبًا جديدًا أطلقوا عليه «حزب السعديين» نسبة إلى سعد باشا زغلول.. لكن بعد سنوات قليلة خرج حزب السعديين من التاريخ.. وبقى حزب الوفد قويًا شامخًا.. لأنه كان نصير الأمة.. يعيش فى وجدان الشعب.. وقامت ثورة يوليو 1952 وتآمر الثوار على الوفد.. ألغوا الأحزاب السياسية.. وألقوا بالزعيم فؤاد سراج الدين فى غياهب السجون.. وحددوا اقامة الزعيم مصطفى النحاس.. وتراهن الحاقدون والمتآمرون على أن الوفد لن تقوم له قائمة مرة أخرى.. وأنه انتهى إلى الأبد.. لكن إرادة الوفديين كانت أقوى من عسف السلطة وبطشها وطغيانها.
عاد الوفد مرة أخرى إلى الحياة السياسية عام 1977 قويًا عفيًا كما كان، رغم مرور 23 عامًا من العزل السياسى والقهر والظلم والعدوان.. عاد الوفد إلى أحضان الجماهير.. فى الشوارع والحوارى.. فى القرى والنجوع.. فى المصانع والمزارع والمدارس.. فالجماهير كانت تدرك جيدًا أن الوفد ليس حزبا عاديا.. بل خرج من رحم الأمة.. وأنه ملك لكل المصريين منذ تأسس عام 1918 فى عهد الزعيم سعد باشا زغلول.. لكن السلطة الحاكمة - فى ذلك الوقت - لم تروق لها عودة الوفد إلى الحياة السياسية مرة أخرى.. وضعوا العراقيل.. خلقوا الأزمات.. بل ارتكبت السلطة حماقة عندما اعتقلت الزعيم فؤاد سراج الدين عام 1981 ضمن اعتقالات سبتمبر الأسود.. ورغم هذه المحنة إلا أن الوفد خرج إلى الحياة السياسية يشارك بقوة من أجل الأمة المصرية كلها.
وعقب رحيل فؤاد باشا سراج الدين عام 2000 تعرض الوفد لأزمة داخلية.. لكنه تجاوزها سريعًا قبل أن ينفخ فيها الحاقدون على الوفد ويشعلوا نيرانها.. وفى عام 2006 تعرض الوفد أيضًا لمحنة داخلية كادت تعصف به.. لكن الوفديين تجاوزوها.. وصمد الوفد والوفديون أمام كل التحديات والعقبات والأزمات ومحاولات النيل منه وتفتيته وضربه من الداخل.
أقول هذا وأنا على يقين بأن

الوفد سيتجاوز أزمته الأخيرة بسلام.. كما سبق أن تجاوز كل أزماته.. وأن الوفديين سينتصرون للوفد.. لكننى غاضب من بعض الخصوم السياسيين وبعض وسائل الإعلام التى دأبت على نشر الأكاذيب عن حزب الوفد وتشويه رموزه لأغراض انتخابية أو لتحقيق مكاسب شخصية.. أقول لهؤلاء وهؤلاء.. عليهم أن يدركوا أنه من الطبيعى أن يحظى حزب الوفد أكثر من أى حزب مصرى آخر باهتمام الصحافة العالمية والمصرية على حد سواء.. ومن الطبيعى أن يتسابق سفراء الدول الأجنبية للقاء رئيس الوفد لسماع رؤية الوفد فى القضايا الداخلية والخارجية.. لأنهم يدركون أن الوفد أقوى الأحزاب المصرية ارتباطًا بالجماهير وأشدها تأثيرًا فى الحياة السياسية منذ ولادته فى أحضان ثورة 19 حتى الآن.. ولأنه يمثل آمال الشعب فى الحرية والديمقراطية.. ولأن الوفد هو البيت الحقيقى للأمة.. بيت الأمة المصرية كلها.. مسلميها ومسيحييها.. عمالها وفلاحيها.. أثرياءها وفقراءها.. رجالها ونساءها.. نعم الوفد هو بيت الأمة المصرية كلها.
وأقول لهؤلاء وهؤلاء.. إننا فى الوفد لا نعترض أن يكون نشاط الحزب وسياساته وقراراته موضع تعليق أو نقد من جانب خصومه السياسيين.. لأن حرية الرأى قيمة أساسية يؤمن بها حزب الوفد، وناضل من أجلها طوال تاريخه.. ويعترف بهذا الحق لخصومه قبل أصدقائه.. ولكن يبدو أن بعض هؤلاء الخصوم لا يعرفون الفرق بين النقد المباح.. وبين الاسفاف الذى يصل إلى حد الكذب واختلاق أحداث وقصص وروايات من نسج الخيال.
ان الذين ينشرون الأكاذيب عن الوفد.. أو الذين يستغلون الظروف لتفجير الحزب من الداخل، لابد أن يدركوا أننا قادرون على أن نفتح ملفاتهم ونكشف فسادهم ونفضح مخططاتهم وأكاذيبهم.. ولابد أن يدركوا أن الوفد لن يقبل أن توجه له الطعنات دون أن يرد بأعنف منها «العين بالعين.. والسن بالسن.. والبادى أظلم».. فالوفد ليس لقمة سائغة.. وليس حزبًا صغيرًا بلا أرضية أو شعبية أو تاريخ نضالى طويل.
ان خصوم الوفد لا يعجبهم أن يتصدر الوفد المشهد السياسى.. ولا يروق لهم أن يستعيد الوفد عافيته وشعبيته ودوره الوطنى.. هم معذورون لأنهم لا يدركون أن الوفد مازال متغلغلاً فى عمق المجتمع المصرى.. فى الريف والحضر.. ان الوفد سيظل قويًا شامخًا متماسكًا متحدًا رغم كيد الكائدين.. لن يتخلى عن دوره الوطنى.. وسيظل صوت الضعفاء والمظلومين والمقهورين والمحرومين والبسطاء والفقراء من أبناء الأمة.
عاش الوفد ضمير الأمة