رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بروتوكولات حكماء «قم».. والأطماع الإيرانية

طهران وضعت خطة خمسينية للسيطرة على العواصم العربية والإسلامية لإعلان «الإمبراطورية الفارسية»!!

«إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة، فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا».. «إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات الإسلامية بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال فى تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى فى العالم، نكون بذلك قد حققنا نجاحًا باهرًا».. «إن سيطرتنا على الدول العربية والإسلامية تعنى السيطرة على نصف العالم».. «إذا لم تثمر هذه الخطة فى المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام»..!!
هذه الأفكار رغم ما تحويه من ميول توسعية، ولغة تحريضية حادة.. إلا أن مصدرها ليس جماعة يهودية متطرفة.. وإنما هى جزء من خطة توسعية تسير على منهج ثابت أعده مشايخ الشيعة فى إيران للقضاء على منهج أهل السنة والجماعة فى البلدان العربية والإسلامية.. ببساطة: هذه الأفكار التخريبية والتوسعية ليست من بين أفكار «بروتوكولات حكماء صهيون».. ولكنها من أفكار «بروتوكولات حكماء قم»!! و«قم» هى مدينة فى وسط إيران، كانت المعقل القديم لدولة فارس التى سقطت فى الفتوحات الإسلامية.. وتكتسب أهميتها فى الوقت الراهن من كونها المعقل الرئيسى لمشايخ وأئمة علماء الدين الشيعة، ممن يطلق عليهم «الملالى» - جمع «ملا» وهو الإمام الفقيه بالدين - الذين يحملون الفكر الصفوى الرافض لمنهج أهل السنة، والساعى لتدمير الدول السنية المحيطة بإيران والتى ترفض دخول وتوغل المذهب الشيعى بها مهما كانت الوسائل والأساليب.
إن الفقرات التى ذكرتها فى بداية مقالى.. هى ترجمة صادقة ودقيقة لبروتوكولات آيات «قم» وخططهم السرية.. قام الدكتور عبدالرحيم البلوشى، وهو من إحدى المناطق السنية فى إيران بترجمة هذه الخطة ونقلها من الفارسية إلى اللغة العربية.. حيث حصل عليها بمغامرة بالغة الخطورة كادت تفقده حياته.
وفى هذه المساحة لا استطيع أن أذكر تفاصيل «بروتوكولات حكماء قم».. ولكن استطيع أن أكتب فقرة واحدة تكشف عن الخطة الإيرانية السرية للسيطرة على الدول العربية والإسلامية معًا لكى تعيد الامبراطورية الفارسية مرة أخرى.. تقول البروتوكولات: «ولإجراء هذه الخطة الخمسينية، علينا بادئ ذى بدء أن نحسن علاقاتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم، حتى أننا سوف نحسن علاقاتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين، ذلك إن اسقاط ألف صديق أهون من اسقاط عدو واحد، وفى حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم، فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهرًا، ويكونون فى الحقيقة من العاملين فى النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.
ومن واجب مهاجرينا - العملاء - المكلفين فى تلك الدول، ثلاثة أشياء.. شراء الأراضى والبيوت والشقق، وايجاد العمل ومتطلبات الحياة وامكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا فى تلك البيوت ويزيدوا فى عدد السكان، أما الثالثة فهى العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال فى السوق والموظفين الإداريين خاصة الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر فى الدوائر الحكومية.. كما أن هناك فى بعض الدول قرى متفرقة فى طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشترى هؤلاء الإيرانيون المهاجرون أكبر عدد ممكن من البيوت فى تلك القرى والمدن، وأن تباع هذه البيوت لاتباعنا وأهل ملتنا بأسعار مناسبة «وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد خرجت من أيديهم، وأصبحت تابعة لنا»!!
وللأسف الشديد.. هذا المخطط الإيرانى الشيطانى بدأ تنفيذه بحذافيره فى مملكة البحرين منذ سنوات.. حتى أصبح عدد الشيعة الذين ينتمون لإيران يمثلون 80٪ من تعداد سكان البحرين.. وهم يسيطرون على

المال والتجارة.. ويقودون المظاهرات المناهضة لنظام الحكم سعيًا لاسقاطه والسيطرة على الدولة وإعلانها ولاية إيرانية «!!».. وما يحدث فى العراق منذ سقوط صدام حسين أمر فى غاية الخطورة.. إذ ان العراق ذو خصوصية عند إيران الصفوية.. فهى مهد التشيع الأول وفيه مقدسات الرافضة ومراقد أئمتهم.. وهى البوابة الشرقية للوطن العربى.. وعلى أرضه انكسرت شوكة الأكاسرة والفرس المجوس.. وأطفئت نارهم المقدسة.. ولهذا تعتبره إيران امتدادًا طبيعيًا لسعيها المذهبى قديمه وحديثه.. لذا لم يكن غريبًا أن يعلن قادة إيران منذ أسبوعين عودة الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد!!
كذلك الخليج ودوله العربية لها خصوصية فى الخطة الإيرانية الصفوية.. فهى تتحدث بصراحة عن السكان الأصليين والتى تطلق عليهم الخطة بـ«البدو» مالكى الأراضى.. كما تتحدث الخطة عن «الوهابية» وما تمثله من سد قوى ضد مكر الرافضة وخططهم ومؤامراتهم الصفوية.. ولهذا تركز «بروتوكولات حكماء قم» على مسألة استغلال شيعة الخليج العربى فى تنفيذ بنود هذه الخطة فى كل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. والأطماع الإيرانية فى دول الخليج لا حدود لها.. وما يحدث فى اليمن الآن من دعم للحوثيين للسيطرة على اليمن.. هو محاولة لتطويق الخليج جنوبًا عن طريق اليمن وشمالاً عن طريق العراق وسوريا!!
وفى الوقت الذى استطاعت إيران فيه اختراق لبنان منذ زمن بعيد.. ولكنها ومنذ ثمانينيات القرن الماضى استطاعت تثبيت أقدامها على أرض لبنان العربى من خلال حزبها الرافضى «حزب الله» الذى يتزعمه الشيخ حسن نصر الله.. والذى اغتر به عدد كبير من أبناء العروبة والإسلام لتصديه فى الظاهر للجيش الإسرائيلى على أرض لبنان من دون النظر إلى عقائد هذا الحزب الدينية، وإلى ممارساته العملية ضد أهل السنة وقراهم ومدنهم فى الجنوب اللبنانى، والتى تتصف بالمذهبية والطائفية.
لقد أعلنت إيران وبكل بجاحة منذ أسبوع، أنها دخلت 4 عواصم عربية.. هى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.. وهى - أى إيران - مازالت تتمدد فى الكويت وشرق السعودية وقطر، ونشروا فكرهم فى تونس، وأنشأوا المذهب الإسماعيلى فى ليبيا.. والأخطر من هذا أنهم يتمددون الآن فى إفريقيا.. واستقطبوا طلبة جنوب شرق آسيا للتعلم فى إيران من أجل نشر المذهب الشيعى هناك!!
ان ضعف العرب وتفرقهم وتشتتهم وعدم قدرتهم على تحقيق الوحدة العربية.. جعل دولة مثل تركيا تطمع فى إعادة الامبراطورية العثمانية على جثة الأمة العربية.. وجعل دولة مثل إيران تطمع فى إعادة الامبراطورية الفارسية على أنقاض الأمة العربية!!
لقد حان الوقت أن نعيد للأمة العربية قوتها واتحادها وهيبتها بين الأمم.