رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لا تنخدعوا «أوباما» و«نتنياهو»...«سمن على عسل»

«أما آن لأصحاب الكهف أن يهبوا من رقادهم ليدافعوا عن المسجد الأقصى»

الشارع الإسرائيلى أعاد اختيار «بنيامين نتنياهو» مرة أخرى.. ليظل متربعاً على عرش الكيان الصهيونى.. ورغم أن فوز «نتنياهو» لم يكن مفاجئاً.. إلا أن دلالاته ـ هذه المرة ـ خطيرة.. وخطيرة جداً.. فمعنى ذلك أن النزعة اليمينية المتطرفة والمتشددة والمعادية للفلسطينيين والعرب سوف تتزايد وتتفاقم فى الفترة القادمة.. ومعنى ذلك أنه لا أمل فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. ولا أمل فى حصول الفلسطينيين على حقهم فى الحياة.. ولا أمل فى استقرار منطقة الشرق الأوسط المشتعلة أساساً.. «نتنياهو» أعلنها صراحة أثناء حملته الانتخابية.. قال: «اننى ملتزم بعدم إقامة دولة فلسطينية خلال فترة حكمى».. وهذا الكلام ليس غريباً على شخص بمثل «نتنياهو».. فهو يريد أن يشعل المنطقة ناراً.
والحقيقة التى لابد أن يعرفها العرب جيداً.. أن الكيان الصهيونى هو الذى يفرض إرادته على صانع القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية.. وليس العكس كما يعتقد بعض ساستنا.. فعلينا أن ندرك أن ما يقال فى «تل أبيب» صباحاً.. يتردد صداه فى «واشنطن» ظهراً.. وما يريده الحاكم الإسرائيلى لا يجد سوى السمع والطاعة فى البيت الأبيض، مهما روج الإعلام عن وجود خلافات جوهرية بين واشنطن وتل أبيب.. بين أوباما ونتنياهو.. فلا تنخدعوا.
الحاكم الإسرائيلى يمضى قدماً فى تنفيذ ما يريد.. رغم أنف العالم كله.. لأنه يستند الى عدد من مراكز القوى التى تصنع السياسة فى العالم.. هذه المراكز هى بالفعل تعمل لحساب الدولة اليهودية بلا  حدود.. وبلا تفكير..  وبكل قوة!!
أول هذه المراكز وأكثرها قوة وتأثيراً ليس فى أمريكا وحدها.. ولكن فى العالم كله.. هى منظمة «الإيباك».. وهى جماعة ضغط يهودية تسيطر على البيت الأبيض.. وعلى الكونجرس أيضاً.. ويكفى أن ندلل عن نفوذ «الإيباك».. بأن نذكر واقعة قيامها بتمويل عملية سفر «41» من أعضاء الكونجرس الأمريكى الى اسرائيل.. وتحملت «الإيباك» التكاليف كلها.. تذاكر السفر.. الإقامة بالفنادق.. التنقلات.. لذا عندما أعلنت السلطة الفلسطينية ذهابها الى الأمم المتحدة للمطالبة بإعلان الدولة الفلسطينية.. هدد أعضاء الكونجرس بأنهم سيلجأون الى قطع المعونات عن الفلسطينيين.. هكذا عينى عينك!!
لذا حرص رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» فى مطلع  الشهر الحالى عند زيارته الى أمريكا على أن يقف متحدثاً فى الكونجرس ويلقى حفاوة بالغة.. وأن يتكرر ذلك أمام «الإيباك».. يستند «نتنياهو» أيضاً الى دعم هائل من الكونجرس الأمريكى.. الذى يحرص على دعم «تل أبيب» سنوياً بـ3 مليارات دولار.. بخلاف مليارات الدولارات التى تجمعها المنظمات اليهودية فى أمريكا وأوروبا وتدفع بها الى اسرائيل.. ويستند «نتنياهو» كذلك الى قوة «الاتفاق بين الإسرائيليين» أنفسهم.. فهل يستطيع حاكم عربى أن يزعم أن العرب «متفقون» على شىء.. وما هو هذا الشىء؟!.. وأين القوة العسكرية المستعدة لتنفيذه؟!!
الإسرائيليون متفقون على البغى والظلم والعدوان.. ونحن مختلفون على الحق.. ومختلفون على الوصول إليه.. والسبل أمامنا متشعبة.. ويخيم عليها الضباب!!
الإسرائيليون يعرفون بالضبط ماذا يريدون.. وهو إقامة الدولة اليهودية الكبرى من النيل الى الفرات.. وقد بدأوا فى تنفيذ مخططهم منذ مطلع القرن الماضى بالهجرة المكثفة. ثم بإقامة المستوطنات المسلحة.. ثم بسرقة الأرض.. ثم بالتوسع حتى نفذوا ضربتهم الكبرى فى الخامس من يونية 1967.. وبعد حوالى أربعين عاماً تعيد إسرائيل حساباتها.. وتتنصل من عملية السلام.. وتغلق ملف الجولان.. وتستعيد الفكرة الصهيونية التوسعية.. وتتصرف فى القدس على انها العاصمة الأبدية لإسرائيل.. وتعمل على هدم الأقصى

والصخرة.. كما تعمل  على عزل كنيسة القيامة.
الحاكم الإسرائيلى يتصرف فى القدس كما يتصرف الملك فى ملكه.. ولا يخشى أحداً.. حتى الولايات المتحدة الأمريكية التى تتجه إليها أفئدة العرب.. لا يخشاها الوغد الإسرائيلى.. ولا يعيرها اهتماماً.. لأنه يعرف نهاية الحسبة.. وهى أن أمريكا لن تفعل شيئاً يغضب ربيبتها وحبيبتها وقرة عينها.. وستعمل كل جهدها لمنع الانفجار وتعطيل ثورة الحجارة.. والعمل على تهدئة الموقف حتى لا تتعطل عملية السلام.. أعنى حتى لا تتعطل عملية بناء المستوطنات اليهودية.. وتصبح القدس يهودية سكاناً ووطناً وديناً.. ويصير أعرابها لاجئين يتلقون المعونات الانسانية من أصحاب القلوب الرحيمة!!
أين الإخوة العرب من هذه الجريمة التى تتم فصولاً؟!.. ان القدس بما تحمله من خصائص دينية وتاريخية.. ليست ملكاً للفلسطينيين وحدهم. ولكنها ملك للعرب وغير العرب.. مسلمين ومسيحيين.. ومن العار أن يقفوا  متفرجين فى انتظار ما يجود به «البيت الأبيض» من كلمات معسولة تعمل على تخديرهم الى أن يفرغ الاسرائيليون من تهويد القدس.
أتذكرون الوعد الذى أخذه الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» على نفسه فى بداية حكمه عام 2009.. عندما وعد بإقامة دولة فلسطينية خلال عامين«!!».. ومرت 6 سنوات ومازال حلم إقامة الدولة الفلسطينية بعيد المنال.. بل ان إسرائيل قامت ببناء المزيد من المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المحتلة.. وهدمت عشرات الآلاف من البيوت فى غزة.. وقتلت الآلاف.. و مازالت تمارس الإرهاب داخل الأراضى الفلسطينية.. بل ان المسجد الأقصى يتعرض الآن لأخطار جسيمة.. فهو على وشك الانهيار بسبب عمليات الحفر أسفله.
ألا يشعر المسلمون بالغيرة على أولى القبلتين.. وثالث الحرمين.. ومعه قبة الصخرة.. أن يصبحا أثراً بعد عين ليقام عليها هيكل إسرائيل الكبرى!!
ألا يشعر المسيحيون بالغيرة على كنيسة القيامة.. مهد السيد المسيح.. ومهوى القلوب.. ومقصد الحجيج.
وإلى متى يظل العرب فى غيبوبتهم غافلين.. أما آن لأصحاب الكهف أن يهبوا من رقادهم ليدافعوا عن مقدساتهم الدينية؟!.. أم أنهم ينتظرون نجدة من السماء ترسل  على أعدائهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل؟!.. إن السماء لا تساعد الكسالى.. ولا تقف الى جانب التنابلة.. ولكنها تساعد الرجال الذين يستهينون بالموت من أجل حياة كريمة.. وعزيزة.. وشريفة.. وصدق الله العظيم إذ يقول: «ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوى عزيز». صدق الله العظيم