رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفساد في «عزبة الإسعاف».. هيئة الإسعاف سابق




« شلة الوزير تفرغت للصراع علي المناصب القيادية..
وأطاحت بأصحاب الخبرة والكفاءات!!»

كدت أتقيأ عندما فحصت عشرات المستندات التي وصلتني.. والتي تكشف عن حجم الفساد المخيف الذي ضرب هيئة الإسعاف التابعة لوزارة الصحة.. شلة من الفاسدين والأفاقين والمنتفعين الذين  كونوا شبكة مصالح داخل هيئة الإسعاف لتوزيع المناصب القيادية علي أنفسهم وأصدقائهم.. وكانت النتيجة إبعاد قيادات تتمتع بكفاءات وخبرات عالية.. تعيين أصحاب مؤهلات لا تمت بصلة للطب والإسعاف.. سوء الإدارة.. اشتعال الصراعات الداخلية.. إهدار المال العام.. نهب أموال المكافآت والبدلات وحصرها علي أعضاء الشبكة.
شلة من الفاسدين تعد علي أصابع اليدين.. سيطرت علي هيئة  الاسعاف.. وقبلها سيطرت علي وزير الصحة نفسه الدكتور عادل العدوي.. الذي يصفه العاملون بوزارة الصحة بضعيف الشخصية.. والفاشل إدارياً.
لقد فشل وزير الصحة د.عادل العدوي في تطوير المستشفيات المتهالكة.. بل فشل في تحسين الخدمة الطبية بها..  وشهد مرفق الإسعاف في عهده تدهوراً كبيراً.. وكانت مصر كلها تنتظر إقالة هذا الوزير في التعديل الوزارى الأخير.. لكن ما أنقذه هو الإعلان عن انتاج وطرح عقار «السوفالدي» لعلاج مرضي فيروس «سى».. ورغم أن هذا إنجاز كبير يحسب له ونشكره عليه.. إلا أن هذا لا يعفيه من المحاسبة علي تفشي الفساد في وزارته بصورة يعجز القلم عن وصفها.
هنا أتحدث عن عزبة الإسعاف.. هيئة الإسعاف المصرية سابقاً.. تلك الهيئة التي  شهدت ثورة تطويرية  كبيرة.. بعد عقد صفقة لشراء سيارات إسعاف متطورة بلغت قيمتها 2 مليار جنيه.. وهو رقم ضخم.. وخلال  السنوات العشر الماضية استطاعت الهيئة أن تربي كوادر هائلة من الأطباء والمسعفين والعاملين المؤهلين لإدارة مرفق هام وحيوي.. وتحسنت صورة الاسعاف المصرية عن ذي قبل أمام الرأي العام.. لكن ما حدث أن الدكتور عادل العدوي وزير الصحة لضعف درايته بالإدارة.. ولسوء اختياره ودعمه لرئيس هيئة الإسعاف الحالي الدكتور أحمد الأنصاري الذي يفتقد إلي الخبرة والكفاءة لهذا المنصب الكبير.. سيطرت شلة من الأطباء علي المرفق وحولته إلي عزبة.. بدأت بتصفية القيادات القديمة والكوادر المؤهلة.. ليحل محلهم أصحاب المصالح الخاصة ومحترفو السلب والنهب.. وكانت النتيجة ما نشاهده الآن من تخاذل سيارات الإسعاف  وفشلها في الوصول الي البلاغات إلا بعد فوات الأوان.. وهو ما حدث ـ علي سبيل المثال ـ في حادث أتوبيس الرحلات الذي صدمه قطار الإسماعيلية بمدينة الشروق  يوم الجمعة الماضية.. والذي  راح ضحيته 9 مواطنين و25 مصاباً بينهم أطفال!!
الحادث المفجع كشف عن حالة الفوضي والإهمال والتراخي والتسيب التي سادت هيئة الاسعاف.. لقد تأخرت الاسعاف عن الوصول الي موقع الحادث لأكثر من ساعة.. وتسبب ذلك في عدم أنقاذ أرواح مصريين.. ورغم ذلك لم يحاسب أحد!!
وأذكر هنا واقعة حدثت يوم 5 نوفمبر 2014 ولم تنشرها الصحف.. ففي صباح هذا اليوم و في تمام الساعة الثامنة صباحاً وأمام قصر الاتحادية وقع تصادم سيارة لأحد المواطنين.. وتصادف دخول موكب الرئيس السيسي  إلي  قصر الاتحادية فعلم بالحادث.. أمر الحرس الجمهوري بسرعة الاتصال بالاسعاف لانقاذ المصاب.. ولم تصل الاسعاف إلا بعد نصف ساعة كاملة رغم محاولات الاتصال من قبل الحرس الجمهوري عشرات المرات.. وقتها وبعد أن علم الوزير بفضيحة تأخر وصول سيارة الاسعاف إلي قصر الاتحادية أراد أن يجري تحقيقاً صورياً لتلفيق التهمة إلي صغار الموظفين.. وهو ما حدث بالفعل حيث تم مجازاتهم بالخصم.. ثم تم رفع هذا الجزاء فيما بعد.. ولم يحاسب وزير الصحة المسئول الفعلي عن هذا الاهمال والتسيب وهو رئيس هيئة الإسعاف ورئيس قطاع التشغيل والعمليات.. وهما من رجاله»!!».
عزبة الإسعاف.. هيئة الإسعاف سابقاً.. أصابها فوضي الدرجات الوظيفية.. وتحول الهيكل الوظيفي ـ بفعل فاعل ـ إلي هيكل مطاط.. حيث يتم استحداث الدرجات الوظيفية بالتفصيل.. استحداث وظائف  رؤساء قطاعات لكي يتم تسكين أشخاص بأعينهم مقابل أجور خيالية.. رغم تورط بعضهم في مخالفات مالية وإدارية.. وهي معلومات يملك المسئول عن جهاز الرقابة الإدارية مستندات عنها.. ولم يتدخل.. ولم يرفعها للتحقيق فيها.. مما زاد من حجم الصراع داخل هيئة الاسعاف.. لم يعد أحد يسعي للنهوض بالمرفق الحيوي.. الكل منشغل بالحصول علي المناصب..

والمكافآت.. والبدلات.. والفوز بمنحة للسفر إلي الولايات المتحدة الأمريكية.. لذا سادت الفوضي كل شيء.. فوضي في الإدارة.. فوضي  في الأداء.. فوضي في الإشراف.. هروب جماعي من تحمل المسئولية!!
حتي الأطباء والإداريون الذين تورطوا في مخالفات مالية  وإدارية.. تم ترقيتهم وتقلدهم مناصب عليا رغماً عن أنف الوزير.. ورغماً عن أنف الرقابة الإدارية.. هذا النفوذ.. وهذه القوة التي تتمتع بها «الشلة» جعلتهم يتصرفون في «عزبة الإسعاف» كيفما يشاءون.. فصنعوا لأنفسهم ما يسمي بـ «الحسابات السرية» لكي يغرفوا منها آلاف الجنيهات تحت بند المكافآت والبدلات.. هذه الأموال لا تصرف عن طريق الخزينة كما هو متبع.. ولكن عن طريق المسئول عن الحسابات السرية للشلة.. والغريب أن هذا المسئول مستبعد عن العمل بقرار رسمي من رئيس الهيئة  ورئيس الإدارة المركزية.. لكنه يمارس عمله من الباطن!!
أيضاً من صور إهدار المال العام في عزبة الإسعاف.. أن الهيئة تعاقدت  مع شركة أكسيد  للاتصالات بالقرية الذكية بملايين الجنيهات سنوياً.. نظير تلقي المكالمات التليفونية الواردة إلي الأسعاف.. علي أن تقوم شركة الاتصالات بفلترة تلك المكالمات من المعاكسات والبلاغات الكاذبة.. ورغم دفع هذه الملايين سنوياً إلا أن الشركة فشلت في هذه المهمة.. ومازال العاملون في الاسعاف يعانون أشد معاناة من المعاكسات والبلاغات الوهمية.. المهم أن  بعض القيادات بهيئة الإسعاف يحصلون علي دعوات للسفر إلي الخارج للنزهة علي نفقة  شركة الاتصالات «!!».
ولأننا أصبحنا في زمن يلعب فيه الشو الإعلامي دوراً مهماً.. فقد استحدثت هيئة الإسعاف إدارة جديدة.. أطلقوا عليها «الأسعاف النهري» أنفقوا عليها عشرات الملايين من الجنيهات لشراء قوارب ولانشات وبناء مراس للإسعاف النهري وتطوير مراس أخري.. وفي أكثر من محافظة.. وتم تعيين مدير لها يتجاوز أجره العشرين ألف جنيه بخلاف المكافآت والبدلات.. رغم أن علاقة هذا المدير بالإدارة «صفر».. وخبرته بالعمل الإسعافي «صفر».. في حين أن أقرانه من الأطباء والأكفاء منه والأكثر خبرة يتقاضون رواتب لا تتجاوز ألفى جنيه فقط.. الغريب أن عدد طلعات أو خدمات الإسعاف النهري المزعوم.. لم تتجاوز أصابع اليد  الواحدة علي مدي ثلاث سنوات كاملة!!
أيضاً.. من أجل الشو الإعلامي..  استحدثت هيئة الإسعاف ما يسمي «الاسعاف الطائر».. وتم تعيين أحد أعضاء شلة الوزير.. مديراً عاماً للاسعاف الطائر.. غير الوجود فعلياً.. حاجة وهم كده.. هذه الوظيفة يحصل صاحبها علي مبلغ مالي كبير.. وتبين أن هذا المدير أو هذا الشخص هو في نفس الوقت رئيس قطاع مكتب وزير الصحة»!!».
المال السايب يعلم السرقة فعلاً.. والأجهزة الرقابية التي لا تحمي أموال الشعب لا تستحق  البقاء.. والحكومة التي تتستر علي الفساد لا تستحق الحياة.
إن وزارة الصحة في حاجة إلي وزير بحجم وقوة  وصرامة وحسم الدكتور إسماعيل سلام.. متعه الله بالصحة.