عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حاشية الرئيس.. وفساد الإدارة

عندما اختار المصريون المشير عبدالفتاح السيسى لرئاسة مصر.. اختاروا رئيساً يمثل كل المصريين.. وليس رئيساً يمثل فصيلاً معيناً أو حزباً بعينه.. فقد عانت مصر قبل «السيسى» بسبب رئيس جاء ليمثل عشيرته فقط «الإخوان المسلمون».. وكانت مصر وقتها تشتعل ناراً.. أحتقان سياسى.. غضب شعبى.. اضطرابات مستمرة.. البلد كله كان ذاهباً إلى الجحيم.

لذا كان اختيار «السيسى» رمزاً وطنياً للمؤسسة العسكرية.. اختياراً شعبياً خالصاً لوجه الله والوطن.. وواجباً حتمياً فى ظروف مصيرية نكون فيها أو لا نكون.
وحظى الرئيس السيسى بشعبية جارفة.. وتأييد معظم القوى السياسية له، إن لم يكن كلها.. وهو تأييد لم يحظ به قبله سوى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
ووقف الشعب المصرى ومعه كل القوى السياسية يساندون الرئيس السيسى فى مواجهة الإرهاب الأسود.. لم يخذله أحد.. وصبر الشعب المصرى ومازال يصبر أمام الارتفاع الجنونى للأسعار انتظاراً لتحسن الأوضاع.. وصبر ومازال يصبر ملايين العاطلين من الشباب انتظاراً لخلق فرص عمل جديدة تعينهم على الحياة بكرامة.. وصبر الفقراء ومازلوا يصبرون انتظاراً لتحسن الاقتصاد حتى تلتفت لهم الدولة وتعوضهم عن سنوات الفقر والجوع والمرض.. وأن تحقق لهم مبدأ «العدالة الاجتماعية».. الجميع يدرك أنه يجب أن نثق بالرئيس الذى اخترناه بكامل إرادتنا.. وأن نمنحه الفرصة ليعمل من أجل إحداث نهضة اقتصادية.. ونهضة سياسية.. ونهضة اجتماعية..
وهذا أمر خطير وخطير جداً ويصب فى غير صالح الرئيس.. بل ويثير الغضب ضده ويخصم من رصيده وهذا ما لا نتمناه للرئيس.. لأن هناك حقيقة لابد من ذكرها.. وهى أن كل إنجاز سوف يتحقق على أرض الواقع سينسب إلي الرئيس.. وكل فشل أو تجاوز يتحمل وزره هو وحده.. مهما ورد فى الدستور من تحديد لسلطاته.
لقد كتبت هنا.. وفى هذه المساحة منذ حوالى ثلاثة أشهر أقول: إننى أثق بالرئيس السيسى.. وفى وطنيته.. لكن لا أثق فيمن هم حول الرئيس.. فقد كانت بعض التصرفات والإجراءات والقرارات التى نصدر عن الحكومة وتتنافى مع بعض ما يطالب به الرئيس وينادى به.. بل نجدها عكس ما يطالب الرئيس بتنفيذه.. واليوم يحدث نفس الشيء.. فبماذا نفسر أن يعلن «السيسى» مواجهة الفساد.. ثم نجد الفساد يزداد شراسة.. وبماذا نفسر أنه ينادى بمحاربة الفقر.. ثم نجد الفقراء يزدادون فقراً وبماذا نفسر أن الرئيس السيسى يعلن أمام رجال الأحزاب والقوى السياسية، أنهم جميعاً أمامه سواء.. بل يحظون جميعاً بنفس الاحترام والتقدير.. وأنه على مسافة واحدة من الجميع.. ثم نفاجأ بمن يخرج علينا ويدعى أنه يحظى بدعم رئاسى وأنهم يمثلون الظهير السياسى للرئيس فى البرلمان القادم..

وبماذا تفسر أن الرئيس يعلن أننا حريصون على دماء المصريين ثم نفاجأ بسقوط 22 قتيلاً دفعة واحدة لنعيد إلى الذاكرة مذبحة بورسعيد الكروية.
إننى أرى أن هناك أزمة.. هذه الأزمة تكمن فيمن هم حول الرئيس.. الحاشية.. الفريق الذى يعاونه.. فهم ليسوا أنبياء.. أو معصومين من الخطأ.. وإنما هم مثل غيرهم يصيبون ويخطئون.. لذلك على الرئيس السيسى أن يعيد النظر فى معاونيه.. وأن يستعين بمن هم أكثر دراية بالسياسة وبمن هم أكثر خبرة وقدرة على توجيه النصيحة.. والرأى الصائب.. فهذا ليس عيباً.. ففى الدول الديمقراطية كثيراً ما يلجأ الحاكم هناك إلى التخلص من بعض مستشاريه ومعاونيه وكبار المسئولين حوله إذا ثبت وقوع أخطاء جسيمة تضر بالصالح العام، حتى لو كانوا من أقرب الناس إلى قلبه.
ثم إنه بعد كل هذا التأييد الذى يحظى به السيسى، سواء من قبل الشعب المصرى.. أو القوى السياسية باختلاف انتماءاتها الحزبية .. هل يحتاج الرئيس إلى تفويض جديد لمواجهة الفساد.. وتطهير الإدارة من التنابلة وعبد الروتين.. إننى مازلت أصر على أن أزمة مصر الحقيقية هى فى الإدارة والتنمية البشرية.. والرئيس يحتاج إلى خبراء متخصصين من هذا النوع، وأذكر هنا أن الرئيس الأمريكى الأسبق بل كلينتون هو الرئيس الأمريكى الوحيد الذى استطاع أن يحقق قفزة هائلة فى الاقتصاد الأمريكى.. أتعرفون لماذا؟.. لأنه أحدث ثورة كبيرة فى الإدارة داخل الجهاز الحكومى فى الشركات والمصانع والإدارات المختلفة واستطاع أن يحقق فائضاً مالياً كبيراً لبلاده.. ونحن أحوج البلاد إلى إعلان الحرب ضد فساد الإدارة فى مصانعنا وشركاتنا وإداراتنا المحلية التى مازالت ترتع فى الفساد.
والرئيس السيسى مطالب بأن يعيد النظر فى حاشيته.. فإذا صلحت الحاشية صلح الحاكم.