عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«سيد قطب».. زعيم الشر ومفتى الخراب




جريمة حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة علي يد حفنة من تنظيم كلاب النار المسمى «داعش» لم تهز مشاعر الشعب الأردنى وحده.. ولا مشاعر الشعب المصرى وحده.. لكنها هزت مشاعر كل الإنسانية فى العالم.. هذه الجريمة الوحشية البربرية الدنيئة أكدت غباوة هؤلاء المتنطعين الجهلة الذين يقدمون للعالم كل يوم نموذجًا لذلك الدين «المرعب» ذى المخالب والأنياب التي تقطر دمًا.. مؤكدين دعاوى مستشرقى الغرب بأنه دين انتشر فقط بحد السيف.. رافعين شعارات التعصب والكراهية والتكفير.. هؤلاء يقولون إن دينهم الاسلام.. وعنه يدافعون باسم الانتصاف له.. والانتصار على اعدائه.. يقتلون الناس.. يفجرون الشوارع.. يسفكون الدماء.. يذبحون ويحرقون.. يغتصبون النساء.. يهجرون الناس من قراهم وبيوتهم.. يفسدون فى الأرض.

هذا الاسلام لم يعد هو الدين المعتمد لدى هؤلاء المهووسين المرضى من أتباع القاعدة.. وفلول طالبان.. وكل تنظيمات الإرهاب الأصولى المولود من رحم حمل مختلط بأفكار محمد بن عبدالوهاب، وأبوالأعلى المودودى، وحسن البنا، وسيد قطب فى طبق «سلاطة» فكرية مذهبية نازية رهيبة.. لذا فقط اندفعوا للولوغ فى دماء البشر باسم الدين.. دينهم هم.. هم فقط.
أتذكرون ذات يوم.. منذ حوالى عامين ونصف العام تقريبًا.. عندما وقف أحد قيادات جماعة الإخوان.. المختل عقليًا صبحى صالح.. وقال: «اللهم أمتنى على الإخوان».. وكأن الإخوان «ديانة جديدة».. نعم هى ديانة جديدة يعتنقها «الإخوان» ومن اتبع ملتهم من التنظيمات التكفيرية الإرهابية أمثال.. التكفير والهجرة، والجهاد، والقاعدة، وأنصار بيت المقدس، وداعش.. وكلها تنظيمات عاشت لتسفك الدماء.. لا أن تدعو إلى ربك بالحسنى.. نعم الإخوان دين جديد يختلف عن الاسلام.. ويختلف عن دعوة النبى العظيم محمد بن عبدالله.
ما حدث فى سيناء الأسبوع الماضى من جريمة لقتل جنودنا.. وما يحدث من تفجيرات الآن فى شوارعنا علي أيدى الإخوان المجرمين جعلنى أبحث فى أوراقى عن عشرات الوثائق وملفات التحقيقات التي أجريت مع أعضاء التنظيم السرى للإخوان المقبوض عليهم خلال أعوام 1954، 1957، 1965.. وهى التحقيقات التي تكشف حقيقة هذا التنظيم الإرهابى.. وماذا يضمر لمصر وشعبها منذ سنوات طويلة.. وهو نسخة كربون مما يحدث الآن في مصر من جرائم.
فى يناير 1954 دخل «سيد قطب» الزعيم الروحى للإخوان السجن لأول مرة.. ثم أفرج عنه فى مارس من نفس العام.. شهران فى السجن.. مدة قصيرة.. لكنها كانت بالنسبة له طويلة.. قاسية.. مؤلمة.. مريرة.. بلا نهاية.. حياته داخل السجن بدت له غير آدمية.. إهانة لكرامته كأديب وفنان ومبدع ومثقف.. بتلك الأحاسيس أمسك قلمه.. وراح يفسر ويقول رأيه فى المجتمع الذى اعتقله.. أو الذى سمح باعتقاله.. أو الذى لم يغضب أو يتمرد لاعتقاله (!!).. فكان كتابه القنبلة «معالم فى الطريق».. هذا الكتاب التكفيرى التحريضى الانقلابى الذى تحول إلى منهاج عمل للإخوان المسلمين.. وكل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التى انشقت عنهم وسبق الاشارة إليها فى بداية المقال.. بل تحول الكتاب إلى خنجر فى ظهر الاسلام والأمة الاسلامية كلها.
ولابد أن نسجل هنا.. أن الأفكار الأساسية فى هذا الكتاب مأخوذة من كتاب للمفكر الباكستانى «أبوالأعلى المودودى».. وقد وصف سيد قطب بعد صدور كتابه «معالم فى الطريق» بأنه انسان مسرف فى التشاؤم.. وينظر إلي الدنيا بمنظار أسود.. ويصورها للناس كما يراها هو.. أو أسود مما يراها.
وللحقيقة.. أن بعض قيادات الإخوان ـ وقتها ـ انزعجوا مما انتهت إليه أفكار «سيد قطب» من تكفير وتحريض واستفزاز.. ووصفوها بأنها فتنة.. ستؤدى إلى هلاك الإخوان.. بينما تحمس عدد كبير من شباب الإخوان لهذه الأفكار للانتقام والثأر من السلطة والمجتمع معًا بعد أن تعرض عدد من أفراد التنظيم السرى للاعتقال والتعذيب.. وراح عدد من هؤلاء الشباب المؤمنين بأكفار سيد قطب يبرز ـ لأول مرة ـ خناجر التكفير.. وأصبح هؤلاء أعلى صوتًا، وأسرع تكفيرًا.. وأكثر رغبة فى العنف والصدام والقتل والمواجهة.
فى قضية الإخوان عام 1965 اعترف عبدالفتاح إسماعيل أحد الأعضاء الذين ساهموا فى احياء التنظيم السرى.. قال: إن أفكار «سيد قطب» أدت إلى تحولات كبيرة للتنظيم.. وكان أن سأله المحقق:
س: كيف يتسنى الوصول لهدفكم النهائى فيما اتفقتم عليه؟
جـ ـ الهدف مكانش محدد له مدة، وكان المهم أن نسير علي الطريق، ونبدأ بإعداد الأمة الاسلامية ولما تتكامل قوتها يبقى ممكن نعمل انقلاب لقلب نظام الحكم، وتنصيب حكومة من أمتنا المسلمة.
س ـ مفهوم هذا القول، أن الاتفاق كان على قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير دستور الدولة وشكلها الحالى؟
جـ ـ أيوه الهدف النهائى إننا نقلب نظام الحكم القائم بالقوة.
س ـ وهل هذا يتفق مع ما كانت عليه دعوة الإخوان المسلمين قبل الحل؟
جـ ـ لا.. وده تغيير فى

المفاهيم.. وبالنظر إلى حظر نظام الإخوان، فإنه لا يمكن فى رأينا الوصول للحكم إلا بطريقة سرية نكبر بها أنفسنا حتى يمكن أن نتولى مقاليد الأمور فى يوم من الأيام، وذلك بطريق قلب نظام الحكم بالقوة.
وقال عضو التنظيم «عباس حسن السيسى» فى التحقيقات بنفس القضية: تنظيم الإخوان عمومًا يسعى إلى الاعداد المادى، ويكون بتربية أجسامهم بالرياضة، ويشمل أيضًا التدريب علي السلاح، وطبعًا بنجمع اشتراكات للصرف علي التنظيم (!!).
التنظيم السرى للإخوان كان يسعى إلي العنف والاغتيالات منذ نشأته.. وظل يسعى إلى التدريب علي السلاح وإقامة معسكرات خاصة لذلك فى بلطيم.. وكان يسعى للحصول علي السلاح من خارج البلاد عن طريق ليبيا والسودان، وبتمويل من الإخوان الهاربين فى الخارج، ومن داخل البلاد أيضًا.. كما كان هناك شباب عبقرى من الإخوان يجيد تصنيع المتفجرات وقنابل المولوتوف.. لكن سيد قطب كان يرى أن ذلك العنف المطلوب ليس أوانه.. وأن المجموعات الفدائية التي تتكون، لاتتحرك إلا لرد الاعتداء على الجماعة.. ووفقًا لهذا جاء قيادات الإخوان بقائمة اقتراحات لـ«سيد قطب» تتناول الأعمال التى يمكن أن يقوموا بها لشل الجهاز الحكومى عن مطاردة الإخوان فى حالة إذا ما وقع الاعتداء عليهم.
وهذه الأعمال هى الرد فور وقوع اعتقالات لاعضاء التنظيم، بإزالة رؤوس فى مقدمتها رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر، ومدير المخابرات، ومدير البوليس الحربى.. ثم نسف لبعض المنشآت التى تشل حركة المواصلات فى القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها.. وفى خارجها كمحطة الكهرباء والكبارى.. وقد استبعدت فيما بعد الكبارى (!!).
والهدف.. كما اعترف القيادى الإخوانى «على عشماوى» فى التحقيقات.. هو انهيار النظام القائم فى البلاد.
لم يكتف الإخوان بتكفير النظام.. وتكفير الحاكم والخروج عليه.. وإنما أمنوا بجواز قتله.. وجواز الاستيلاء علي أموال الدولة، ومحاربة سلطاتها واعتبار الخدمة فى قواتها المسلحة مكروها يجب تفاديه.. بل هى أيضًا نوع من الكفر.. لأن الطاعة ليست واجبة إلا لإمام الجماعة.. بل إن المسلمين عندهم ـ كما زعم سيد قطب ـ ارتدوا عن الاسلام.. لأنهم ينطقون بشهادة لا يعرفون معناها، ولا يعملون بمضمونها.. ومهما صلوا وصاموا وحجوا وزعموا أنهم مسلمون، فلن يغير ذلك من كفرهم شيئًا.. وأن المجتمعات المعاصرة عندهم ـ كما يدعو سيد قطب أيضًا ـ هى مجتمعات جاهلية كافرة.. ومن ثم من لم يكفر الكافر فهو كافر.. ومن يخرج عن الجماعة يستباح دمه وماله.. وان المساجد القائمة هى «معابد للجاهلية» لأن الذين يصلون فيها ارتدوا عن الاسلام.. والصلاة معهم شهادة لهم بالإيمان مع أنهم كفرة.. وتحت شعار «تحطيم المجتمع الجاهلى» كما يدعو سيد قطب.. تتحول هذه الافكار إلي عنف وصدام وقتل وترويع ودماء.. مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى جيوشه المتجهة للحرب فى الشام قائلاً: «لا تقتلوا امرأة ولا صبيًا ولا كبيرًا هرمًا، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تخربوا عامرًا، ولا تعقروا نخلاً أو تحرقوه»
فأين الإخوان المجرمون من كل هذا؟! وأين «داعش» مما ارتكبت ايديها من خراب ودمار وسفك الدماء والحرق؟!