رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل يتدخل الرئيس السيسي لحسم هذه القضية؟

«إذا لم تمنحوا العربان تراخيص السلاح.. فإلى من تمنحوها؟»

ليس كل البدو أو العربان من المجرمين قُطَّاع الطرق، أو تجار المخدرات، أو محترفي عمليات التهريب.. غالبية البدو والعربان شرفاء.. وطنيون.. مخلصون لهذا الوطن.. منهم القضاة والأطباء وضباط الجيش والشرطة والمهندسون وغيرهم ممن ينتسبون إلى مهن عظيمة.. حتي من يمتهنون مهناً صغيرة وبسيطة.. فهم - أيضاً - وطنيون لا يملك أحد أن يتهمهم بالخيانة أو العمالة.. الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه اجتمع أكثر من مرة مع ممثلي العربان والبدو - القبائل العربية - وأعرب لهم عن اعتزازه وتقديره لدورهم العظيم في مشاركة الأجهزة الأمنية - الجيش والشرطة - لحماية حدود مصر من عمليات تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمخدرات.. رغم ذلك.. مازالت الدولة تتعامل مع البدوي والعربان على أنهم فصيل غير مرغوب فيه.. مشكوك في وطنيته.. مشكوك في ولائه لمصر!!
مثلاً.. ترفض الدولة ترخيص الأسلحة للبدو والعربان.. في الوقت نفسه تطلب منهم التعاون معها لمواجهة عمليات تسلل الإرهابيين عبر الحدود وحراسة خطوط البترول والغاز وأبراج الكهرباء من عمليات التخريب التي يقوم بها الإرهابيون.
كيف للبدو والعربان أن يقوموا بالحراسة والتأمين وسط هذه الصحراء الشاسعة مترامية الأطراف دون أن يكون بحوزتهم أسلحة تمكنهم من أداء واجبهم وحماية أنفسهم.. صحيح أن غالبية - إن لم يكن كل العربان والبدو - يمتلكون أسلحة.. وأن الدولة بكل أجهزتها الأمنية تعلم ذلك علم اليقين.. بل إن هذه الأجهزة كثيراً ما تستعين بالعربان والبدو لإرشادهم أثناء الدخول في مناطق جبلية وعرة..
وتطلب منهم أن يصطحبوا أسلحتهم الرشاشة معهم.. وهى بالطبع أسلحة غير مرخصة.. إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تصدر الدولة قراراً بمنح البدو والعربان تراخيص لهذه الأسلحة.. خاصة لمن يتولون عمليات الحراسة والتأمين.. وإلا كيف سيواجهون الإرهابيين عندما يفجرون أنابيب البترول أو الغاز أو أبراج الكهرباء؟!.. وكيف سيواجهون عصابات تهريب الأسلحة والمخدرات عبر حدود مصر المتسعة؟!
الشيخ سليم إبراهيم أحد مشايخ عرب الصف.. وهو صديق قديم.. روى لي جانباً من المشكلة.. أضعه أمام كبار المسئولين في الدولة.. قال: العربان هم أبناء القبائل العربية.. ينتمي اليهم المشير عبدالحليم أبوغزالة.. والفريق صفي الدين أبوشناف.. واللواء فاروق المقرحي وغيرهم من الشخصيات التي يفخر بها الوطن.. وقبيلة العامرين التي أنتمي إليها، نفوذها يمتد من مدينة الصف بالجيزة إلى العين السخنة بالسويس.. وهي منطقة نقوم بحراستها وتأمينها من أي دخيل أو غريب.. إضافة إلى أن قبيلتنا تقوم بحراسة وتأمين خط البترول التبين - بني سويف بطول 196 كيلو متراً.. وخط الغاز بطول 60 كيلومتراً.. وأبراج الكهرباء بطول 40 كيلومتراً بعقود موقعة بيننا وبين شركات البترول والغاز والكهرباء.. ونحن نجوب الصحراء ليل نهار.. في حر الصيف وبرد الشتاء.. وبالطبع لدينا أسلحة لكنها غير مرخصة.. وقد طالبنا مراراً إن تمنحنا الدولة تراخيص لهذه الأسلحة لكنهم رفضوا.. لم يستجيبوا لنا.. كيف إذن نقوم بحراسة خطوط البترول والغاز والكهرباء.. هل نحرسها بالنبابيت في الوقت الذي يحمل فيها الإرهابيون والمهربون أسلحة حديثة ومتطورة.. كيف؟!!
يقول الشيخ سليم، شيخ مشايخ عرب الصف، كلاماً خطيراً ومهماً: عندما اندلعت ثورة 25 يناير 2011، طلب مني رئيس مجلس مدينة الصف ويدعى طه دياب أن أقوم أنا وقبيلتي بحراسة المنشآت العامة في مدينة الصف.. وقمنا بالفعل وبالأسلحة التي في

حوزتنا بحراسة البنوك ومحطة الكهرباء والكنائس ومطحن الدقيق.. ولم يتمكن أحد من الاقتراب منها.. ويوم انسحاب الشرطة وهو يوم 28 يناير طلب مني أحد ضباط مباحث أمن الدولة بالمركز أن آتي إليه.. وهناك أبلغني إن الإخوان سوف يسرقون محتويات المقر وربما يشعلون النار فيه.. سلمني الملفات وأجهزة الكمبيوتر وبعض الأشياء المهمة.. نقلتها بالسيارات إلى منزلي واحتفظت بها لمدة شهرين.. وعندما هدأت الأمور قاموا باستردادها مرة أخرى.
وفي عام 2011 ألقيت القبض على عصابة مكونة من 7 أفراد كانوا يسرقون البترول بعد أن ثقبوا خط الأنابيب.. وسلمت أفراد العصابة إلى هاني الحسيني، معاون مباحث الصف في ذلك الوقت، ورشدي همام، مفتش المباحث.. وجاء مندوب عن الجيش ووجه لي الشكر أنا وقبيلتي.. ومنذ أشهر نجحت أنا وأفراد القبيلة في إلقاء القبض على أحد الارهابيين أثناء قيامه بتفجير أحد أبراج الكهرباء.. وسلمناه إلى عمرو عبدالعزيز ضابط مباحث الصف، ومحمود شوقي مأمور القسم.. وتبين أن هذا الارهابي سبق له أن دمر 6 أبراج كهرباء قبل القبض عليه.
الشيخ سليم قال: إذا حملنا السلاح نتعرض للمحاكمة.. وإذا لم نحمل السلاح فلن نستطيع حماية خطوط البترول والغاز والكهرباء.. لأننا نواجه ارهابيين وعصابات مسلحة.. وإذا لم نواجههم فقد نتهم بالتواطؤ معهم.. أو الإهمال في أداء عملنا.. في النهاية نصبح نحن المتهمين.. وهذا سيؤدي الى هروب العربان إلى الصحراء واخلاء مسئوليتهم عن حراسة تلك المنشآت أو تحمل المسئولية.. لذا نناشد الرئيس السيسي الذي يكن كل الإحترام وتقدير لدور القبائل العربية في حماية الحدود والمنشآت، أن يتدخل لاصدار قرار يسمح بترخيص السلاح للقبائل العربية، خاصة لمن يتولون عمليات الحراسة والتأمين.. كما نطالب الدولة بحسن معاملة أفراد القبائل في المناطق الخاصة بكل قبيلة.. لأن دورنا لا يقل أهمية عن دور الأجهزة الأمنية في حماية بلادنا، والذي نعتبره واجباً وطنياً.
إن كبار الضباط بمديرية أمن الجيزة ووزارة الداخلية يقدرون ويثمنون دور الشيخ سليم وقبيلته.. لكن بعض صغار الضباط والمخبرين في قسم شرطة الصف من محترفي البزنس وتخليص المصالح لا يعترفون بهذا الدور.. بل ويمارسون الإرهاب على الشيخ سليم وأفراد قبيلته، وعلى وزير الداخلية أن يحقق في الأمر.