رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"توت" والنوبة والاعلام فى امريكا

عندما وقف احد نواب مجلس الشعب منذ ايام يصرخ موجها حديثه للاعلام قائلا :ارفعوا ايديكم عن النوبة .والقى باللوم على اجهزة الاعلام التى صورت ان اهالى النوبة  يسعون للاستقلال عن مصر ويطالبون بدولة لهم مؤكدا ان اهالى النوبة يفخرون بمصريتهم

وان دعاوى الاعلام ماهى الا اوهام لا يعلمون عنها شيئا ,على الفور تذكرت ماسمعته عندما كنت فى اوائل عام 2009 فى بعثة لمدة شهر فى مدينة "اتلانتا" عاصمة ولاية جورجيا فى الولايات المتحدة الامريكية مرافقالمعرض الملك توت عنخ امون "او الكنج توت" كما يطلق عليه الامريكان .وطوال شهر كامل شاهدت خلاله كيف تحول مركز ويزفيوليت جونز اتلانتا سيفيك والتى يضم 149 اثرية للفرعون المصرى الصغير الى"كعبة"يفد اليها يوميا الاف من الامريكيين وجنسيات مختلفة رايت بعينى راسى الولع والشغف بالاثار المصرية والعشق الذى اوصل القائمين على المعرض بربط دعايتهم له باسم واحدة من اشهر المدن الامريكية التى احتضنت الدورة الاوليمبية اواخر القرن الماضى ولجوها الحار خلال اشهر الصيف اطلقواعليها "هوت لانتا" ولم يجدوا غضاضة فى ان يكون لها اسم مجازى اخرهو "توت لانتا" تكريما للفرعون المصرى الصغير الذى بهرهم باثاره العظيمة واستولى على عقولهم وافئدتهم التى وصلت الى درجة التقديس لاثار الكنج توت التى تم اكتشافها بواسطة العالم الاثرى هوارد كاتر عام 1922 .
حتى ان مركز ويزفوليت جونز  كان يستقبل يوميا الاف الزوار لاتسمع خلال جولاتهم الا همسا يقفون امام اثاره كانهم خشب مسنده .
وكم كنت اشعر بالفخر لمصريتى واثار اجدادى الفراعنة التى جعلت الامريكان وغيرهم يتسمرون فى اماكنهم اعجابا بما يرونه من اثار تدل على عظمة مصر وذلك الفرعون العظيم وهى بالطبع ليست الا جزء من اثار الملك توت عنخ امون ولكنها مجرد "عينات " وكم كنت اشعر بالخزى لما شاهدته من رقى وتحضر هذا الشعب فى التعامل مع الاثار مقارنة بما نفعله نحن باثارنا من تدمير وتخريب بداية من الحفر والسرقة والعصابات المنتشرة لذلك فى شتى انحاء مصر ووصولا الى كتابة الذكريات و"الشخبطة"على الجدران والتماثيل .
وفى هذا السياق لم ابتعد كثيرا عن العادات المصرية السيئة التى يحرص المصريون على ممارستها بانتظام دون كلل او ملل وهذا ماعبرت عنه الدهشة التى اعترت وجه "اربانا دولانى" مديرة المعرض وكلمات التعجب التى قالتها عندما استقبلتنى فى مطار اتلانتا وشاهدت صغر حجم حقيبتى التى اصطحبتها معى من القاهرة مؤكدة انها ولاول مرة منذ اربع سنوات تستقبل مصريين وتشاهد حقيبة بهذا الحجم الصغير,وزادت الدهشة عندما اخبرتها بتعودى على السفر داخل مصر واحدد احتياجاتى بدقة واستطردت قائلة ان اغلب المصريين الذين استقبلهم فى المطار كانوا يحملون على الاقل حقيبتين من الحجم الكبير كنا نلاقى صعوبة كبيرة فى حملها ولم تكن كلمات مديرة المعرض بعيدة عن الواقع او ما يمكن ان نطلق عليه مجازا "الفلكلور" المصرى فى السفر

ولعل اغربها ما قصه على البعض ان احد المصريين اصطحب معه كيسا مملوءا بالملوخية"الناشفة"وساورت الشكوك السلطات الامريكية من ان تكون مواد مخدرة "بانجو"فاعادته من حيث اتى وفى هذا السياق ايضا فقد اصاب الحزن زميلى الذى حضر ليتسلم العمل منى من قيام السلطات فى مطار نيويورك باعدام ما يقرب من 100 ليمونة احضرها من القاهرة وفى سفرى هذا كان لابد من تدوين ملاحظات عديدة اهمها انه ما ان تطا قدماك الاراضى الامريكية تشعر بان الانسان هو سيد الكائنات وتبادر الى ذهنى الاية الكريمة"ولقد كرمنا بنى ادم.. "رغم مايقال عن الاهانة بخلع الحذاء كاجراء وقائى فى عمليات التفتيش اثناء الخروج او الدخول الى المطارات الامريكية ولكنك لاتشعر تجاه هذا التفتيش باى غضاضة طالما انك ترى ان الجميع متساوون ولا توجد وساطة او "كوسة"فالامريكى يخلع نعليه مثل اى مواطن من اى جنسية اخرى .
وكان اغرب ماسمعته السؤال الذى وجهه احد الصحفيين الامريكيين للدكتور زاهى حواس الوزير السابق للاثار اثناء المؤتمر الصحفى الذ عقده على هامش زيارته لمدينة اتلانتا ومعرض اثار الملك توت عنخ امون والقاء محاضرة فى مسرح "فوكس"حضرها ما يقرب من خمسة الاف مواطن امريكى امتدت ما يقرب من ساعتين ونصف الساعة تبعها ثلاث ساعات اخرى قام خلالها بتوقيع الاوتوجرافات للامريكيين الذين اصطفوا فى طوابير طويلة من اجل الفوز بتوقيع الدكتور زاهى ..
المهم ان هذا الصحفى سال الدكتور زاهى حواس : ماذا فعلت مصر تجاه دولة النوبة واجابة وزير الاثار السابق ان النوبة ليست دولة ولكنها جزء هام من مصر وسرد على مسامعة تاثير النوبة فى الحضارة المصرية وما قدمته للتاريخ الفرعونى وان ما يسمعه من دعاوى اضطهاد ويتناقلها البعض فى امريكا ليس لها وجود على ارض الواقع وشعرت بالطبع بمدى تاثير الاقليات التى تبث سمومها ضد المصريين  التى صورت للبعض ان النوبة بمثابة "دارفور" فى مصر.
[email protected]