زيارة قنديل للغردقة كوكتيل من الفوضى
ما أشبه اليوم بالبارحة.. فلم يتغير شيء عما قبل الثورة، وكأننا نعيد نفس المشهد مرة أخري ولكن للأسف هذه المرة بشكل أسوأ.
تسببت إجراءات تأمين زيارة رئيس الوزراء إلي الغردقة وسوء التنظيم والعشوائية في إفساد الزيارة المهمة لرئيس الوزراء ووزيري السياحة والطيران إلي الغردقة.
حيث تحولت جولة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء إلي كوكتيل من الفوضي، بعد أن انتظرت المدينة الساحرة هذه الزيارة طويلاً لإنقاذ السياحة من أزمات عديدة، ودعماً لهذه الصناعة في محاولة لزيادة الاستثمارات السياحية.
وكان في انتظار الدكتور هشام قنديل منذ بداية الزيارة وقفتان احتجاجيتان، الأولي احتجاجاً علي سحب أراض من 40 شخصاً، وشاركهم الوقفة شباب 6 أبريل، والأخري احتجاجاً علي الضغوط التي يمارسها الإخوان المسلمين حول أزمة فندق شيراتون الغردقة المغلق بسبب المنازعات مع المستثمر، ومحاولة الإخوان إنهاء القضايا مع الشركة السعودية وتوقيع عقد التسوية في إطار اتجاه الحكومة للتصالح مع المستثمرين.
ولم تتسبب الاحتجاجات في إحراج قنديل ومرافقيه، خاصة أنه تعود علي تلك المواقف وأكمل الزيارة ولكن المحرج كان سوء تنظيم الجولة وعشوائيتها والمبالغة الشديدة في الإجراءات الأمنية التي تسببت في استياء الإعلاميين والصحفيين، خاصة بعد أن تم منعهم من مرافقه رئيس الوزراء ووزيري السياحة والطيران من جولتهم التفقدية داخل مطار الغردقة، ولم يقتصر الأمر علي المطار، ولكنه تم خداع الصحفيين لإبعادهم عن الجولة
وبات واضحاً أن خطف الجنود المصريين في سيناء قد ألقي بظلاله علي الجولة وجرت الجولة وسط حالة استثنائية من التأهب الأمني خوفاً من حدوث مفاجآت لا يحمد عقباها.
ولكن ذلك كان علي حساب المغزي من الزيارة نفسها وهو التأكيد للمستثمرين وبيوت السياحة العالمية أن الاستقرار الأمني يعود ولو تدريجياً إلي المقاصد السياحية ما يبشر بتعافي السياحة من جديد، وللأسف تسببت الهيستيريا الأمنية في وصول رسالة مضادة، خاصة بعد أن يطرح السؤال نفسه: كيف يأمن السائح علي نفسه في مكان احتاج فيه رئيس الوزراء إلي كل هذه الإجراءات الأمنية المكثفة؟