مشاركة ناجحة لوزيرة السياحة فى أول تواجد رسمى فى بورصة برلين
رسالة برلين - فاطمة عياد:
حالة من التفاؤل الشديد انتابت العاملين بصناعة السياحة سواء فى القطاع الحكومى أو الخاص خاصة خلال مشاركة الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط فى أهم وأكبر الأحداث السياحية على مستوى العالم وهى بورصة برلين الشهيرة، حيث عبر الجميع عن سعادتهم خلال المشاركة فى أيام المعرض والتى بدأت منذ يوم الأربعاء الماضى وحجم ما تحقق من اللقاءات على المستويات المهنية والرسمية والإعلامية مع الجانب الألمانى وكثير من الدول الأخرى المشاركة فى البورصة حيث عقدت الوزيرة نحو ٦٥ لقاءً.
العاملون بقطاع السياحة أعلنوا عن زيادة كبيرة غير مسبوقة فى أعداد الحركة الوافدة إلى السوق المصرى بالمقارنة بالسنوات الصعبة الماضية، حيث اعتبروا أن المشاركة فى البورصة هذا العام أفضل بكثير من الأعوام الماضية نظراً لما حققته من تعاقدات ولقاءات تعود بالنفع على القطاع السياحى ككل.
الوزيرة رانيا المشاط والتى بدأت متفائلة جداً خلال أول مشاركة رسمية لها فى بورصة برلين كوزيرة لسياحة مصر حيث عبرت عن سعادتها لما تحقق خلال البورصة وقالت الأيام القادمة تحمل الخير الكثير للسياحة المصرية.
والمفاجأة التى أسعدت الجميع وأعلن عنها عدد من خبراء السياحة حسام الشاعر وعمرو بدر هي بداية عودة السوق الإنجليزى مرة أخرى بعد فترة من التوقف والتى سبقها قرارات الحظر للمقصد السياحى المصرى وهذه العودة هى بداية لعودة أسواق أخرى كبيرة مرتبطة بالسوق الإنجليزى وكانت تتخذ نفس الموقف من المقصد السياحى المصرى.
كل هذه المؤشرات الإيجابية جعلت رجال الصناعة من رجال أعمال ومستثمرين ومديرين للفنادق يصفون الوزيرة بـ(وش الخير).
ومن الملاحظ أيضاً فى هذه المشاركة هى عودة الترابط والتلاحم بين كل قطاعات الدولة المختلفة مع القطاع السياحى وهو ما عبر عنه وزير الطيران شريف فتحى واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء واللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، حيث أكدوا تقديم كل الدعم والتعاون للوزيرة الدكتورة رانيا المشاط لتستطيع الخروج بالقطاع السياحى من كبوته ولم شمل القطاع ليعود كما كان متماسكا ومترابطا وقويا يستطيع التصدى لكل الظروف الصعبة والعودة من جديد بالسياحة المصرية إلى سابق عهدها وكان من اللقاءات الهامة التى عقدتها د. رانيا المشّاط على هامش اجتماعاتها فى بورصة برلين مع إيزابيل هيل، الوزيرة المسئولة عن السياحة والسفر فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ناقشت معها طريقة ومنهجية إدارة هذا القطاع فى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالترويج والتسويق.
عرضت المسئولة الأمريكية أن الولايات المتحدة لجأت إلى طريقة جديدة فى إدارة ملف التسويق والتنشيط، وذلك للبعد عن البيروقراطية التى كانت تعانى منها، حيث تم التوصل إلى فكرة جديدة وهى أن يضع القطاع الخاص نصف ميزانية هذه الهيئة أو برامج التنشيط، ثم تضع الحكومة الأمريكية مبلغاً مماثلاً لما وضعه القطاع الخاص، وذلك يجعل هذه الهيئة بمثابة شركة قطاع خاص حتى لا يتعرقل الإبداع بسبب الإجراءات الحكومية. وأوضحت المسئولة الأمريكية أن هذه الطريقة أثبتت نجاحاً كبيراً حيث ظهر منتج Brand USA بشكل قوى فى الفترة الأخيرة.
وقالت المشّاط إننا ندرس هذه التجربة بعناية فى إطار إعادة هيكلة هيئة تنشيط السياحة حتى يمكن أن تنطلق لتحقيق المزيد من التنشيط والاهتمام بفكر ورؤية القطاع الخاص. وأكدت وزيرة السياحة أنها ناقشت
كما التقت الدكتورة رانيا المشّاط وزيرة السياحة مع عدد من المسئولين بالحكومة الألمانية والبرلمان الألمانى، وفى مقدمتهم «ايريس جلايكه» وزيرة الدولة المسئولة عن السياحة فى وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية ومفوضة الحكومة الفيدرالية للسياحة، حيث طالبت المشّاط الحكومة الألمانية بدراسة إنهاء التحذير الخاص للشركات الألمانية بالطيران على ارتفاع أقل من 26 ألف قدم فوق منطقة جنوب سيناء، وذلك لتنشيط السياحة إلى هذه المنطقة، مشيرةً إلى أن مساهمة ألمانيا فى حل هذه المشكلة سيساهم بالطبع فى دعم السياحة القادرة على توفير فرص العمل للشباب حتى لا يعانى من البطالة وبالتالى يستطيع التغلب على الأفكار المتطرفة.
وبحثت وزيرة السياحة مع رئيسى لجنتى السياحة والتعاون الإنمائى فى البرلمان الألمانى (البوندستاج) سبل تعزيز التعاون بين البلدين فى قطاع السياحة وزيادة تدفقات السياحة الألمانية إلى مصر، فضلاً عن الدعم الألمانى لمصر فى مجال التعليم والتدريب المهنى والفندقى. وأشارت المشّاط إلى أن وصول عدد السائحين الألمان إلى مصر فى عام 2017 إلى مليون ومائتى ألف سائح، إنما يعكس ما يتمتع به المنتج السياحى المصرى من جاذبية للسائح الألمانى.
كما طلبت د. رانيا المشّاط من المسئولين الألمان دراسة مساواة مصر بباقى المقاصد السياحية المنافسة فيما يتعلق بالضريبة المفروضة على السائحين الألمان المغادرين إلى هذه المقاصد والتى تحددها الحكومة الألمانية جغرافياً، مشيرةً إلى أنه من الصعب فرض 27 يورو على السائح الألمانى إلى مصر بينما يتم فرض 7 يورو على المسافر إلى تركيا مثلاً مما يحدث نوعاً من الصعوبة فى المنافسة.
وقد أكدت وزيرة السياحة للمسئولين الألمان على أهمية وعمق العلاقات السياسية والاقتصادية المصرية الألمانية وما يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من اهتمام كبير بتعزيز التعاون مع ألمانيا فى جميع المجالات، باعتبارها دولة صديقة ومن أكبر الدول التى تتعاون مع مصر.