رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل يمكن تفعيلها..؟

لاشك أن الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى مؤخراً لإنشاء قوة عسكرية عربية لمواجهة الإرهاب هى دعوة نبيلة جاءت فى معرض الرد على تقاعس مجلس الأمن عن الاستجابة لمطالب مصر وليبيا لمجابهة داعش رغم الخطورة التى يمثلها هذا التنظيم الإرهابى على ليبيا وأثر ذلك بالتبعية على أمن مصر وشمال إفريقيا وأمن البحر الأبيض وأمن دول أوروبا الواقعة على الضفة الشمالية للبحر المتوسط.المراد بالدعوة المذكورة تشكيل جيش عربى تحت مسمى قوات التدخل السريع يكون منوطا به التدخل فيما إذا وجدت مشكلة كتلك التى زرعها تنظيم داعش الارهابى مستغلا عدم الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا ليتخذ منها موطئ قدم وقاعدة للاستقرار والتمدد.

تشكيل قوة عربية مشتركة وهو المقترح الذى طرحه الرئيس السيسى يختلف منظوره عن معاهدة الدفاع العربى المشترك التى لم تنل أى اهتمام رغم الدعوات المتلاحقة لتفعيلها منذ أن تم التوقيع عليها من قبل مجلس الجامعة العربية فى 14 إبريل عام 1950 ،فوفقا للمادة الخامسة منها تؤلف لجنة عسكرية دائمة من ممثلى هيئة أركان حرب جيوش الدول العربية لتنظيم خطط الدفاع المشترك. أما دعوة الرئيس السيسى اليوم فتنصب فى الأساس على تشكيل جيش عربى يكون قادرا على حماية الدول العربية فيما إذا جابهت أى منها أزمة تهدد أمنها القومى.
الدعوة التى أطلقها السيسى مهمة استبق بها القمة العربية المزمع انعقادها فى 28 ، 29 مارس الجارى ومن ثم ستكون أحد الموضوعات المدرجة على القمة لبحث الآليات الممكنة لتفعيلها على أرض الواقع والانتقال بها من مرحلة إدراك المخاطر إلى مرحلة إيجاد

الآليات لمواجهة تلك المخاطر والتعامل معها. ولابد هنا أن تؤخذ تجربة درع الجزيرة فى الاعتبار بعد إخفاقاتها وتجاهلها منذ أن انشئت فى عام 1982 ، وكان الهدف منها حماية دول مجلس التعاون الخليجى وردع أى عدوان عسكرى على أى دولة من الدول الست. ولعل أبرز مواقفها ظهر فى تدخلها فى البحرين عام 2011 بطلب رسمى من المملكة.
فى السابق رفضت دول عربية تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك. أما الآن فالأمر يختلف لأن الحاجة تدعو إلى تشكيل قوة عسكرية عربية فى ظل أن أكثر من دولة تتعرض لهجمات إرهابية وتتهددها مشاكل كبرى تستدعى تفعيل الدفاع العربى المشترك خاصة والعالم العربى تعصف به أزمات كبرى.ولكن يظل الأمل بعيدا فيما إذا كانت دعوة الرئيس السيسى يمكن أن تفعل على أرض الواقع، وأن تكون أكثر فاعلية فى مواجهة التحديات التى تعصف بالوطن العربى اليوم؟ وما هو الضامن لاستمراريتها وفق صيغة توافقية تكون مقبولة من جميع الأطراف المشاركة فى هذه القوة حتى وإن كانت أدنى مما هو مأمول.....