رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صنيعة الشيطان..

وكأنى بالزمن قد توقف بعد أن ترك المجال لتوحش داعش الارهابى الذى قضى على البشر والحجر والشجر. معاوله تدمر وتحطم. سيوفه الباترة تجز الأعناق، نيرانه كرسها وقودا للأجساد.جاء داعش ليخرب ويدمر المنطقة لكى تشعر أمريكا الشيطان الأكبر بالسعادة وهى ترى مالا يصدقه عقل. إنها حرب إبادة تقودها أمريكا ضد دول المنطقة وتشاركها قوى احتلال ذات مصالح مختلفة.ظهر الدواعش برابرة خرجوا من الكهوف، فلا ثقافة ولا تاريخ. كل مايمتلكونه عدوانية التدمير والتخريب. لم يدعوا شيئا إلا أبادوه بما فى ذلك رموز الحضارة القديمة وميراث البشرية. إنهم الخوارج الجدد جاءوا ليكشفوا عن عدائهم للبشرية ورموزها التاريخية.

أمريكا وإسرائيل رسمتا لداعش خطة تدمير المنطقة وتشويه صورة الاسلام الوسطى السمح. ولذا سارعوا فأطلقوا على التنظيم الارهابى اسم تنظيم الدولة الاسلامية عمدا ومع سبق الاصرار لكى يقترن الاسلام باسم الدولة فيتم بذلك تحقيق المراد ألا وهو تشويه صورة الاسلام. ماحدث حتى الآن على يد داعش هو مذبحة ضد التاريخ. إنها إذابة للشعوب العريقة بمحو فكرها وطمس شواهد تاريخها حتى يسهل التحكم فيها وصياغتها وفق مايشاءون.
مايقوم به داعش الارهابى هو تطبيق حر فى لما تريده أمريكا التى تدعى زورا وبهتانا محاربتها للتنظيم الارهابى من خلال قيادتها لتحالف دولى يضم ستين دولة. ولا أدل على ذلك من أن الغارات الجوية التى تستهدف التنظيم لم تسفر عن أى نتيجة. وبالتالى لم يتم بتره بل على العكس زاد التنظيم قوة وصلابة وانبرى فى تصعيد عملياته الاجرامية من ذبح وجز رقاب وحرق البشر أحياء وإبادة التراث والحضارة كما فعل عندما

اجتاح متحف الموصل أحد أهم متاحف العالم لينهال على مقتنياته النادرة التى تنتمى إلى الحضارة الآشورية تحطيما وتخريبا.
إن ماتدعيه أمريكا هو أشبه مايكون بمسرحية عبثية هزلية رديئة أرادت بها خداع دول المنطقة لكى تظهر أنها تحارب داعش بينما هى صانعته ليكون أداتها فى تحطيم التراث والحضارة وتدمير البنى التحتية وقتل النفس التى حرم الله قتلها. وإلا كيف يمكن لتحالف دولى أن يقوم بغارات شبه يومية فى العراق وسوريا منذ يونية من العام الماضى ولم تسفر غاراته عن بتر هذا السرطان اللهم إلا إذا كانت أمريكا هى داعمته لتثبيت أركانه ليتمكن من خوض غمار معاركه من أجل تنفيذ أجندتها فى المنطقة؟. وبالتالى فإن أمريكا لا  تريد القضاء على داعش، فهو ورقتها الرابحة لتنفيذ المخطط القائم على تحويل الدول العربية تحديدا إلى كانتونات ودويلات ممزقة. ومن ثم تؤول الهيمنة فى النهاية للكيان الصهيونى ويتم تشويه الاسلام ويصبح المسلمون لقمة سائغة. وعندئذ تكون مهمة داعش قد انتهت بعد أن شوهت سمعة الاسلام والمسلمين وقتلت وأبادت ومزقت الأوطان....