رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كشف المستور..!!


وقعت أمريكا وتركيا الخميس الماضي علي اتفاق يقضي بتدريب وتسليح قوات المعارضة  السورية المعتدلة. وأكد المسئولون الأتراك أن هؤلاء يتم تجهيزهم لمحاربة المنظمات الإرهابية ومحاربة  النظام السوري. ولاشك أن تسليح وتدريب  المعارضة السورية هو خطيئة كبري لأنها ستزيد الوضع سوءاً. كما أن أمريكا بذلك تشعل أوار الأزمة أكثر وأكثر بشكل سينعكس بالسلب  علي دول المنطقة التي تقف اليوم أمام جماعات مجهزة بالأسلحة وتتعامل من خلال مخابرات خارجية.

أمريكا بذلك تدعم الإرهاب في سوريا تحت لافتة المعارضة المعتدلة. ومن ثم يجب إماطة اللثام وفضح  الوليمة التي تخطط لها إدارة أوباما. لا سيما وأن الغرب الذي تقوده أمريكا هو الذي صنع داعش وأرسل الارهابيين إلي سوريا ومازال يمارس دوره  المشبوه بالدعوة إلي تسليح وتدريب ما يسمي جزافا بالمعارضة المعتدلة وهي أبعد  ما تكون عن الاعتدال، فهي غير جديرة بالثقة إذ إنها موالية لجبهة النصرة التي تتبع نفس الأيديولوجية التي يتبناها تنظيم القاعدة والتي لا تختلف عن أيديولوجية تنظيم داعش الإرهابي إلي جانب أنها ضعيفة وغير قادرة علي البقاء.
وشهد شاهد من أهلها عندما خرج «روبرت فورد» سفير أمريكا السابق في سوريا والمسئول عن ملف سوريا في الخارجية الأمريكي يعارض بقوة تسليح ما يسمي بالمعارضة المعتدلة، بل إنه كشف المستور عندما تحدث عن مواقف محرجة تتعلق بامدادات تبرعت بها أمريكا للمعارضة السورية لينتهي بها المطاف في أيدي الجماعات الارهابية. لقد وجه «فورد» انتقادا لاذعا لسياسة إدارة أوباما في هذا المجال واصفاً  إياها بالفشل

الذريع، وكيف أنها أوصلت الأزمة إلي حد الكارثة بدلاً من أن تحلها. كان  «فورد» قد غادر منصبه العام الماضي غاضباً من سياسة أوباما وصب انتقاده علي المعارضين السوريين إذ إنهم مفككون وغير جديرين بالثقة كونهم يتعاونون مع جبهة النصرة التي أعلنتها  أمريكا منظمة إرهابية منذ أكثر من عامين. وعليه يثار التساؤل: كيف يمكن تسليح فئة تتعاون مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة؟
لو أنصفت أمريكا اليوم لرأت الحقيقة الناصعة أمامها وهي أن الخيار الوحيد للخروج من الأزمة السورية هو خيار النظام السوري الذي يجب التعامل معه ودعمه لمجابهة الإرهابيين الظلاميين كالنصرة  وداعش وغيرهما من جماعات تكفيرية، لهذا يتعين علي أمريكا التركيز علي الحل السياسي حيث إن الاستمرار في تسليح جبهات في سوريا سيؤول إلي نفس النتيجة التي يجسدها داعش اليوم. الأمر الذي سيجعل الوصول إلي الحل السياسي شبه مستحيل يتعين علي أمريكا الافاقة وقد رأت العواقب الوخيمة التي نجمت عن استخدامها الارهاب كأداة لتحقيق مصالحها في المنطقة..