أزهى عصور العربدة..!
إنه العصر الذى تعيشه إسرائيل اليوم فى ظل الأحداث العاصفة التى تجتاح المنطقة وتطوق الدول العربية بالفوضى والصراعات يحركها الإرهاب المتعدد الألقاب بداية بالقاعدة والنصرة وداعش وأنصار الشريعة وعصبة الأنصار وجماعة الفرقان وأنصار بيت المقدس وجماعة الاخوان الإرهابية وغيرها. وهو الارهاب الذى زعزع أركان دول عربية وأحال الحياة فيها إلى جحيم من عدم الاستقرار وفقدان الأمن. بيد أنه فى المقابل منح إسرائيل فرصة العربدة وتصعيد العدوان ضد سوريا وفلسطين، فأغارت على موقعين فى ريف دمشق فى السابع من ديسمبر الجارى، ثم جسدت ارهاب الدولة عندما قتل جنودها الوزير الفلسطينى «زياد أبوعين» أثناء مشاركته فى فعالية غرس أشجار الزيتون الأربعاء الماضى فى أراضى بلدة «ترمسعيا» بالقرب من رام الله وبمناسبة اليوم العالمى لحقوق الإنسان.
جريمة حرب مكتملة الأركان ضد مظاهرة سلمية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وبالتالى ماكان يمكن السكوت عليها أو تجاهلها. بيد أن المجتمع الدولى لم يحرك ساكنا، وإسرائيل على يقين من ذلك حيث إنها تدرك أن الغرب بزعامة أمريكا قد منحها حصانة فريدة من نوعها تتيح لها اقتراف ما شاءت من آثام دون أن تساءل أو تحاسب أو تعاقب، فهى تمثل الاستثناء عن القاعدة الأمر الذى شجعها على المضى فى غيها وارتكاب كل أنواع الجرائم من قتل وتهويد وتشريد وإبعاد ومصادرة حقوق وقضم أراض وفرض حصار تجويعى جائر على الفلسطينيين.
ووسط هذا ظهرت القيادة الفلسطينية مغلوبة على أمرها. حاولت عقد اجتماع يوم الأربعاء الماضى فى أعقاب مقتل «أبوعين» إلا أنها فشلت. عاودت المحاولة يوم الجمعة الماضى ثم أرجأته. وعلى حين
ويظل اللجوء إلى مجلس الأمن غير مثمر، فالرهان عليه رهان على الوهم لكونه أداة طيعة فى يد أمريكا، ولأن إسرائيل تعارض مشروع قرار انهاء الاحتلال سيبادر الحليف الأمريكى باستخدام الفيتو مما يعنى عدم تمريره. إنها إسرائيل التى تحكم العالم ولايستطيع أحد أن يحكمها أو يكبح جماحها.