رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هوس الإرهاب

فى محاولة لاستعراض ما قد تؤول إليه الأحداث فى المنطقة قد يقول البعض علينا التريث ريثما تكتمل مكونات المشهد. ولكن سيصعب تمرير ذلك فى ظل وجود وحش شيطانى كاسر يدعى «داعش» والذى بات اليوم يشكل خطرا ماحقا على المنطقة بأسرها، فلقد اجتاح سوريا والعراق ودلف إلى لبنان. وتتحدث الأنباء اليوم عن انتقال آلاف منه إلى ليبيا توطئة للقيام بغزوة على الحدود المصرية. ولا يعتبر «داعش» مجرد ميليشيا عشوائية تفرض نفسها بالترويع والابادة ولكنه تنظيم تم تشكيله بحرفية عبر مؤامرة نسجت خيوطها من قبل استخبارات غربية وإقليمية وتم دعمه تمويلا وتسليحا وتدريبا.

لقد فرح الكثيرون بالضربات الجوية الأمريكية التى استهدفت بعض مواقع تنظيم داعش فى العراق منذ يوم الجمعة الماضى. وغاب عن هؤلاء أن هذا التحرك قد جاء متأخرا بعد أن اجتاح «داعش» شمال العراق وسيطر على مدنه وعلى مناطق ذات أهمية استراتيجية وعدد من حقول النفط وحاصر الأقليات المسيحية واليزيدية والتركمان وغيرهم ممن لجأوا إلى الجبال ويعانون الجوع والعطش ومهددون بالقتل والتصفية. ولهذا كان على «أوباما» فيما لو أراد إثبات حسن النية أن يبادر بالتدخل منذ أن سقطت الموصل فى يد هذا التنظيم منذ العاشر من يونيو الماضى. بيد أنه غيب نفسه عن المشهد كلية رغم ما قام به هذا التنظيم من ممارسات طائفية استهدفت المسيحيين واليزيديين والتركمان والسنة والشيعة واعتماده التنكيل والاعدامات الفورية وجز الرقاب وهدم بيوت الله ومقامات الأنبياء وتفجير المراقد المقدسة.
التحرك الأمريكى اليوم لم يأت

من أجل عيون الأقليات أو للقضاء على داعش وإنما جاء لحماية الكيان الكردى من السقوط نظرا لما يمثله من أهمية استراتيجية بالنسبة للمصالح الأمريكية يتصدرها إمدادات النفط. هذا فضلا عن أن «داعش» هو صناعة أمريكية تم دعمه فى الأساس ليكون أداة البيت الأبيض فى تنفيذ المخطط الرامى إلى إشاعة الفوضى وصولا إلى إضعاف دول المنطقة توطئة لتفتيتها بما يصب بالايجاب فى مصلحة إسرائيل.
ويظل المشهد الذى يقوده تنظيم «داعش» دمويا عبر حرب الابادة الجماعية التى يمارسها هذا التنظيم الظلامى التكفيرى ضد كل من يعارضه. لقد جاء «داعش» لتطل معه الفتنة فى سياق قد يدخل الأمة فى نفق مظلم ونتائج مدمرة فيما إذا لم يتم تدارك الموضوع من قبل العقلاء من كل المذاهب الإسلامية لا سيما أنه يعد الخطر الأشد سوءا من الخوارج.ولا أدرى كيف يكون الخلاص من هوس هذا الارهاب؟ بيد أن الأمل يراود الجميع فى أن تنقشع الغمة وينتصر الحق على مؤامرات هذا الشيطان اللعين.