رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سبعة أسباب للشعور بالعار

هل تردد المسئول عن اختيار الصور في الجريدة المعروفة  قبل أن ينشر صورة المواطنة المصرية التي تم الأعتداء عليها في الصفحة الأولى  ؟؟

أعتقد أنه ربما تردد..ربما تحير هل ينشرها أم يكتفي بالكلمات لوصف ماحدث؟ لكن أغلب الظن أن حيرته لم تدم طويلاً، وقد شعر أن صدمة القرّاء هذه المرة أهم كثيرا من مراعاة مشاعرهم.
ربما لأن الصدمة هنا لا تكمن في نشر الصورة أمامنا لنراها على الصفحة الأولى لجريدة التحرير، وليس  عبر الإعلام الألكتروني البديل كما تعودنا مؤخراً..بل تكمن الصدمة في أن ماحدث قد حدث بالفعل.
نعم نحتاج لصفعة قوية تفيقنا من غفلتنا، ولا نحتاج لمجرد كلام ونقاش نحاول به إقناع بعض الغافلين بالحقيقة العارية التي يهربون منها..فالصورة هنا – كما يقال -  بألف كلمة، وربما أكثر..
صورة الاعتداء على المواطنة المصرية الشريفة جعل البعض يتسائل هل هذه الفظائع يقوم بها جندي مصري، ام أنها صورة مجند إسرائيلي يعتدي على فتاة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟؟
لا.. هي فتاة مصرية والمعتدي مصري.. قد يكون بلطجي أو رجل من رجال الشرطة العسكرية مرتدياً ثياب الجيش المصري..فمجند الجيش لا يمكن أن يكون بهذه الوحشية..يكون أو لا يكون فلن يخفف ذلك من حجم المصيبة..مشهد لم نألفه نحن الشعب المتشدق بالنخوة والجدعنة.
غطت صحف العالم الحدث بشكل غير مسبوق، ووصفته إحدى الصحف بـ " يوم العار "  على مصر..
وفي مصر أعتذر المنصفون للفتاة ، وأظهرتها إحدى الرسوم الكاريكاتورية كامرأة متدثرة بالعلم المصري بينما جلادوها هم العراة، وكان من أفضل التعبيرات أن الفتاة لم تتعر ولكن من تعر هو من قام بالانتهاك الوحشي غير القابل للتصديق وطبعاً من يقف وراء الجلاد..
بالمناسبة ماحدث في يوم العار ليس هو أعظم الانتهاكات فما خفي كان أعظم..ولو أنه لم يعد يخفى على الناس شيئ..ولكن هذا لا يقلل من شعورنا بالعار من هذا المشهد..
لكن العار من وجهة نظري ليس هذا المشهد على بشاعته ، العار الحقيقي في المشاهد التي تلته في وقاحة..
العار الحقيقي هو مسارعة البعض بالتشكيك في صحة الصورة متناسيين أننا لم نعد في عصر نفاق الرئيس بالصور " التعبيرية " المصنوعة للمداهنة الرخيصة..
ولماذا سرعة التشكيك ؟ ولصالح من؟ ولنصر من على من ؟ ألا تعلمون أن الله يشهد ويرى؟
والعجيب أن بعض المتشككين هؤلاء قد أكدوا على أن " الفيديو متفبرك"، ولكنهم في الوقت نفسه أتهموا  الفتاة بالانحلال ! أي نفاق تتمرغون فيه أيها المتشككون..
العار الحقيقي أن نسمع أن "الفيديو مش متفبرك".. لكننا يجب أن نفهم السياق ونعرف الملابسات!! عن أي ملابسات تتحدثون؟؟
العار الحقيقي هو التصريح الذي قيل على لسان بعض السلفيين من أن الفتاة أرتدت النقاب ونزلت للشارع لتوحي بانتمائها للسلفيين زوراً وبهتانا، وبالتالي " توريط " السلفيين مع الجيش!!!  حتى الآن لا أعرف إذا كانت هذه نكتة جديدة من عجائب  الحياة التي نراها كل يوم أم ماذا؟
العار الحقيقي وجود تيارات سياسية فضلت تجاهل الموقف وإعطاء الأولوية للانتخابات والنجاح فيها باكتساح ولم تسارع بالتصريح  بكلمة " شجب " واحدة كأضعف الإيمان..
العار الحقيقي هم "دعاة " العار.. المتشدقون بالدين والمتهكمون على العباد والمستضعفين، فقط لتصفية حسابات لهم مع آخرين، ومنهم من استغل منبره الدعوي والإعلامي لادعاء البطولة والتهكم على كل من يخالفه الرأي من ثوار وشرفاء..
هذا الذي يقال له داعية  أكثر ما أثارقلقه في المشهد كما جاء على لسانه هو " إن الإعلام الليبرالي دلوقت بيدافع عن المنتقبات وزمان كانوا ساكتين "....
لم يكتف بذلك بل قام بتوزيع الاتهامات بالعمالة والسذاجة

على جميع من دافع عن الفتاة مستنكراً الاعتداء عليها .. وخص بالذكرشاب مثقف مخلص وممثل للشعب باختياره الحر واصفاً أياه بالألماني   "عمرو حمزاوي"..  وهاجم  آخر شجاع يحمل على صدره بفخر نوبل للسلام  لكنه يثير غيرة البعض لحد الجنون "محمد البرادعي" ..مع حفظ الألقاب للأثنين " دكتور " باستحقاق ولو كره الجهلاء..
لم يكتف الداعية بذلك بل ظهر في حلقة أخرى من برنامجه خصصها للدفاع عن نفسه بعد مهاجمة المشاهدين له لعدم تعاطفه مع الضحية.. والمصيبة أنه مس الفتاة بكل سوء مدعياً أنه لا يرض بما حدث للفتاة رغم أنها ظلت نائمة على الأرض لاستفزاز الجنود !!  حق يراد به باطل..
العار الحقيقي هو التساؤل النابع ربما من قلوب الأمهات والآباء : " لماذا تنزل فتاة للشارع وتعرض نفسها للأخطار؟ " ، ورغم التماسنا الأعذار لمخاوف أبائنا إلا أن الأمر ليس كذلك.. فنحن قد نشفق على الآخرين أو نحزن لما يتعرضون له من ظلم ، لكن لا يمكن أن نلقي اللوم على الضحية ونترك الفاعل..
هل تشعرون بالحزن على الفتاة فعلاً أم توجهون الاتهام لها؟؟ هل هذا الانتهاك السافر يعد نتيجة مقبولة للتواجد في الشارع بغرض قول كلمة حق، أو مساندة مظلوم، أوإبداء رأي، أو حتى المرور بلا هدف؟؟
كل ما سبق من أسباب للشعور بالعار قد يكون لها ما يبررها رغم حقارة أي تبرير..فالبعض مدفوع بمصلحة شخصية أو تصفية حسابات أو بنوايا خفية يعلمها الله أو حتى بجهل وسوء تقدير للأمور ورضا بالكسل والخنوع...
لكن العار الحقيقي هو ردود فعل  بعض البشر العاديين الذين نقابلهم في الواقع الحقيقي أو الافتراضي .. هؤلاء الذين يشاهدون الأحداث من بعيد بعين من لم يمسسه السوء وليس لديه سوى التعليق على الأحداث فيقول " هل هي فتاة شريفة ومخلصة أم مندسة ؟! " ، " لماذا لم ترتد ملابس أخرى تحت عبائتها كما هو معتاد؟! " ، " لماذا اكتفت بملابس خفيفة في عز البرد؟!" ، " لماذا ترتدي ملابس داخلية لافتة للنظر وملونة من الأساس؟!!!"
فعلاً مصيبتنا كبيرة ونفوسنا خربة ومازلنا نعيش في عصر محاكم التفتيش عن نوايا الآخرين وعقائدهم بشكل سافر لا يمكن تصديقه أحياناً .. أم أنه اعتيادنا على النفاق الرخيص وادعاء الشرف والكرامة بغير وجه حق؟؟
" نعم يجب أن نشعر بالعار "