عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الباحثات عن الحرية والعدالة !

هل تعرف ما هي أسماء الأفلام بعد فوزالإخوان والسلفيين في الانتخابات؟
أيوه..الأخ عمر والأخت سلمى، جعلتني علمانياً، لا يا من كنت ليبرالي...
وهل تعرف ما مصير المخرجة إيناس الدغيدي إذا تحقق هذا الفوز؟؟
طبعا ستقوم بإخراج  فيلم "الباحثات عن الحرية" والعدالة

هذه النكات أنتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً..تبادلها الشباب وتعالت ضحكاتهم في وقت "شح" فيه الضحك...بينما تعجب البعض من قدرة المصري المذهلة على سرعة خلق النكتة العبقرية و"المحبوكة" بدهاء..
لم يمر وقت حتى قام بعض الشباب الغيور على دينه وبإخلاص بالتحذير من نشر أوالإسهام في نشر أو ربما حتى الضحك على هذه النكات، فهي تسخر من المسلمين وتسيئ للإسلام..
لم تكد الانتخابات البرلمانية تبدأ وهاهي مساوئ خلط الدين بالسياسة تبدو جلية كالشمس لعين كل من ينكر مغبة هذا الخلط..فكل فرد يسعى للعمل العام يصبح تحت المجهرويتحمل أحياناً النقد والتعقيب على أفعاله ومن ذلك "النكتة" كشكل من أشكال النقد طالما لم يتعد الحدود المعقولة..أما إذا كان عدم قبوله لذلك من باب أن من ينتقده ينتقد الدين ذاته، فهذه نتيجة خاطئة بُنيت على مقدمات ومعطيات خاطئة.
والنكتة في تعريفها هي عبارة تحوي قصة.. قصيرة كالكبسولة صادمة كالكرباج، أما سبب نشأتها ومبرر وجودها فهي سلاح للضعفاء في وجه السلطة، نعم النكتة سلاح الضعفاء الذين لا يملكون إلا عبقرية تسخر من الأحوال التي لا ترضيهم ولكنهم لا يملكون مايفعلونه بشأنها..
والنكتة إن كان يفترض لها أن تزدهر في أوقات قمع الحريات، إلا أن الحال في مصر بعد الثورة أفرز عدد غير مسبوق من الطرائف بداية من "الراجل اللي ورا عمر سليمان"..
  النكتة سلاح المصري في كل وقت..والمصري إن لم يجد مايضحك عليه فهو يضحك على نفسه ..
لكن لماذا ينفر البعض من الحكم الديني في بلد يضع الدين كأولوية في حياته "أو هكذا يقال"،  هل لأن البعض يتصوّر أن مصر وثنية وسيقوم هذا الحكم بنشر الإسلام فيها للمرة الأولى؟؟
لسنا بصدد مناقشة مصطلحات كالليبرالية والديموقراطية وغيرها، ولا مناقشة ما يسمى بالحكم الديني  أواللاهوتي كما أطلق عليه معتز عبد الفتاح ،حيث يرى ان هذا المصطلح أقرب للدقة  من مصطلح الحكم الإسلامي الذي يضع الإسلام دون مكانته..
لماذا ينفر البعض من الحكم الديني إن صح التعبير في مجتمع متدين؟
أولا: بالنسبة للمواطن المصري الذي لا يهتم بتاريخ الحركات أو بالمصطلحات والذي يحصل على ثقافته من خلال برامج التوك شو سمع أن السياسة لعبة ..السياسة في تعريفهاهي فن الممكن .. الموائمة، فهي لعبة، فهل هي لعبة نظيفة للدرجة التي لن يتلوث معها الدين إذا اختلطا معاً؟ أحيانا يقال أنها لعبة قذرة (مع تحفظي على هذا التعبير حيث أن كل شيئ يمكن أن يمارس بشكل نزيه). أما الدين فشيئ راق وثابت لا يستحسن ربطه بشيئ هو في أحسن الظروف متغير ونسبي مثل الممارسات السياسية..
ثانيا: الدين إعتقاد داخل قلب الإنسان، أحيانا لا ينبغي أن يطالعه الآخرون، أما أن تنصّب نفسك قيّماً  فيصبح كل من يؤيدك سياسياً هو مؤيد للإسلام وكل من ينتقدك هو خارج عن الدين، فذلك ابتزاز ولا شك.
ثالثا: لللإعلام دور في هذا الكم الهائل من الحوارات الدائرة بين جميع الأطراف.. والاحتفاء بكل صوت متشدد واستضافته لسؤاله عن سياساته التي ستُصلح احوال مصر(وكأن مصر سيحكمها صوت واحد يحدد سياساتها باستبداد )، وإذا كانت هذه السياسات تفضل البيكيني على غيره من الملابس..وما إلى ذلك من موضوعات أقل ما يقال عنها أنها جانبية للغاية وليست ذات أهمية لكن أغرقنا فيها الإعلام من أجل "الشو" وجذب الجمهوروالإعلانات ، وأسهم بذلك في تشويش الرأي العام..ولا أعني بذلك أن الأعلام لا يجب أن يبرز هذه الآراء..فالإعلام الحر يعطي حق التعبير للجميع لكن بشكل رشيد يفيد الجمهور ولا يدخله في قضايا فرعية ..
أما عن الأصوات المنتمية للفكر السلفي على وجه الخصوص، فهي أصوات تم قمعها لسنوات بل وتشويهها من خلال الدراما، وتعرضت للقمع الفكري من قِبَل النظام السابق فأصبح المنتمين لهذا التيار مثل الخارج من القمقم ويرى النور للمرة الأولى فهويجري يمينا ويسارا بهدف أو بغير

هدف، وله الحق أو العذر في ذلك..
وتلك هي رابعا: الاستفزاز.. فقد تم استفزاز الجماهير ببعض اللآراء التي تعلن أن الثورة حرام، الديموقراطية حرام، والانتخابات "بالمرة "حرام...كل ده حرام؟!
طالما الأمر كذلك فلتبتعدوا عن تلك اللعبة.. أو فلتلعبوها بتسامح وبدون تكفيرالآخر..وإذا اخترتم هذه اللعبة ونيتكم صافية لوجه الله ولإصلاح الوطن ورفعة الدين، فلماذا لم تُظهروا ذلك في تصريحاتكم؟؟ لماذا الإصرار على تشويه صورة المنافسين وتزييف وعي الجهلاء بتقديم كل من يخالفكم على أنه الكافروأنتم المسلمون؟
لماذا أصررتم على الدعاية أمام اللجان ورشوة الناخبين، وللأسف يستجيب لكم البعض، رغم أنه كما يقال فإن من أغراك بالمال لاختياره أغلب الظن أنه سيحرص على إبقاءك في حاجة لهذا المال حتى يشتري صوتك مجددا بعد سنوات.
وإن كانت قوى أخرى قد فعلت مثلكم (وأبرزها الكتلة المصرية التي قامت بهذه التجاوزات أيضاً)، إلا أن الأحرى بكم أنتم المتحدثون باسم الدين أن تبتعدوا عن هذه الممارسات..أليست الرشوة حرام؟ أليست مخالفة القانون حرام ؟؟ لماذا المسارعة بإظهار نشوة الانتصار سواء فيما يتعلق بمؤشرات نتائج الانتخابات أو غيرها من المواقف؟ هل االتباهي بالنصر – إن جاز التعبير – من الدين؟
لماذا لم يطلع علينا أحدكم ليتحدث عن برنامجه في تنفيذ الشريعة الإسلاميه وما يقتضيه ذلك من القضاء على سلبيات المجتمع وعلى رأسها الفساد والنفاق والرشوة والمحسوبية؟ لماذا لم تتحدثوا عن نيتكم الحاسمة في معالجة مشكلة البطء في إجراءات التقاضي وما يترتب على ذلك من ضياع حقوق العباد؟
لماذا لم تظهر لنا خطتكم للتخلص من القمامة والقضاء على ظاهرة القذارة ومحاربة سلوك التبول في الشوارع والطرقات؟ لماذا لن تعلنوا عن نيتكم في تشجير الشوارع وتجميلها بما يليق مع قيمة الجمال في الإسلام والاحتفاء ببديع خلق الله؟ ماذا عن المحافظة على نهر النيل من التلوث وهي فضيلة إسلامية غائبة، ماهي خططكم لحل مشكلة المرور والتكدس الذي قد يمنع شخصاً مريضاً من الوصول للمستشفى في الوقت المناسب فيموت بلا ثمن..أليست هذه ضرورة شرعية؟
لماذا لم تعلنوا عن خطة لرعاية أطفال الشوارع وتشغيل المتسولين؟ ماذا عن سن قانون حازم للرفق بالحيوان؟ ولماذا لم تعلنوا عن قانون حظر "التكشير" تصديقاً لقوله (ص) "تبسمك في وجه أخيك صدقة"؟
وعند كتابتي لهذه الكلمات لمحت على شاشة أون تي في مرشح الكتلة المصرية د.عماد جاد، ومعه المتحدث باسم حزب النور السلفي أستاذ محمد نور في حوار سياسي، وقد التفتت له رغماً عني ولمحت في كلامه رؤية وسطية عقلانية بدون نفاق أو تخلي عن مبادئ حزبه المعلنة..فهل تسفر الأيام القادمة عن أمل في مستقبل أفضل؟ هل تصبح الأمور مستقبلاً عكس كل توقعاتنا؟ وهل تفرز الممارسة الحقيقية للديموقراطية أفضل ما في المصريين بجميع توجهاتهم؟!