رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

استدعاء عصام شرف

تقريباً.. ليس هناك مصري، إلا وفي داخله يقين عميق، بأن معاهدة السلام التي جري توقيعها بيننا وبين اسرائيل، عام 1979، تظل في حاجة إلي مراجعة، وإعادة نظر، وتعديل، بما يجنبنا تداعيات بقائها علي وضعها الحالي،

وخصوصاً بالنسبة لأمن سيناء علي وجه التحديد.. ولكن.. هناك فرق كبير، بين أن يُبدي أي مصري، رغبته في هذه المراجعة المطلوبة للمعاهدة، وبين أن يبديه رئيس الوزراء نفسه، فيتسبب في أزمة بين البلدين، ليس هذا هو وقتها، ولا هناك مبرر لها الآن، ولا نحن أصلاً مهيأون لمواجهة عواقبها، إذا ما تطورت لما هو أبعد!

إن السيد عمرو موسي، علي سبيل المثال، قال أكثر من مرة، ولا يزال يقول، إن الملاحق العسكرية الواردة في المعاهدة، أصبحت بحكم الظروف، وبحكم التجربة التي مرت بنا، ومررنا بها، في حاجة إلي مراجعة، وحين يقول شخص في وزن عمرو موسي، هذا الرأي، وهذا الكلام، فإن العالم من حولنا يتقبله منه، ويتأمله، .. وأكثر من ذلك، فإن قطاعات واسعة من الرأي العام في مصر، تتحمس لمثل هذا الرأي، من المرشح الرئاسي المحتمل، وتراه في ميزانه، عند التصويت في انتخابات الرئاسة.

ولكن.. مرة أخري.. هناك فارق ضخم، بين أن تصدر وجهة نظر، بهذا الشكل، عن رجل في قامة عمرو موسي، أو عن أي مرشح رئاسي محتمل آخر، أو عن زعيم معارض، أو عن مفكر، أو كاتب، أو أي مواطن، وبين أن تصدر عن رئيس حكومة في مقاعد السلطة!

وليس أدل علي وجود مثل هذا الفارق الهائل، إلا أن رئيس وزراء إسرائيل استدعي علي الفور سفيرنا في تل ابيب، احتجاجا علي تصريحات رئيس حكومتنا الذي قال فيها للتليفزيون، إن اتفاقات كامب ديفيد، ليست مقدسة.. بل إن الشيء الغريب، أن الأمر لم يتوقف عند حدود الغضب الإسرائيلي الرسمي، وانما تجاوزه

إلينا نحن، علي المستوي الرسمي أيضاً، عندما أحس المجلس العسكري - فيما يبدو - بالحرج البالغ من تصريحات رئيس الحكومة، فلم يكن هناك مفر من أن يخرج وزير خارجيتنا، علي وسائل الإعلام، ويصحح لرئيس الوزراء، وينفي أن يكون رئيس الحكومة يقصد بالضبط ما يقوله!.. وربما تكون هذه من المرات النادرة جداً، التي يصحح فيها وزير لرئيس وزراء، وليس العكس، وفي أمر حيوي للغاية من هذا النواع!

والشيء اللافت للنظر، أن نتنياهو نفسه، المشهور بالحماقة، في كلامه وتصرفاته، لم يتورط في تصريح من نوع ما تورط فيه رئيس الحكومة، وورطنا معه فيه، وكان أقصي ما يقوله رئيس وزراء اسرائيل، في أشد حالات اندفاعه، إن المعاهدة بين البلدين، أو اتفاقات كامب ديفيد، يمكن أن تكون موضع مراجعة، ولكن برضا الطرفين.. وهو كلام، كما تري، يدل علي إحساس بالمسئولية من جانب قائله.. أما رئيس حكومتنا فقد قالها في خفة غير مسبوقة، ودون توافر حس سياسي لديه، من أي نوع!

وأظن، أن كثيرين تمنوا، لو أن المجلس العسكري، استدعي شرف، ثم راح يعنفه، وينبه عليه، بأن يكون لديه الحد الأدني من الاحساس بالمسئولية، وهو يتكلم في أمور كهذه.. أو أن يسكت!