رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيوخ السلفيون ينكرون علينا احتفالاتنا بأعياد الربيع

كنت أنتظر من شيوخ في التيار السلفي، أنكروا علي الناس احتفالهم بأعياد شم النسيم، أن يقولوا لنا شيئا واضحا، ومحددا، عن السند الشرعي الذي استندوا إليه، فيما ذهبوا إليه.
وما أقصده بالسند الشرعي الواضح والمحدد، هنا، هو نص صريح في القرآن الكريم، أو حديث نبوي صحيح، لا سبيل إلي الطعن في صحته.

ذلك أنه إذا توافر سند شرعي من هذا النوع، فإنه لا أحد عندها سيستطيع أن يجادل هؤلاء الشيوخ فيما قالوه، وهم ينكرون علي المصريين أن يحتفلوا بأعياد شم النسيم، أو أن يخرجوا إلي الحدائق والمتنزهات، أو أن يأكلوا البيض الملون، وأسماك الرنجة، والفسيخ، وسائر ما اعتاد عليه المصريون في مثل هذا الموعد، من كل عام.
للحظة.. ظننت أن شيوخ التيار السلفي هؤلاء، لا يريدون للمصري أن يبتهج، ولا أن يفرح، ولا أن يسعد بشيء في حياته، حتي ولو كان ذلك كله لا يستغرق يوما واحدا، يعود بعده المواطن الي هموم لا تفارقه في كل الأيام!
وقع مثل هذا الظن، في خاطري، للحظة، ثم رحت أراجع ما قيل من أولئك الشيوخ، فلم أجد مما ظننته، فحمدت الله علي أن البهجة في حد ذاتها، والفرحة، ليست من بين الأشياء التي قال الشيوخ السلفيون إنه من أجلها ينكرون علينا احتفالاتنا بأعياد الربيع.
حمدت الله، لأنه كان قد استقر لدي العامة، لأسباب غير مفهومة أن الشيخ لا يكون شيخا، إلا إذا كان متجهم الوجه، جامد الملامح، صلب المعالم في كل ما يخرج به علينا، وكأن الدين، هو نقيض الحياة، مع أن كل مَنْ يتأمل ديننا، في مقاصده العليا السامية، سوف يكتشف أن الله تعالي قد أرسل أنبياءه عليهم جميعا السلام بوجه عام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم من بعدهم، من أجل أن يعلموا الناس الإقبال علي الحياة، وإعمار الأرض، الذي جاء النص عليه في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم.
وإذا كان الخالق قد أوجد الإنسان، ليعمر الأرض، فالمؤكد أن هذا الإنسان لن يعمرها، وهو مخاصم لها، ولن ينشر الخير في أرجائها، وهو عابس الوجه في كل أحواله، ولا حتي في بعضها!
ما السبب، إذن، الذي دعا شيوخ السلفيين إلي حض الناس في أعياد الربيع، علي أن يخاصموا عادات وتقاليد هذه الأعياد، وأن يتجنبوها؟!
بحثا عن هذا السبب، رحت أقرأ من جديد، ما صدر عنهم، فإذا بجملة واحدة، من بين ما

قالوه ترن في أذني، دون غيرها!
الجملة تقول إن سبب الدعوة الي تجنب الخروج الي الحدائق، أو أكل البيض الملون، أو أسماك الرنجة، أو .. أو... هو أن هذه كلها، في رأي أولئك الشيوخ، إنما هي عادات فرعونية!
سألت نفسي علي الفور: مَنْ هم الفراعنة؟! وهل الفراعنة هم أجدادي، وأجدادك، أم أنهم أجداد شعوب أخري حولنا؟!
الجواب الذي يعرفه أي تلميذ ابتدائي، أن الفراعنة، هم أجدادنا، بل أجدادنا العظام، وأن الفترة الفرعونية، هي فترة من تاريخنا نحن.. صحيح أنها فترة انقضت من آلاف السنين،، ولكنها حية في داخلنا، ونتوارثها بعضنا عن بعض، ولا يمكن أن نتخلص أو نتبرأ منها، بل إن العكس هو الصحيح، بمعني أننا لا نزل نزهو، وسوف نظل نزهو، بأن أجدادنا الفراعنة كانوا هنا، ذات يوم، وأنهم فعلوا كذا، وكذا، مما عجز عن إنجازه الآخرون، في أيامهم، وفي غير أيامهم علي السواء!
يريد شيوخ مضللون في التيار السلفي، والحال كذلك، أن ننفصل عن الفترة الفرعونية في تاريخنا، وأن ننساها، وإذا لم نشأ أن ننساها، فلا مبرر للاحتفال بما كان فيها من عادات، وتقاليد، هي في الأساس مصدر بهجة وسرور للناس، كما نري في كل عيد من أعياد الربيع، ولا تضر أحدا في شيء!
هم يريدون لنا هذا، وهو ما لن يكون، لأنه تاريخنا الذي لا يجوز أن نتخلي عنه، تحت أي ظرف، ومهما كان حجم الضلال والخداع في دعوات أولئك الشيوخ.
تاريخنا الفرعوني، والقبطي والإسلامي، كلٌ واحد لا يتجزأ وبعضه يؤدي الي بعض، ولن يفلح الذين يحاولون أن يفصلوا بعضه عن بعض!