عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يفعلها الملك سلمان.. لأول مرة!

أظن أن الملك سلمان بن عبدالله، خادم الحرمين الشريفين، وعاهل السعودية الجديد، قد أثبت منذ أول لحظة له في الحكم، أنه أحرص الناس علي استقرار المملكة، ليس فقط في ظل وجوده، وإنما من بعده أيضاً!

لم يحدث ذلك، لأنه صار ملكاً على البلاد، في اللحظة نفسها التي جرى فيها الإعلان عن وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، فهي خطوة كانت متوقعة تماماً لأن طريقة انتقال السلطة، في المملكة، معروفة سلفاً، ثم إنها ليست المرة الأولى التي يجرى فيها انتقال السلطة، من واحد من أبناء الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود، إلى واحد آخر منهم، بهذه السلاسة.. فلقد جري الأمر نفسه، عدة مرات من قبل، ولم تكن فيها جميعاً، أي مشكلة.. حدث أن انتقلت السلطة من الملك المؤسس، إلي ابنه الملك سعود، ثم حدث أن انتقلت من سعود، إلي الملك فيصل، ثم حدث كذلك أن انتقلت من فيصل إلي الملك خالد، ثم حدث أيضاً، أن انتقلت السلطة من خالد، إلي الملك فهد، وفي المرة قبل الأخيرة، انتقلت عام 2005 من فهد، إلى الملك عبدالله، ثم حدث بالكيفية ذاتها، أن رأينا انتقالها من عبدالله، إلي الملك سلمان في لحظات.
وإذا كان الملك الراحل عبدالله، يرحمه الله، قد أقدم على شىء، لم يسبقه إليه أحد، من إخوته، فإن الملك الجديد، سلمان بن عبدالعزيز، قد أقدم هو الآخر، على ما لم يسبقه أحد من إخوته!
فالملك عبدالله، استحدث للمرة الأولى، منصب «ولىّ ولىّ العهد» ووضع فيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذي يعتبر أول طيار من أبناء الملك عبدالعزيز، وكان استحداث موقع بهذا المُسمى، له أسبابه فى ظنى، عند الملك عبدالله.
لقد أراد أن يضمن، ليس فقط استقرار الحكم في بلده، في ظل أخيه سلمان من بعده، ولكنه أراد أن يكون الاستقرار ممتداً إلي ما بعد ذلك، ولهذا، كان اختياره الأمير مقرن، لموقع جديد من هذا النوع، ولهذا أيضاً، وكان إصراره على أن يكون  مثل هذا الاختيار، مكتوباً في حياته، في وثيقة تم إعلانها علي الناس جميعاً، في وقتها، وحظيت فيما بدا في ذلك الوقت، برضا الغالبية من أعضاء الأسرة الحاكمة.
غير أن الملك سلمان، حين جاء ليعين ولياً لولى العهد، معه، فإنه قطع خطوة لم يكن أحد، فيما قبل، يعرف كيف يمكن اتخاذتها.. ولا متى؟!
لقد اختار الأمير محمد بن نايف، ولياً لولى العهد، في مكان الأمير مقرن، الذى صار ولياً للعهد.. ولم يكن الاختيار، لموقع ولي ولد العهد، سهلاً هذه المرة، شأنه شأن ما كان عليه، وقت

الملك عبدالله، لا لشيء، إلا لأن «عبدالله» عندما اختار الأمير مقرن، ولياً لولي العهد، كان يختار من بين أبناء عبدالعزيز أنفسهم، وبالتالى، لم تكن هناك مشكلة، ولا كان هناك جديد، سوى مُسمى المنصب نفسه.
أما الأمير محمد بن نايف، فهو من أحفاد الملك المؤسس، وليس من أبنائه، وتلك هي أول مرة، يجري فيه اختيار واحد من الأحفاد، لمثل هذا الموقع، ثم إنها في الوقت نفسه، أول مرة، يتم فيها فتح الطريق إلى الحكم، أمام جيل الأحفاد، بعد أن ظل الطريق ذاته مقتصراً علي الأبناء وحدهم، منذ رحيل الملك عبدالعزيز.
فإذا عرفنا أن الأمير محمد، هو ابن الأمير نايف بن عبدالعزيز، أشهر وزراء داخلية المملكة، وأبرعهم، وأكثرهم مهارة في حفظ أمن المملكة، وقت أن كان وزيراً للداخلية، لسنوات طويلة، وإذا عرفنا أن «محمد» كان ملاصقاً لأبيه في وزارة الداخلية، وإذا عرفنا أنه، أقصد الأمير محمد، قد احتفظ بموقعه، كوزير للداخلية حالياً، إلي جانب موقع ولىّ ولىّ العهد، أدركنا عندئذ أن اختياراً كهذا، لم يأت من فراغ، بل أدركنا أنه فيما يبدو، قد جاء بعد طول دراسة ونظر، بين أعضاء الأسرة الحاكمة.. ولم يأت هكذا عبثاً، وأنه قد تم التحضير له جيداً، لأنه اختيار ليس عادياً، كما يبدو من طبيعته أمامنا، وإنما هو اختيار ينقل الحكم هناك، نقلة نحو مستقبل كان الجميع يتطلع نحوه، ولا يعرف كيف يمكن الذهاب إليه!
حين تمضي الأمور علي طبيعتها، وهو ما نرجوه ونأمل فيه للملكة، ويتمناه كل محب بها، فسوف يكون الأمير، هو أول ملك من الأحفاد، وسوف يكون ذلك في حد ذاته.. عندما يقع، انتقالاً للبلد من طريق آمن، إلي طريق ربما أكثر أمناً.