رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا بالضبط بين الإنجليز وبين جماعة بديع؟!



الضغط على الدولة من أجل الإخوان هدف لن يتحقق

لا أستطيع أن أفصل بين موقف السفارة البريطانية في ليبيا، من حيث تعاطفها مع الجماعة الإخوانية، هناك، بشكل فج، وسافر، ومثير للقرف، وبين موقف السفارة البريطانية في القاهرة، حيث قررت تعليق تقديم خدماتها للجمهور، الأسبوع الماضي، ولاتزال تعلقه إلى الآن، لسبب غامض، وغير مفهوم، وغير مقنع بالمرة!
ففي صباح الأحد، من هذا الأسبوع، صرح مسئول ليبي مهم، بصحيفة «الشرق الأوسط» التي تصدر في لندن، بأن بريطانيا تعمل من خلال سفيرها في ليبيا، على فرض الإخوان على المشهد السياسي الليبي، بأي ثمن، وبأي طريقة، وأن البريطانيين يبذلون في هذا الاتجاه، جهوداً جبارة، ويستخدمون فيه كل قوتهم، وامكاناتهم!!.. ولم ينس المسئول الليبي، وهو يصرح للصحيفة اللندنية في صفحتها الأولى، أن يبدي استياءه البالغ من مسلك السفارة الانجليزية عندهم، وأن يضيف بأن هذه النقطة بالذات، موضع خلاف أساسي مع الحكومة الانجليزية، وأن الحكومة الليبية لاتساوم حولها.
هل يختلف هذا الموقف المحير، للسفارة البريطانية في العاصمة الليبية في طرابلس، عن موقف سفارة بريطانيا لدينا، وهى تعلق تقديم خدماتها للجمهور، بحجة وجود أسباب أمنية وراء قرارها، مع أنها تعرف ونحن نعرف أن مبناها في جاردن سيتي، ليس إلا قلعة حصينة، وأن من المستحيل أن يصل انسان إليه، دون أن يخضع للتفتيش مرة، ومدتين، وثلاثاً، عبر كمائن متعددة؟!
قيل إن السبب وراء تعليق تقديم الخدمات للجمهور، أن السفارة تلقت تهديدات، وهو كلام مضحك كما ترى، ولا يمكن أن ينطلي على عقل انسان.. إذ السؤال هو: من أين تأتي التهديدات، إذا كانت السفارة محاطة من كل الجوانب، بحواجز أمنية وراء بعضها البعض، وإذا كان الذاهب الى مبناها سوف يكون مطلوباً منه، أن يتخلص من كل شىء بما في ذلك هدومه تقريباً؟!
وقيل إن السبب، أن السفارة تضغط على الحكومة المصرية وتبتزها، من أجل أن يتحسن وضع الاخوان، ولو قليلاً، في داخل الدولة المصرية، وهو هدف لن يتحقق للسفارة الانجليزية، ولا لغيرها من السفارات حتى ولو أغلقت مبانيها، ولم تعلق تقديم خدماتها فقط، لا لشىء، إلا لأن وضع الإخوان، كجماعة، قد صار في أيدي المصريين، كشعب، وليس في يد الحكومة، كحكومة، ولا نظن أن أحداً عاقلاً بين المصريين، أصبح يتقبل وجود هذه الجماعة، على أي مستوى، في حياتنا كلها، سواء كان وجوداً سياسياً، أو دعوياً، أو وجوداً من أي نوع!
وقيل إن السبب هو خوف السفارة من أي ردود فعل شعبية إزائها، بعد اعلان التقرير الأمريكي إياه، الذي اعترفت فيه المخابرات الأمريكية بتعذيب متهمين بالتطرف الديني، بوسائل تعذيب، لم يخطر بعضها على عقل بشر من قبل!
ولابد أن هذا السبب الأخير، يبدو وجيهاً، على نحو نسبي، لأن التقرير حتى وإن لم يكن قد أشار الى دور بريطاني في عمليات التعذيب إلا أن الدور معروف، ومفهوم، بل مكشوف!
السؤال الذي يتمنى المرء منا، أن يجيب عنه أحد.. أي أحد.. بأمانة، وصدق هو كالآتي: ماذا، بالضبط، بين الإخوان والانجليز؟!.. صحيح أن الجماعة الإخوانية صناعة انجليزية خالصة في الأساس، وصحيح أن الانجليز كان لهم دور مهم في نشأتها، وفي وجودها، بل في استمرارها، ولكن الواحد منا لا يكاد يتخيل، أن تكون المصالح بينهما قد بلغت إلى هذا الحد.. ولا يتصور أي منا، أن تكون الجماعة الإخوانية، قد أخلصت للذين صنعوها  إلى هذه الدرجة.. أقصد الدرجة التي تبذل فيها السفارة البريطانية في ليبيا، كل قوتها، وكل إمكاناتها، في سبيل ضمان وجود موطئ قدم للإخوان في الصورة إجمالاً!
هل يحب الإنجليز الإخوان إلى هذه الدرجة؟! لا أظن أبداً.. هل يخشى الإنجليز على مستقبل الجماعة، إلى هذا الحد؟!.. لا يمكن.. هل يريد الإنجليز حياة ديمقراطية سليمة في ليبيا، إلى هذا الحد أيضاً؟!.. مستحيل!
أتصور، أن موقف السفارتين معاً، سواء في القاهرة، أو في طرابلس، لا يدينها بقدر ما يدين الجماعة الإخوانية، ويدمغها بكل عار ممكن.. وإلا.. فما معنى أن ينتفض المصريون والعرب معهم، ضد الجماعة، وضد سلوكها، وضد فكرها، وضد تاريخها، فلا يدافع عنها، ولا يحرص على وجودها، ولا يسعى إلى فرضها علينا فرضاً، إلا الأمريكان، والانجليز، خصوصاً ثم الغرب عموماً؟!.. ما معنى هذا، إلا أن تكون الجماعة، قد دأبت منذ نشأتها، على أن تقدم جليل خدماتها، لهم هناك، على حساب أوطاننا نحن هنا، بكل أسى وأسف!
متى يفهم المدافعون عن الجماعة أنها صارت عارية تماماً وأن الدفاع عنها، والحال هكذا، لا يجدي في شىء.. أي شىء!