هؤلاء أطفالك يا دكتور حاتم الجبلي!
تعلن وزارة الصحة، من وقت إلي آخر، عن سحب دواء، أو أكثر، من الأسواق، لأنه ضار بأي إنسان يتعاطاه، وفي كل مرة تعلن الوزارة، عن خطوة من هذا النوع، يظل السؤال المُقلق هو: هل تستجيب الصيدليات بسرعة لقرار الوزارة، في هذا الاتجاه، وتتوقف تماماً عن بيع مثل هذه الأدوية، أم أنها تستمر في البيع، دون إدراك لعواقب عدم الالتزام، علي صحة أي مواطن يقوده سوء حظه، إلي تعاطي دواء المفترض فيه أساساً، كدواء، ألا يكون في متناول أي مريض!
وإذا غاب الضمير، عن بعض أصحاب الصيدليات، في حالات كهذه، فأين القانون الذي يجب أن يلاحق كل مستهتر منهم، بأقصي عقاب، فيعاقبه، ويروع الآخرين؟!
وسؤال آخر: هل يمكن أن يصل الاستهتار إلي حد أن تكون في الأسواق أدوية ممنوع وجودها، أصلاً، لأنها شديدة الخطر علي المرضي؟!
أرجو ألا تسبب الإجابة صدمة لكل واحد فينا، إذا قلت بأن هناك أدوية من هذه النوعية، متداولة في الصيدليات، رغم عدم صلاحيتها، ورغم خطورتها علي أي مريض يتعاطاها!
أقول هذا، لأن صديقاً عزيزاً، أبلغني هذا الأسبوع، بأنه اشتري دواء يعالج نزلات البرد عند الأطفال اسمه »بيبي رينو« وبعد أن احتاج إلي عبوة أخري، من الدواء ذاته، ذهب يشتريها، واشتراها فعلاً، فإذا بها مكتوب عليها عبارة تقول »رجاء عدم إعطائه للأطفال أقل من ست سنوات!!«.
وأصيب الصديق بحالة من الفزع، حين تبين له، أن هذا الدواء فعلاً،
وكان السؤال هو: إذا كان الدواء يتلف الجهاز العصبي للطفل، إلي هذا الحد، فلماذا - إذن - يجري طرحه في الأسواق، ولماذا تبيعه الصيدليات من أساسه، ولماذا تسمح أجهزة الوزارة المختصة بتواجده من الأصل في الأسواق؟!
المزعج فعلاً، والمحزن، أن الصديق إياه لم يسكت، وظل يبحث عن اسم الشركة المنتجة، حتي وصل إليها، بل إلي رئيسها نفسه.. وسأله عن حقيقة الأمر، فإذا برئيس الشركة يعترف له، في التليفون، بأن هذا الدواء بالفعل يضر بصحة الطفل أقل من ست سنوات، ثم يرجو رئيس الشركة الصديق ألا يعطيه لأي طفل تحت هذا السن!!
يا دكتور حاتم الجبلي، أنت طبيب كبير، ومحترم، وهؤلاء أطفالك ومواطنوك، فأين الحقيقة، ومن المسئول عن هذا العبث بصحة الناس؟!