عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القفز لا يكون بالدبابة وحدها!

 

أكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة في رسالته للمصريين، أمس الأول، أنه لن يسمح لأحد بالقفز علي السلطة، وهو كلام كما تري، في حاجة إلي شرح، وإلي تحديد للمعاني، وإلي بيان أكثر!.. فمعني »القفز علي السلطة« ليس واضحاً بما يكفي في الرسالة، وأظن، وبعض الظن ليس إثماً، أن الذين قرأوا الرسالة، لم يفهموا بشكل جيد، ما إذا كان المقصود بالقفز، هنا، هو القفز من خلال عملية انتخابية سليمة، أم أنه يمكن أن يكون قفزاً من نوع آخر، وبوسائل مختلفة؟!

ولو أننا أردنا أن نكون عمليين، وأن نتكلم عما هو ماثل أمامنا من حقائق علي الأرض، فسوف يتبين لنا، أن القفز من النوع الأول، يجري الإعداد له بالفعل الآن، وأنه، كعملية قفز مكتملة، سوف يتم، لو سارت الأمور علي ما هي عليه، حالياً، ثم جرت بالتالي انتخابات مجلس الشعب في سبتمبر!

ليس هناك تيار سياسي في البلد، باستثناء تيار وحيد، ومعين، إلا ويطلب تأجيل الانتخابات لتجري بعد عام من الآن - مثلاً.. ووقتها، سوف تكون كل القوي السياسية قد تهيأت لخوض التجربة، وسوف تكون الأحزاب جميعها، سواء كانت قائمة، أو ناشئة، قد استعدت، وسوف تكون الدولة ذاتها قادرة، أمنياً، علي السيطرة علي مختلف الدوائر، وسوف يكون الناخبون، في دوائرهم، قد تنفسوا ولو قليلاً، وأصبحوا مهيئين لأن يختاروا نوابا جددا، علي أساس القائمة في جزء منهم، لا علي أساس النظام الفردي، الذي يمكن أن يعيد النواب القدامي، في أغلبهم، إلي البرلمان، ولكن في ثياب جديدة!

ثم إنه ما معني أن يجري طرح مشروع قانون علي الناس يقول بأن الانتخابات المقبلة، سوف تكون في الثلث منها، بالقائمة، وسوف يكون الثلثان بالفردي؟!.. إن هذا معناه، لو تم، أن يمضي طريق القفز علي السلطة، من جانب التيار الوحيد المعين إياه، إلي غايته المنشودة، وأن يحققها بسهولة، وأن تواجه الأحزاب الحقيقية، صعوبة، في تحقيق

ما يجب أن تحققه في البرلمان، ولذلك، فالمفترض، والمفهوم، أن يكون العكس هو الصحيح، بمعني أن يكون الثلثان، علي الأقل، بالقائمة، وأن يجري اختيار الثلث الباقي، بالنظام الفردي، مادمنا قد قررنا أن نأخذ بالنظام الذي يخلط بين الطريقتين!

القفز علي السلطة، ليس من الضروري أن يكون بالدبابة والمدفع، وإنما يجوز جداً أن يجري علناً، وعلي الملأ، ومن خلال صندوق الانتخابات نفسه، وليس أدل علي ذلك، إلا أن »هتلر« علي سبيل المثال، كان قد جاء إلي السلطة في بلاده، عام 1933، بالانتخاب الحر المباشر، فإذا به، بعد أن وصل إليها، قد »قفز« عليها، بكل معاني الكلمة، وإذا به يسبب معاناة بلا حدود، ليس فقط للألمان، وإنما لأوروبا كلها، بل وللعالم، ولذلك، فان أول شيء فعله الألمان، بعد رحيله، هو أن يعملوا بأي طريقة، وكل وسيلة، علي ألا يصل شبيه له، فيما بعد، إلي السلطة، من خلال صناديق الانتخابات، وهي حكاية طويلة، ليس هذا هو مكان ولا وقت شرحها.

اختصاراً، فإننا نصدق تماماً المجلس العسكري فيما يقوله، ولكننا ننبه في الوقت ذاته، إلي أن إبقاء أولويات المرحلة الانتقالية، بترتيبها الحالي، إنما هو سماح وتوقيع علي بياض لتيار محدد، بالقفز علي السلطة، ربما دون أن ندري أو نقصد!