عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة من سمير رضوان

 

لم أستطع أن افصل بين ما سمعته من الدكتور سمير رضوان، وزير المالية، في أثناء لقاء جمع رئيس الوزراء، وعدداً من الوزراء، مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، صباح الاثنين الماضي، وبين ما سمعته ايضاً، بعدها بساعات، من استاذ ايطالي كان يلقي محاضرة في مدينة »مازارا« جنوب ايطاليا، عن الصلات التي كانت ولا تزال تربط دول جنوب البحر المتوسط، ونحن طبعاً في مقدمتها، بدول شمال البحر!

كان الدكتور رضوان يتحدث عن الوضع الاقتصادي بوجه عام، وكان يشرح حقائقه لنا، وكان يقول ما معناه اننا اقتصادياً، كنا في وضع جيد نسبياً قبل ثورة 25 يناير، وكان هناك معدل نمو مرتفع، ولكن المشكلة ان عوائد هذا المعدل المرتفع من النمو، لم تكن تصل الي الشرائح الاجتماعية التي كان يجب ان تصل إليها، وهي شرائح محدودي الدخل بطبيعة الحال!

وكان وزير المالية يضيف في اثناء اللقاء ويقول إن معدل النمو الذي كان متوقعاً بالتالي، في اثناء هذا العام، كان عند حدود 5.8٪ غير أنه بسبب المظاهرات الفئوية التي لا تكاد تتوقف يمكن أن يصل الي 2٪ بما يعني انه معدل يقترب من معدل تزايد السكان، وبما يعني بشكل أكثر وضوحاً، أن الحال، بالنسبة لحجم الانتاج في مصانعنا، وشركاتنا، ومؤسساتنا، لو استمر علي ما هو عليه، الآن، فسوف لا يكون هناك ارتفاع، من أي نوع، في مستوي دخل الفرد اجمالاً!

يعني بصريح العبارة، نحن أحوج الناس هذه الأيام، الي أن نتوقف عن التظاهر، والصراخ، والصياح، والكلام الكثير، ونركز في العمل، ثم العمل، ثم العمل، إذا كنا نريد حقاً ان يأتي مستقبلنا علي نحو مختلف عما هو عليه واقعنا الحالي، وهذه هي الرسالة التي اظن ان الدكتور رضوان قد أراد أن تصلنا، لتصل بدورها إلي الناس عموماً.. ولم يكن الرجل يقول ذلك، لأنه مثلاً ضد مبدأ ان تخرج مجموعات من المصريين، لتعبر عن رأيها، في مظاهرة هنا، وأخري هناك، وإنما كان يريد ان يقول، ولا يزال، إن المطالب التي يرفعها المتظاهرون، وهي كلها مطالب مشروعة ومتعلقة بتحسين مستويات المعيشة، لن تتحقق، إلا إذا

كان هناك عمل يسبقها وإنتاج، وانجاز، ولن تأتي الاستجابة لها من السماء، وإنما نحن الذين علينا ان نستجيب، وبطبيعة الحال فإن المقصود بـ»نحن« هنا، هي الحكومة التي نثق فيها، والتي لا تملك عصا سحرية، وإنما تملك ان تقول اننا يتعين علينا ان نفعل كذا، وأن نتوقف عن فعل كذا!

في المدينة الايطالية إياها، كنت استمع لمحاضرة الرجل، وكانت قاعة المحاضرة مطلة علي الشاطئ الشمالي للبحر المتوسط فأشار المحاضر بيده نحو البحر، وقال ما معناه انه، كبحر متوسط، كان دائماً احد مصادر الرزق والحياة للذين يعيشون علي شاطئيه، وكان في أحوال اخري، مصدراً من مصادر الموت، في اشارة منه الي الشباب الذين كانوا يتسللون منه، الي ايطاليا، وغيرها، بحثاً عن فرصة عمل، وكان بعضهم يغرق في الطريق!

وحين سمعت هذه العبارة من الرجل، فإن المعاني التي كان الدكتور رضوان قد اكد عليها، قد رنت في أذني، وخشيت بالتالي من اننا إذا لم نكن علي وعي كامل بحقيقة ما كان وزير المالية يشير إليه، ويحذر منه، فإن اعداد المتسللين، سوف تتجه الي ازدياد، وسوف يكون الوضع سيئاً، ولذلك، فنحن في حاجة إلي أن نعيد قراءة كلام سمير رضوان، ومعانيه، من جديد، حتي لا يغلب الوجه المتشائم، في كلام المحاضر الايطالي، الوجه المتفائل، وحتي لا يكون البحر المتوسط، بالنسبة لبعض شبابنا، مصدر هلاك، وهو في الاصل مصدر بعث وحياة!