عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حدث صباح الأحد!

لو أن أحداً تأمل الصفحة الأولي من صحيفة »الأخبار« الصادرة صباح الأحد الماضي، حين كانت تجري جولة الإعادة في انتخابات مجلس الشعب، فسوف يظل يفرك عينيه، ثم يعاود النظر والقراءة، ومعهما التأمل، ليتأكد مما إذا كانت هذه هي صحيفة »الأخبار« التي عرفها حقاً، أم أنها، في هذا اليوم تحديداً، قد صارت لسان حال »الوفد« والتجمع، كحزبين كبيرين!

ففي صدر صفحتها الأولي، كانت صور مرشحي الوفد، والتجمع، تصطف صورة إلي جانب صورة، رغم انسحاب الوفد، أصلاً، من جولة الإعادة، وكان اللافت للانتباه، أنه لم تكن هناك صورة واحدة، لأي مرشح من مرشحي الحزب الوطني، الذين كانت قد ازدانت بهم وحدهم، الصفحة نفسها، في صباح الجولة الأولي، من الانتخابات!

وبطبيعة الحال، فإن نشر صور مرشحي الوفد، والتجمع، علي هذا النحو لم يتم حباً فيهم، لا سمح الله، ولم يتم لوجه الله.. ولا من أجل سواد عيونهم، وإنما كانت هناك في ظني، وبعض الظن ليس إثماً، عدة رسائل يراد لها أن تصل إلي القارئ، من خلال تصرف من هذا النوع.

الرسالة الأولي، هي الرغبة في إظهار الوفد، أمام القراء، وكأنه لم ينسحب من جولة الإعادة، احتجاجاً علي تزوير إرادة الناخبين في الصناديق، بدليل أن مرشحيه أو أغلبهم علي الأقل، سوف يخوضون الانتخابات، وهذه هي صورهم، وهم يبتسمون!

الرسالة الثانية، هي الإيحاء للناس، بأن في مصر انتخابات حقيقية، بمعني الكلمة، بدليل أن الحزب الوطني، لا يخوض جولة الإعادة، وحده، فهؤلاء هم منافسوه من الحزبين الكبيرين، وهذه هي صورهم!

الرسالة الثالثة، أن الصحف القومية لم تكن منحازة في تغطية الانتخابات، كما قد يقال عنها، وليس أدل علي ذلك، من أن صور الصفحة الأولي، في جولة الإعادة، كانت كلها لمرشحين معارضين، ولم تكن هناك صورة واحدة، لمرشح عن الحزب الحاكم!

ولم تسأل الصحيفة نفسها - طبعاً - عما إذا كانت هذه الصور ذاتها، كان لها وجود أصلاً، علي صفحاتها، سواء كانت صفحة أولي، أو داخلية، في أثناء الجولة الأولي، وما إذا كان إبرازها علي هذه الهيئة، في جولة الإعادة، كان وراءه »علة« محددة، وكان وراءه غرض مقصود!

في الجولة الأولي، أسقط الحزب الوطني، كل معارضيه، وفي الجولة الثانية، اكتشف أنه يخوضها بمفرده، وإن الصورة العامة له، ثم لنا، داخل البلد، وخارجه، لا تشرف أحداً، ونبدو فيها جميعاً، علي أسوأ ما يكون، فكان لابد من التشبث بمرشحي المعارضة، وكان لابد من وضعهم في برواز، كما جري، لعل »الصورة تطلع حلوة« دون أن ينتبه الذي أشار بهذه الحيلة، إلي أن الصورة، رغم ذلك، كانت، ولا تزال، سيئة للغاية!