عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المحافظ.. رئيساً!

إذا كان الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، قد اتخذ قراراً بتجميد عمل محافظ قنا الجديد، لمدة ثلاثة أشهر، فهو بقرار  من هذا النوع، قد حاول إرضاء أبناء قنا، ولكنه في اللحظة  نفسها، قد أغضب سائر أبناء الوطن، ليس لأنهم ضد إخوانهم في قنا، ولكن لأن القرار جاء، كحل مؤقت، أولاً، ثم إنه علي حساب الحقيقة ثانياً!

فالسؤال الآن هو: وماذا بعد الثلاثة أشهر؟! هل يستأنف اللواء عماد ميخائيل، مهام عمله،  بعدها، أم أن قراراً آخر سوف يصدر في المسافة الزمنية  الواقعة من الآن، إلي لحظة نهاية فترة التجميد؟!.. والسؤال الآخر هو: ماذا سوف يقول رئيس الحكومة، لأبناء المحافظة، عندما يذهب إليهم اليوم، أو غداً؟؟ هل سوف يشكرهم علي أنهم فتحوا طريق السكة الحديد، بعد صدور قرار التجميد، أم إنه عليه أن يلفت انتباههم من مكانه في القاهرة، وليس من عندهم هناك إلي أن ما فعله بعضهم، في السكة الحديد، وفي الطريق البري،  جريمة يعاقب عليها القانون، بعقوبات واضحة، ومحددة، ولا اختلاف حولها؟!

لا نريد أن نتكلم عن الماضي، ولا عن أن القرار كان خاطئاً، أو كان صائباً، فكل هذا فات أوانه، وأصبح علينا أن نتطلع إلي المستقبل لنري ماذا علينا أن نفعل في قنا، وفي غير قنا، بالنسبة لموقع المحافظ، مع الإقرار في الوقت نفسه، بأن قرار صرف  المحافظ الجديد والمجيء بآخر في  مكانه، إنما هو من شأن رئيس الحكومة وحده، وليس من شأن أي طرف آخر، لأننا مادمنا قد ارتضيناه رئيسا للوزارة، فإن علينا أن نتقبل قراراته، وسياساته، إلي أن تثبت التجربة أنها خطأ، فيكون عليه هو، عندئذ، إتخاذ قرارات أخري، وانتهاج سياسات مختلفة!

وإذا كان من الواضح، أن قرارات تعيين المحافظين الجدد إجمالاً، قد تم اتخاذها علي عجل،  وأن د. شرف لم يأخذ وقته في الاختيار جيداً، فإن البحث عن حل دائم، وليس حلاً مؤقتاً، لموضوع قنا، يقتضي من رئيس الحكومة أن يبحث منذ الآن، عن صيغة مغايرة لاختيار المحافظين، وأن يعمل علي

أن تصدر حركة محدودة، بين المحافظين خلال شهر أو شهرين، من الآن، لتكون هذه الحركة المحدودة، مصححة للأخطاء والتي قد تكون قد شابت الحركة الأخيرة، وتكون ـ وهذا هو الأهم ـ مؤسسة لطريقة جديدة، ورؤية جديدة، ومنهج جديد في اختيار المحافظ.

لا نريد أن نتكلم عن انتخاب المحافظين، مثلاً، باعتباره حلاً، لأنه معروف أن هذا الحل في حاجة إلي وقت، وإلي تعديل في قوانين،  وإلي ترتيبات كثيرة، لابد أن تأخذ وقتها، وبالتالي، فإن البديل هو أن نعمل علي أن ننفي أولاً، أن منصب المحافظ يذهب إلي صاحبه، علي سبيل مكافأة نهاية الخدمة، وأن نعمل ثانياً، علي أن تكون محافظات مصر السبع والعشرون، بمثابة معامل تفريخ، إذا صح التعبير، لإنتاج سياسيين يصلحون لتولي مواقع أكبر في البلد.. فالمحافظ الذي يثبت  نجاحه في محافظته، من واجبه حينئذ، ومن حقنا، أن ننقل نجاحه إلي دائرة أوسع من محافظته، في مواقع العمل الوطني.

رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية يأتون، في نسبة كبيرة منهم، من بين حكام الولايات الذين يماثلون المحافظين عندنا، ولذلك، فسوف تكون الطريقة التي نختار بها محافظينا، صحيحة مائة بالمائة،  يوم نجد أن محافظاً من أي محافظة، يمكن أن يرشح نفسه رئيساً، وينجح، فساعتها سوف نكون أمام رجل تمرس في الحكم، والإدارة، وجاء ليواصل تمرسه، ونجاحه لا في الناس ليتعلم!