عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عين »شرف« الحمراء!

 

روت لي سيدة تملك بيتاً في المعادي، أن سائحة أجنبية تقيم عندها، وأن هذه السائحة كانت قد حجزت تذكرة بالقطار إلي أسوان، لتقضي عدة أيام هناك، وأن حظها الأنكد قد جعل حجزها يأتي في نفس يوم تعطل القطارات علي أيدي بعض أبناء قنا، اعتراضاً علي تعيين المحافظ الجديد، وان السائحة قد قضت أياماً سوداء، بين القاهرة، وبين الأقصر، لأنها بالطبع عجزت عن الوصول إلي اسوان، وقد عادت لتحمل أشياءها، وتغادر مصر كلها، إلي بلدها، لأننا في نظرها، وكما راحت تروي لسيدة المعادي، لسنا علي القدر الواجب من الإحساس بالمسئولية، تجاه ضيف جاء إلينا سائحاً!

 

ثم روت لي السيدة نفسها أن زوجها أستاذ جامعي، كان عليه أن يذهب لإلقاء محاضرة في المنيا، في اليوم نفسه، وانه قد واجه عذاباً حتي عاد من رحلته، وحين عاد، فإن كلاماً كان علي لسانه، لا يستطيع المرء أن ينقله علي الورق، أو علي الملأ!.

والمؤكد، أن سيدة المعادي، ومعها السائحة إياها، لا تمثلان حالة فريدة من نوعها، ومن المؤكد أيضاً أن سياحاً كثيرين آخرين، كانوا وربما لا يزالون في الطريق إلي اسوان، ثم اكتشفوا عند الأقصر، أن الطريق مقطوع بين الأقصر، وبين أسوان.. لا لشيء، إلا لأن أبناء قنا معترضون علي المحافظ الجديد، فكانت هذه هي الطريقة التي اختاروها للتعبير عن اعتراضهم، وكانت الطريقة تتمثل أساساً، في »وقف حال« السياحة علي الخط كله، وفي توقيف القطارات، وفي تعطيل مصالح الناس، وفي إعطاء أسوأ انطباع يمكن أن يؤخذ عن شعب، في أي مناسبة، وفي أي وقت.

من حق ابناء قنا، وغير ابناء قنا، أن يعترضوا علي أي شيء، وأن يخرجوا ويتظاهروا تعبيراً عن الاعتراض علي ذلك الشيء، ولكن.. ليس من حقهم، ولا من حق غيرهم، تعطيل مجرد دراجة تجري علي الطريق، فضلاً عن أن يكون التعطيل - كما تابعنا ونتابع - لحركة قطارات في الوجه القبلي كله، وفضلاً عن أن يكون التعطيل لحركة سيارات، علي الطرق البرية هناك، بما أدي ويؤدي إلي القضاء علي مصالح الملايين من المصريين.

وإذا كان مجلس الوزراء في اجتماعه أمس الأولي، برئاسة الدكتور عصام شرف، قد أكد علي

أن المحافظ الجديد باقٍ في مكانه، وانه لن يستقيل، ولن يقال، وانه لا بديل آخر غيره، فإن هذا هو عين العقل، وهو قرار يجب أن نحيي عليه الدكتور شرف، وجميع أعضاء مجلس الوزراء، ليس أبداً لأننا ضد أبناء قنا، الذين هم ناسنا وأهلنا، كما انهم فوق رأسنا، وإنما لأن الاعتراض علي تعيين المحافظ الجديد، أو غير المحافظ الجديد، له أصول، وقواعد، ومبادئ، لابد أن تكون مرعية، وأن تكون في إطار القانون الذي يحكم البلد، وإلا انتقلنا علي الفور، من ممارسة الحرية في التعبير، التي هي حق لكل مواطن، إلي ممارسة الفوضي، التي هي محرمة علي كل مواطن، وبالدرجة نفسها.

ولو أن الدكتور شرف أجري استطلاعاً بين المصريين، عن قراره هذا، فسوف يجد أنه ليس هناك مصري عنده ضمير، إلا ويسانده بكل قوة فيه، ويدعمه، ويقف إلي جواره، وسوف يكون أصحاب الضمائر، في مثل هذه الحالة، هم الغالبية الكاسحة بين المواطنين، لأن ضرب المصالح العليا للبلد في قنا، يمتد بتأثيره السئ جداً، وربما الكارثي، إلي جيب كل مواطن، بشكل مباشر، تارة، وبشكل غير مباشر، تارة أخري.

والأهم من ذلك، أن قرار مجلس الوزراء، فيما يخص موضوع قنا، يجب أن يكون بداية نحو قرارات أخري، من النوع ذاته، لإظهار عين »شرف« الحمراء، التي نحن أحوج الناس اليها هذه الأيام، في أكثر من اتجاه.

رجاء إلي عقلاء قنا: من فضلكم، قدموا مصلحة البلد علي مصلحة المحافظة.