رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"شرف" ليس عدواً للمرأة!

 

يبدو الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، وكأنه مدعو إلي أن يشرح موقفه للناس، عما إذا كان مع وجود المرأة في المواقع العامة، أم أنه يتحفظ علي وجود لها من هذا النوع، وعلي هذا المستوي؟!

 

وربما يكون الداعي إلي هذا الكلام شيئين أساسيين أولهما حركة المحافظين الأخيرة التي أثارت المواطنين، أكثر مما هدأت منهم، وثانيهما حكومة الدكتور عصام نفسها.

فقد قيل قبل صدور الحركة بعدة أيام إنها سوف تضم امرأة في موقع المحافظ للمرة الأولي، ولم يكن هذا الخبر، الذي بثه تليفزيون الدولة، أكثر من مرة، قد جاء استجابة لمطالبات من جانب المرأة نفسها، في المجتمع عموماً، أو حتي من جانب أي أحد خصوصاً.. وإنما جاء تطوعاً من جانب الحكومة، وجاء في صياغته، وفي شكله، وكأنه يريد أن يقول، إن هذه الحكومة تفكر بطريقة مختلفة عن الحكومات التي سبقتها، خاصة فيما يتصل بوجود المرأة محافظاً بين المحافظين الرجال.

وحين تلكأت الحركة في الطريق قليلاً، فإنها صدرت الخميس الماضي، وليس فيها أي امرأة بين المحافظين، ولم يكن هناك اعتراض علي أن تأتي الحركة علي الصورة التي جاءت عليها، وإنما الاعتراض يظل قائماً علي أنك كرئيس حكومة قد تطوعت وقطعت علي نفسك وعداً، ثم تخليت عنه، دون مبرر، ودون سبب ظاهر، ودون شرح يقول للمواطن لماذا كان التفكير، ابتداء في مجيء امرأة في منصب المحافظ، ولماذا جاءت الحركة، وهي خالية منها أصلاً!

هذه واحدة.. والثانية أن حكومة الدكتور عصام تضم امرأة واحدة، في موقع الوزير، هي الوزيرة فايزة أبو النجا، بعد أن كانت حكومة الفريق أحمد شفيق قد ضمت امرأتين، وبعد أن كانت حكومة نظيف، قد ضمت ثلاثاً من النساء، وكأننا في هذا الشأن نمشي الي الوراء، خطوة.. خطوة.. لا إلي الأمام!

إننا نقرأ عن دول في العالم، مثل إسبانيا، كان وزير الدفاع فيها امرأة، وكانت قد ذهبت يوماً الي أفغانستان وهي »حامل« لتتفقد قوات الأسبان هناك.. ويومها نقلت الصحف صورتها، وهي تستعرض قوات بلادها المشاركة في الحرب علي الإرهاب في بلاد الأفغان، وكان منظرها وهي »حامل« مثيراً للشفقة، أكثر من إثارته للإعجاب.. وقرأنا عن دول أخري كان وزير الداخلية فيها امرأة ايضاً، وكذلك وزارة الخارجية، كما نري في حالة هيلاري كلينتون علي سبيل المثال.

والمعني أن الدول في العالم لا تجد حرجاً في ان تضع امرأة علي رأس وزارات مهمة من هذا النوع، ولكننا في المقابل، نتخلص من نساء في الحكومة، تارة ونقضي علي حلم وجود امرأة بين المحافظين تارة أخري، دون سبب مقنع.

لا أريد ان أضيف هماً جديداً إلي هموم الدكتور عصام، فهمومه بحجم الجبال، وهو في حاجة الي من يساعده، ويعينه، ويسانده، ولكني من ناحية أخري، أفعل هذا من منطق عدم جواز السكوت علي أوضاع يتهامس بها الناس، ويقولون إنها خطأ لا يجوز أن يستمر.

الدكتور عصام علي سبيل القطع ليس عدواً للمرأة، ولكن موقفه في هذين المثلين علي وجه التحديد لا يكاد يسعفه!